“أشتي قات رقم واحد ينسينا كل الهموم والمشاكل”.. هذا ما كان يردده المواطن “ع. س” على المقوت الذي يشتري منه القات، والذي سأله ذات مرة عن هذه المشاكل، فأجابه الزبون المغلوب على أمره أن خلافات يومية تحدث بينه وبين زوجته حول كل شيء، حتى أن هذه المشكلة الأسرية قد أصبحت معقدة كثيراً وجعلته مهموماً مغموماً وليس أمامه سوى القات للاستراحة بعض الوقت من الهموم.. عرض “المقوت” على زبونه بعدما سمع شكواه التدخل بينه وبين زوجته لحل مشكلتهما وإعادة التفاهم بينهما، فما كان من هذا الزبون الذي ضاق به الحال سوى الموافقة دون تردد على هذا العرض، ومضى إلى بيته بعد أن اتفقا على حضور المقوت في المساء إلى بيت الزبون، وفي المساء اتصل الزوج بالرجل والذي حضر على الفور، واجتمع بالزوجين واستمع منهما كل ما أرادا قوله من تفاصيل خلافاتهما، ثم خرج على أمل التواصل بهما لاحقاً لطرح وجهة نظره في حل هذه المشكلة.. تواصل المقوت بالزوجين في اليوم الثاني، ثم استدعى الزوج وطلب منه أن يطلق زوجته ويتزوج بأخرى لأن زوجته الحالية لم تعد مناسبة، وأنه سيقوم بدعمه بكل ما يريد، لكن الزوج رفض بشدة هذا المقترح وقال إنه من المستحيل أن يطلقها طالما أن لديه منها أطفال، وأن الظروف المادية صعبة ولا تحتمل زواجاً جديداً.. غير أن المقوت استمر يلح على زبونه بهذا العرض معتبراً أن الطلاق هو الحل الوحيد لمشاكله مع زوجته.. تمكن المقوت بعد ذلك من اقناع الزوجة بطلب الطلاق من زوجها، وعندما فعلت ذلك جاء الزوج إلى المقوت والوسيط بينهما واخبره أن زوجته أيضاً أصبحت تطالب بالطلاق، فقال له المقوت: أنا قلت لك إنه ما فيش حل غير الطلاق وأن عليه الاستجابة لطلب زوجته، فاستسلم الرجل خصوصاً بعد أن قال له المقوت أنه سيحضر وقت الطلاق وسيدفع جميع خسائره، وهو ما تم فعلاً.. لم يمر وقت طويل حتى فوجئ الزبون بأن طليقته سوف تزف إلى زوج آخر، مما جعله يتساءل عن هذا الزوج الجديد، وعندما سمع الإجابة كان أمام مفاجأة أفقدته توازنه.. فلم يكن الزوج الجديد لطليقته سوى ذلك المقوت الذي حكى له مشكلته وتدخل لحلها صاحب القات رقم واحد”..