سنان منصر بيرق في أي بلدٍ يحترم نفسه، يكون القاضي رمزا للعدالة، يحظى بحصانةٍ تليق بمقامه، وهيبةٍ تفرض احترامه، وراتبٍ يجعله في غنى عن كل شيء سوى إقامة العدل. القاضي هناك لا يشغل باله إلا بميزان الحق، فلا يُرهق فكره بلقمة العيش، ولا يُرهقه المرض أو الحاجة، لأن الدولة تعرف أن كرامته من كرامتها، وأن المساس بمكانته هو مساس بهيبة القانون ذاته. أما عندنا في اليمن، فالوضع مختلف... القاضي أحمد سيف حاشد، الرجل الذي كان يوما صوتا للحق، يعاني اليوم المرض في المهجر، وحيدًا في مواجهة الألم، بينما دولته لم تكلّف نفسها حتى أن تسأله: كيف حالك..؟ رجل بحجمه لو كان ينتمي لبلدٍ كالسعودية، لرأيتم الأمير محمد بن سلمان يرسل له وفدًا طبيًا وماليا، ليس لأن ذلك منّة، بل لأن أي دولةٍ تحترم نفسها تدرك أن القاضي جزءٌ من سمعتها، وأن التهاون في حقه سقوطٌ في نظر العالم. أيُّ عارٍ أن يصبح القاضي الذي كان يوما ملاذ المظلوم، مستجديا لتأشيرة سفر! أي فضيحةٍ أن يعاني المرض والألم، بينما دولته تقف صامتة، لا تهب لنجدته، لا تحفظ له ماء وجهه، ولا تؤمن له حياةً كريمة! حين تسقط كرامة القاضي، تسقط معها كرامة الوطن، وحين يتهاوى ميزان العدل، فإن كل شيءٍ يصبح مباحًا... حتى الظلم نفسه. للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا لقراءة وتحميل كتاب فضاء لا يتسع لطائر انقر هنا