بقدر ما يزرعه هطول الأمطار في قلوب اليمنيين، وبقدر فرحتنا بهذا الزائر الذي ينتظره الجميع بعد مرور اسابيع من الجفاف هذا العام، الا إن هذه الفرحة لم تدم طويلا فتحولت الى مأتم وأحزان. الأحداث الناجمة عن سيول الأمطار الغزيرة في ريف تعز، عصر أمس الأربعاء، تحولت من بشائر خير لتعكر صفو هذه الفرحة وتدخل على المواطنين الأحزان والمآسي. وفاة ثمانية مواطنين من أسرة واحدة، أب وأم وأطفالهما الستة هما حصيلة مأساة السيول الغزيرة المتدفقة التي شهدتها منطقة الخلل، في عزلة الاقروض، بمديرية صبر المسراخ، بريف تعز الجنوبي. الأسرة التي راحت ضحية السيول الغزيرة لم تكن هي الضحية الوحيد، فهناك فتاة واربعة مواطنين أخرين تم العثور على جثثهم نتيجة السيول ايضا، فيما فقد أخرون. وجرفت السيول المتدفقة والغزيرة في المنطقة صيادين وشاحنه نقل صغيره في سائلة الخلل، ما ادى الى سقوط هذا الكم من الضحايا. وقالت مصادر محلية أنه تم انتشال ثمانية أشخاص من ببنهم أسرة، الأب وأم وأولادها من محافظة اب. وذكرت المصادر ل"الاشتراكي نت" إنه تم العثور على جثة الأم محتضنة رضيعها في منطقة الصرام، ما رسمت صورة واضحة لدى المواطنين لمحاولة الأم التي حاولت انقاذه في حضنها التي وجدته المكان الاكثر أمانا. السيول المتدفقة والغزيرة لم تستطيع ان تنتزع طفلها الرضيع منها رغم المسافة التي جرفتهما اليها السيل من الخلل الي الصرام. لم تكن الأسرة هي الضحية بحسب ما ذكرت المصادر فحسب بل تم العثور في الوقت ذاتها على اربع جثث في منطقة أخرى. وفي منطقة أخرى استطاع المواطنين انتشال فتاة من داخل سيارة أخرى جرفتها السيول. ضحايا أخرين ما زالوا مفقودين حتى الأثناء لم يحدد المنطقة التي جرفتهم السيول اليها حتى الاثناء، غير ان البحث عنهم ما زال متواصل. وقال مواطنون من أبناء المنطقة ل"الاشتراكي نت" أن الحادثة أعادت الى الأذهان ضحايا سائلة وادي نخلة، بمديرية شرعب، قبل نحو6أعوام. وكانت السيول الغزيرة قبل ستة أعوام من الان جرفت 27مواطنا في سائلة وادي نخلة، بمديرية شرعب، اثناء ما كانوا متوجهين الى عرس في مديرية حزم العدين، بمحافظة إب. واتخذ ضحايا المسراخ في سفرهم من منطقة الحوبان، إلى مدينة تعز، طريق الدمنة، سائلة الإقراض، وهي مجرى سيل شديد التدفق أثناء هطول الامطار، حيث كانت الكارثة التي لم يتوقعوها. وتعتبر هذه الطريق المنفذ الأقرب إلى المدينة رغم بعد ووعورة الطريق، بعد حصار وقطع مليشيات صالح والحوثي كافة الطرق المؤدية إلى وسط تعز. ويسميه المواطنون في المنطقة، منفذ الموت حيث لم يكن ضحاياه الوحيدين فقد جرف أشخاص في السابق. هذه الحادثة في منفذ الموت تعد هي الأولى بعد قطع المنافذ إلى مدينة تعز، وتمر بالسائلة مئات السيارات والشاحنات ومن الممكن تكرار الحادثة خلال أيام تساقط الأمطار. وقال مرزوق القريضي سائق سيارة ل"الاشتراكي نت" قديما كان عدد السيارات التي تعبر السائلة محدود ولا تقع حوادث جرف. واضاف "فيما كان أهالي المنطقة يحذرون المارة بإطلاق الأعيرة النارية فيتجنبوا السير ويلجئوا إلى المرتفعات، أما اليوم فالسائلة منطقة تماس فلم يعد إطلاق النار وسيلة للتحذير". واصبح سكان تعز ضحايا لهذه الحرب ونتائجها أما عن طريق قذائف والغام وقناصة المليشيا أو الموت غرقا وسط السيول، او الموت جوعا ومرضا هكذا اضحت الحياة عبارة عن صور من مأسي.