إرهاب مليشيا الإصلاح.. عدو الجنوب الأول    وزير الخارجية السعودي: نؤمن بأن حل الدولتين مفتاح لاستقرار المنطقة    نشر شهادات طاقم السفينة الغارقة "إترنيتي سي" بعد انقاذهم    المكلا تشهد احتجاجات شعبية رفضاً لتدهور الخدمات وانقطاع الكهرباء    اللجنة العليا للموارد السيادية والمحلية تبحث الوضع الاقتصادي والتدابير اللازمة لتفعيل المؤسسات الإيرادية    قرعة كأس الخليج للشباب: اليمن في مجموعة قطر والكويت ووالسعودية    وزير الداخلية يعفي اليمنيين من اشتراطات الحصول على بطاقة شخصية    سقطرى والطموح المنشود للرقي بتنميتها ارضا وانسانا    الأمم المتحدة: واحد من كل 3 فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام    أطباء بلا حدود: ارتفاع حالات الإسهال المائي في اليمن وعمران تتصدر القائمة    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    المحرّمي يبحث مع وزير الأوقاف تعزيز نشر الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف    شاهد - كمين مركب ضد جنود وآليات العدو في عبسان    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن الاثنين 28 يوليو 2025    انتقالي عرماء بشبوة يكرّم الكوادر التربوية والتعليمية في المديرية    الوثائقي حين سرد القصة القديمة برسائل جديدة    الاتحاد العام لطلاب جامعة عدن يُسلم راية القيادة لدفعة جديدة ويحتفي بنجاح البرنامج التدريبي الأول    غضب شعبي في المكلا.. محتجون يقتحمون ديوان محافظة حضرموت    37 كيلومترًا من الخذلان .. هل يتعلم من بقي..؟!    صنعاء .. شاب يُقتل على يد "أصدقائه" بطريقة وحشية    اللواء بن بريك يطمئن على صحة اللواء البحسني ويبحث معه أوضاع حضرموت    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين في الجنوب واليمن    مصر.. اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني    الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتوصلان إلى اتفاق تجاري    توقعات بأمطار رعدية وتحذيرات من التواجد في بطون الأودية ومجاري السيول    لحج.. جريمة مروعة تهز مديرية المضاربة ورأس العارة    أمريكا.. الغول الذي ينتظر الانهيار    من يومياتي في أمريكا .. وأسفاه    مونديال السباحة.. سمر تحرز ذهبية 400 متر حرة    رحل وبقيت الهولكامانيا.. كيف غيّر هوجان عالم المصارعة؟    ولادة وعلين في محمية محمد بن سلمان    القصة مستمرة.. موعد عرض الموسم السابع من المؤسس عثمان والحلقة 195 المنتظرة    مسؤول في قطاع الكهرباء يحذّر من دخول المكلا في ظلام شامل خلال ساعات    ذا نيويورك صن: تطور القدرات اليمنية يزيد قلق أمريكا و"إسرائيل" وحلفائهما    كورتوا يحسم موقفه من التجديد مع ريال مدريد بعد اهتمام الدوري السعودي    الأخوة العرب: هاجروا إلى اليمن.. ففيها وزير تعليم لا يرسب عنده أحد (نماذج توثيق)    الدور الإماراتي المفضوح في سقطرى!؟    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (6)    خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 48)    حين تُتهم الإمارات لأنها لم تتورط    "وثائق نفطية تكذب بن حبريش: مسلحوه احتجزوا ناقلات كهرباء حضرموت عمداً!"    الشعبة الجزائية المتخصصة بالأمانة تؤيّد حكم الإعدام بحق اثنين من عناصر تنظيم القاعدة    تطرق إلى الصعوبات التي تواجه جهود توفير الأدوية لتخفيف معاناة المرضى    أكد الاستعداد العسكري التام للتعامل بحزم مع أية مخاطر أو تهديدات قد تستهدف أمن وسيادة اليمن    قطاع التخطيط بمكتب رئاسة الوزراء يتسلّم خطتي وزارة الاقتصاد والصناعة ووزارة الشباب والرياضة    تعز.. إنجازات تنموية وتحولات نوعية خلال العام 1446ه    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    مرض الفشل الكلوي (14)    ابتداء من يوم غد.. منتخب الناشئين يبدأ المرحلة الأولى لمعسكره الداخلي بعدن ويستدعي 48 لاعباً    أرسنال يعلن عن تعاقده مع المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس    حمّى غامضة تجتاح اليمن .. والناس يواجهون الألم بصمت والسلطات تغيب    بوادر أزمة بين شتيغن وناديه برشلونة    أسباب حرقة اليدين    حاشد عندما تتناوشه السهام من كل حدب وصوب    اجتماع برأسة الرهوي يناقش الاعداد و التحضير للاحتفال بدكرى المولد النبوي    حليب الكركم.. ماذا يحدث لجسمك عند تناوله يوميا؟    حليب القمر.. مشروب سحري للاسترخاء والنوم العميق    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوثائقي حين سرد القصة القديمة برسائل جديدة
نشر في يمنات يوم 28 - 07 - 2025


د. فؤاد الصلاحي
في حكاية الفيلم الوثائقي، قلت بعد مشاهدته: لا جديد في القصة ولا وثائق جديدة، إنما مجرد إعادة سرد الحكاية وفق شهود تكلموا لأول مرة علنًا، ولم يقولوا جديدًا سوى مروية مكان قتل الرئيس صالح. وهذا لا يفرّق كثيرًا؛ ففي الأصل كان رئيسًا لدولة فيها كل المؤسسات، ومنها العسكرية والأمنية، وعدد من أجهزة المخابرات، وجميعها لم تمكّنه من معرفة ما يجري داخل العاصمة، وحول منزله، وداخل مكتبه، ناهيك عن القبائل التي موّلها وأغدق عليها، فهربوا منه ساعة الحاجة إليهم.
