قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها اول أمس الاحد بمدينة «أسكيشهر»، وسط تركيا، إنه ليس من الممكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون أن يرى خطوات عملية ملموسة من الجانب الإسرائيلي على أرض الواقع. وكثيرا ما يصنف المراقبون مثل هذه المواقف لأردوغان ضمن تكتيكه لتسويق صورته كمناهض لإسرائيل الأمر الذي يجلب له تعاطف قسم كبير من الشارع التركي ناقم على السياسات الإسرائيلية في المنطقة. ويحاول أردوغان بهذا التصريح التقليل من شأن مصالحته مع إسرائيل التي فُرضت عليه في إطار حسابات إقليمية ودولية في مقدمتها تورطه بالملف السوري. وفي هذا الاتجاه قال مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو قدم الاعتذار لتركيا كإيماءة بأنه يمكننا التغلب بصورة أفضل على التهديدات الإقليمية بصورة خاصة، وبينها الخطر السوري. وأضاف أردوغان في كلمته أنه يتكلم بشكل واضح للغاية ولا يريد إثارة حفيظة أحد، مشيرا إلى أن القوة التي حافظت على تماسك تركيا وثباتها هي قوة الشعب الذي يستمد منه العزم ويعمل وفق إرادته وأن تركيا ليست مدينة لأحد، فهي تثق بالله وبشعبها، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء «الأناضول» التركية. ومعروف عن أردوغان كثرة استعماله الخطاب الديني عند مواجهته مواقف محرجة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد قدم الجمعة اعتذارا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على قتل إسرائيل تسعة من الأتراك قبل ثلاثة أعوام في عملية عسكرية شنها الجيش الإسرائيلي على سفينة تركية كانت ضمن أسطول الحرية الذي كان متجها بمؤن إلى قطاع غزة لدعمه في مواجهة الحصار المفروض عليه من جانب إسرائيل. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو وأردوغان اتفقا خلال اتصال بينهما على إعادة سفيري البلدين إلى كل من أنقرة وتل أبيب وإلغاء الإجراءات القضائية المقامة في تركيا ضد جنود من الجيش الإسرائيلي. وبينت الإذاعة أن الزعيمين اتفقا على إنجاز اتفاق تقوم إسرائيل بموجبه بتعويض ذوي الضحايا الأتراك. وتعليقا على الحدث قال مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي للأمن أمس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يجبر إسرائيل على الاعتذار لتركيا عن الغارة على أسطول غزة عام 2010. وذكر ياكوف أميدرور أنه «لم يكن هناك أي ضغوط على الإطلاق، ولا حتى تلميح بضغوط». وأضاف للإذاعة الإسرائيلية أن «الرئيس سألنا. ورأى أن الأمر أيضا يمثل مصلحة أمريكية في أن يسوي حليفان للولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلافاتهما». وعلق ملاحظون بأن أوباما قد لا يكون ضغط على تل أبيب لإصدار اعتذارها، مرجحين في المقابل أن يكون ضغط على أنقرة لقبول اعتذار بارد وشكلي.