نجيب شرف الحاج كما كان يفعل الأجداد عُدنا من اجازة عيد الأضحى لنحكي للأصدقاء عن مغامرات السفر من صنعاء إلى القرية وسط الظلمة الحالكة و الحفر المتناثرة على طول الطريق الاسفلتي، و عن الطرق الموحشة الوعرة التي أضطر الناس لاستحداثها و العبور من خلالها في بطون الأودية و السوائل و في قمم الجبال و المنحدرات السحيقة .. أنها منجزات و انتصارات أباطرة الحرب .. لقد أعادوا البلد و الناس عصوراً الى الوراء إلى عصر الجمال و البغال..!! في زحمة الطرق الوعرة و الشمس تشوي الرؤوس سمعت لعنات النساء و العجائز و الاطفال و لمحت بؤسهم و معاناتهم التي لن يستوعبها سوى العابرون من تلك الطرق، طرق الموت و الرعب منها طريق "الدمنة – المسراخ" التي لا يزيد طولها عن ثلاثين كيلو متر، يتكبد المواطنون و المسافرون عناء عبورها في ست ساعات، و طريق العودهة عبر رأس الرجاء الصالح "المواسط – الخضراء سامع وصولاً الى الدمنة" و التي تجبرهم على المرور في اكثر من ثلاث مديريات للوصول إلى الحوبان. تتفاوت معاناة اليمنيين بحسب مناطق الصراع الواقعة على خطوط تماس و متارس المتحاربين في حين تتشابه ممارسات و تصرفات حكومات الحرب "المرتزقة –ا لانقلابيين" و التي تتشابه حد التطابق بمليشاتهم و سجونهم و نقاطهم و نخيطهم و جباياتهم لأصحاب الباصات و الناقلات و توحيدهم لأسعار الغاز و المشتقات النفطية و قطعهم للطرق الرئيسية المعبدة. في ثالث ايام العيد كانت نقاط الطرفين و خطوط تماسهم خالية تماماً و فارغة من أي مناوبة و كأنهم في حالة وئام و واقع حالهم يؤكد انه لا وجود لأي حرب تذكر بينهم سوى حربهم الضروس و اصرارهم على اذلال الناس و ارعابهم و افقارهم و تدمير اليمن بمعظم شعبها و شعابها..!!