وقد قلنا سابقًا: إنه لم يكن رجل دولة، بل رجل سلطة استفاد مع أقاربه وأعوانه ومجموعات متحالفة معه وفق نهج المحاصصة والغنيمة، منها أحزاب معروفة، أصبح كثير من قياداتها من كبار الأثرياء، ثم قبائل وجماعات متعددة تجاريًّا أو تحوّلت للعمل في التجارة وفق الإغداق عليها بالمال، لتتشكل معه طبقة تجارية منافسة لمثيلاتها من تعز وعدن وحضرموت، وكان واعيًا لذلك.
ولم يستفد من تحالفاته الخارجية في اللحظة الحاسمة ولا قبلها، لأنه كان بإمكانه أن يكون رجل دولة، ويستفيد من الدعم الخارجي لتحقيق برامج تنمية شاملة، وبرامج خدمات عامة، واستثمار واسع، مثلما تفعل دول الجوار. وربما كانوا ضمّوا اليمن سريعًا إلى المجلس (حافظ صالح على شكل الدولة وحضورها الرمزي كما ورثه من سلفه)، لكن مناوراته خلقت شكوكًا في سلوكه السياسي، الأمر الذي قرر الخارج الإقليمي إنهاء صفحته من خلال المبادرة أولًا، مع أنها ضمنت له الحماية القانونية. لكن خطأه في الشراكة مع حليف قرر سابقًا الثأر منه – وهذا أمر معروف وفق منطق العصبية القبلية – ثم مكن حليفه من أدوات القوة التي كانت بحوزته، وهذا خطأ كبير جدًّا أصبح معروفًا للعامة والخاصة.
إذًا.. ماذا أراد الفيلم الوثائقي أن يقول في السردية العامة التي أُعلن عنها؟ لا جديد سوى مكان قتل صالح. لكن الأهم في الإشارات، وهي ما أرادت الجهة السياسية التي أوعزت بإخراج هذا الفيلم، وهنا الجديد. هناك رسائل خارجية وداخلية. الأخيرة تتضمن إعادة ترتيب المشهد السياسي وفق فرز داخل عائلة صالح الكبيرة، ومواقفهم أثناء الساعات واليوم الأخير، فغاب الحديث عن أحدهم أصبح جنرالًا حاليًا وله قوات مدعومة خارجيًا، ثم الإشارة إلى فكرة ترتيب شخوص وقيادات تحل محل مجلس القيادة، ودمج اثنين من أقارب صالح في بنية السلطة الجديدة.
لكن الفيلم سحق رواية سابقة جعلت من صالح رمزًا وشهيدًا، كان قد تبناها المؤتمر الشعبي ومناصرو صالح، وصوّرته رئيسًا هاربًا تم قتله في الطريق التي لم يستكمل فيها هروبه، ولم تتقدم قبائله لنجدته. وهذا يحقق هدفًا رئيسيًا لتلك الجهة المُعدة والممولة للفيلم. وهذا الأمر الأخير – أي نكوص قبائله عن المساندة – كتبت عنه مرارًا، بأن القبائل ليست قوية بذاتها، بل اكتسبت القوة في عهد صالح فقط، وهي دون ذلك من الضعف والهوان. والدليل: تعامل الحوثي معها صغيرًا وكبيرًا، ومواقفهم منه.
إذًا، المخرج الإقليمي يمسك بزمام المبادرة مرة أخرى لصناعة مشهد سياسي لا يحقق الاستقرار لليمن، لكنه يصنع نظامًا هشًّا يحقق من خلاله أهدافه سياسيًّا واقتصاديًّا، وفق تعدد المصالح لطرفي الإقليم اللذين أصبح لديهما جماعات وشخوص يتم الارتقاء بهم سياسيًّا وقياديًّا نحو سلطة جديدة لا تؤسس لدولة قوية، بل وربما ستكون منقوصة السيادة، لأن هذا الأمر لا يهم ذلك الخارج، بل يؤسس لسلطة ضعيفة تعمل دومًا في تمرير مصالح الخارج الذي يدعمها ويُساندها.
وهنا، لن يكون للأحزاب والمكونات الأخرى أي صوت أو فاعلية، لأنها ستكون شريكة في أي سلطة وفق ذات النهج، أي المحاصصة والغنيمة، وهي موافقة مسبقًا لذلك، لأنها لا تمتلك مشروعًا للتغيير أو لإعادة البناء، ومكتفية بدور التابع. وقد صرّح ذات مرة قياديان في الحزبين الكبيرين أنهما سيمثّلان دومًا في أي حكومة أو سلطة، ولن يتم استبعادهما من المشهد السياسي…!!!
من حائط الكاتب على الفيسبوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.