بات الترتيبات التي كشف عنها وزير النقل في حكومة هادي، صالح الجبواني، عن توجه لتوقيع اتفاقية مع تركيا لتطوير موانئ و مطارات يمنية، مثيرة للتساؤلات، حول امكانية تنفيذها على أرض الواقع، و مالذي تريده تركيا من هذه الاتفاقية..؟، و لماذا جاءت في هذا التوقيت الذي يشهد توترا بين طرفي اتفاق الرياض..؟ الجبواني الذي يزور تركيا، أكد أنه توصل إلى اتفاق مع نظيره التركي يقضي بتشكيل لجنة فنية (يمنية تركية) تمهيدا لتوقيع اتفاقية مع تركيا لتطوير الموانئ و المطارات و شبكات الطرق اليمنية في المرحلة المقبلة، بحسب ما جاء في حوار له مع موقع قناة "الجزيرة" القطرية. ما ذهب إليه الجبواني الممنوع من زيارة عدن، و الذي لن يدخل الحكومة المقبلة المرتقب تشكيلها بموجب اتفاق الرياض، الذي لا يزال تنفيذه يواجه عقبات جمة، مؤشر على حجم الخلافات التي باتت تعصف بأطراف حكومة هادي، خاصة و أن مثل هذا الاتفاق يبدو أنه لن يرى النور، في ظل سيطرة الانتقالي على محافظة عدن، و التي يوجد فيها ميناء و مطار عدن. و يرى مراقبون أن الاتفاقية التي يجري الترتيب لتوقيعها، مؤشر على وجود نوايا تركية للحصول على موطئ قدم في اليمن، لكن هذه النوايا التركية، ستصطدم بالأجندات الاماراتية، التي باتت مهيمنة ليس على ميناء عدن فقط، و انما على ميناء المكلا و ميناء بلحاف في شبوة، و المخا بتعز، فضلا عن الهيمنة السعودية على ميناء نشطون بالمهرة. و يرى البعض ان تحركات الجبواني في الكويت و تركيا، مؤشر على خلق عقبات جديدة تحول دون تنفيذ اتفاق الرياض، خاصة و أن الجبواني من المناهضين للاتفاق، عوضا عن أن أي اتفاقيات تتعلق بالموانئ البحرية اليمنية، تشكل حساسية لدى الإمارات خصوصا، فكيف اذا جاءت عن طريق الكويت التي كانت تنافس موانئ دبي على ادارة ميناء عدن قبل 2011، و تركيا التي تعد أحد داعمي اخوان اليمن، خصوم الامارات. ناشطو الانتقالي يرون أن الجبواني بات يغرد في صف "اخوان اليمن"، و ما يقوم به من تحركات تصب في خانة عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، خاصة و انهم يرون أن حكومة معين عبد الملك، باتت مجرد حكومة تسيير أعمال، بموجب اتفاق الرياض. الجبواني افصح في الحوار مع "الجزيرة نت" أن هناك أكثر من 10 موانئ تطل على البحر الأحمر و بحر العرب، و مطارات كثيرة، و شبكة نقل بري واسعة، و هذا ما يجعله يتحمس للشراكة مع تركيا، و الاستعانة بخبرات الشركات التركية لإعادة بناء البنى التحتية و تشغيل هذه الموانئ و المطارات، و إصلاح الطرق و وسائل المواصلات. و هذا ما سيدفع الانتقالي إلى التشدد تجاه الجبواني، خاصة و أنهم يرون في تركيا داعمه ل"اخوان اليمن"، ما سيعقد من السير في خطوات تنفيذ اتفاق الرياض، و سيرفع من الحساسية في التعاطي مع جهود التنفيذ.