يبدو أن مدينة تعز على موعد أخر مع حرب العصابات، التي أقلقت السكينة العامة و حولت حياة الناس إلى حالة خوف و ذعر و ترقب و توجس، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها المدينة مطلع فبرائر/ششباط الجاري، عندما نشبت اشتباكات بين عصابة "غزوان المخلافي، و عبد الرحمن غدر الشرعبي، قرب ساحة الحرية، ما تسبب في اصابة غزوان و مقتل احد مرافقيه. غزوان و غدر المنتميان لمديرية شرعب السلام – الواقعة إلى الشمال من مدينة تعز، و الواقعة تحت سيطرة قوات أنصار الله – مدعومتن من قيادات عسكرية نافذة في سلطة مدينة تعز، حيث يعد الأول مدعوما من خاله العميد صادق سرحان قائد الله 22 ميكا، و الثاني مدعوم من عبده فرحان المعروف ب"سالم" و هو مستشار قائد محور تعز، و الحالكم الفعلي لمدينة تعز، و الاثنان "سرحان" و "سالم" محسوبان على تجمع الإصلاح. هدأ الوضع في مدينة تعز خلال فترة مكوث "غزوان المخلافي" في المستشفى، نظرا لخضوعه لعمليات جراحية في قدميه و احدى يديه، لكن الوضع عاد للتوتر مرة أخرى بعد مغادرته للمستشفى و اختطافه لمقربين من خصمه "غدر"، ما أدى إلى استهداف "غزوان" مجددا. و في التفاصيل اندلعت اشتباكات فجر الأربعاء 19 فبرائر/شباط 2020، بالقرب من جولة سنان، إلى الشمال الشرقي من ساحة الحرية، وسط مدينة تعز، بعد اقتحامات و مداهمات نفذها غزوان المخلافي و أفراد عصابته. و اختطفت العصابة التي يقودها غزوان شخص يدعى "سليم المغربي"، فجر الأربعاء من حارة عمار بن ياسر، بحي عصيفرة، بعد اقتحام منزله، و هو أحد أفراد عصابة غدر. و اتجهت العصابة لاقتحام منزل شخص يدعى "أيمن الدمبي" و هو صهر غدر و المتهم بقتل مرافقه معتز الشرعبي، ما أدى إلى نشوب اشتباكات، أصيب على اثرها "غزوان". و تفيد مصادر صحفية أن غزوان أصيب في يده اليمنى و جنبه الأيمن. و تشير معلومات أن أن الطلقة النارية اليت اصابت الجنب الأيمن ل"غزوان" استقرت قرب القلب، نقل على اثرها إلى مستشفى الروضة، و تصف مصادر طبية حالته بالحرجة. و يقول سكان محليون ان مسلحين ما يزالون ينتشرون في حي عصيفرة، خصوصا في حارات الروضة و جولة سنان و معهد المعلمين، و بالذات في ساعات متأخرة من الليل، و يتحركون على متن سيارات شاص، ما يعد مؤشرا على توتر الوضع بين العصابات المسلحة و اقتراب اندلاع مواجهة أخرى، في ظل صمت السلطات، رغم ما تسببه حروب العصابات من اقلاق لأمن الناس و الحاق الضرر بهم و بممتلكاتهم.