قال الصحفي صلاح السقلدي إن السعودية ومعها الإمارات استطاعتا نزع فتيل الأزمة التي تفجرت داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، المكوَّن من ثمانية أشخاص. تلمس الطريق ولفت السقلدي في مقال نشره في جريدة "رأي اليوم" اللندنية إلى أن السعودية منذ أكثر من عامين تتلمس طريق خروجها من ورطة الحرب في اليمن وطي صفحتها إلى الأبد، والتفرغ لمشاريعها الداخلية الطموحة، بعد أن نجحت في تثبيت هُدنة ما تزال صامدة بينها وبين حلفائها المحليين من جهة، وحركة أنصار الله (الحوثيين) من جهة ثانية. رهان ورأى أن السعودية تراهن لبلوغ هذه الغاية على المجلس الرئاسي الذي شكلته قبل ثلاثة أعوام لإنجاز مهمة التفاوض مع الحركة الحوثية، مشيرا إلى أنها تسعى للإبقاء على تماسك المجلس، وحكومته الائتلافية التي هي الأخرى تعصف بها الخلافات بشدة. تدهور مريع ونوَّه إلى أن الرهان والمساعي السعودية تأتي في وقت تشهد فيه المناطق التي يسيطر عليها شركاء التحالف في جنوباليمن تدهوراً مريعاً للوضع الاقتصادي والخدمي والمعيشي، وفي مناطق متعددة من البلاد تشهد تحديات أمنية واختلالات خطيرة تهدد باحتراب داخلي، وبالذات في وسط البلاد وتحديداً في محافظة تعز الاستراتيجية وكثيفة السكان. تبرم شعبي وبين السقلدي أن هذه الأوضاع أوجدت حالة تبرم شعبي واسع النطاق، يضاف لها صراعات بينية خطيرة داخل المجلس الرئاسي، الذي يتنافس أعضاؤه على صلاحياته وقرارات التعيينات، ما جعل المجلس يواجه امتحان حقيقي يهدد وجوده وينسف كل ما تحقق. تعقيد ورأى أن الخلافات داخل معسكر حلفاء التحالف تعقّد في وجه الرياض وأبوظبي مهمة التسوية والخروج من دائرة رعب التورط برمال اليمن المتحركة الملتهبة. ونوَّه السقلدي إلى أن التحالف لا يواجه تعقيدات التفاوض مع حركة أنصار الله فحسب، بل يواجه ما هو أشد وطأة وتعقيداً منها، خاصة داخل معسكره الهجين المكوَّن من قوى وأحزاب يمنية شمالية وجنوبية متضادة المشاريع السياسية والولاءات الخارجية. أمر حتمي وأكد أنه يتحتم على التحالف اجتياز هذه العقبة أولاً، قبل التوجه إلى إنجاز ما قد تم التوافق عليه في العاصمة العمانية مسقط، مع صنعاء، ليتمكن بعد ذلك من فتح أفق للتسوية السياسية المرجوة بين الجميع. واعتبر أنه لن يتأتَّى للتحالف ذلك إلا بالحفاظ على وحدة مؤسسة الرئاسة والحكومة الموالية له، واللذين يتخذان من حاضرة الجنوباليمني "عدن" مقراً لهما. خفض التوتر وأشار السقلدي إلى أن التحالف لن يظفر بذلك إلا بخفض التوتر داخل هذه المؤسسات وتأجيل النقاش حول المواضيع الخلافية المصيرية مثل القضية الجنوبية، وتحسين الوضع المعيشي المتدهور الذي يهدد بانفجار شعبي كبير، بعد أن بلغت الأوضاع المعيشية للناس وخدماتهم الضرورية مبلغاً لا يُطاق من البؤس والحرمان. أزمات وقال إن الأزمة التي عصفت بالمجلس الرئاسي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما ظلت الأوضاع تراوح مكانها من التدهور والخلافات، ومن تجاهل التحالف، عوضاً عن تصاعد الخلاف السعودي الإماراتي الصامت، والذي ينعكس بشكل لافت بمواقف وكلائهما المحليين، وعلى صورة الفرز والتخندق خلف كل طرف من طرفي التمويل والدعم الخارجي من (الرياض وأبوظبي). صراع سعودي إماراتي وأضاف: إلى جانب ما يعانيه المجلس الرئاسي والحكومة من خلافات داخلية تخص شأنهما، فإن الصراع السعودي الإماراتي على "الكعكة اليمنية" ومحاولة كل منهما الاستئثار بأكبر قدر من الجغرافيا يعمق من حالة الخلاف ويزيد من مستوى الاحتقان بشكل متصاعد في كل الجوانب. ترمومتر الأطماع ورأى أنه، وبالرغم مما تبذله الدولتان من جهود لاحتواء ما يجري، فما يزال أمامهما الكثير ليبذلانه، لكنهما لن يحققا ذلك إلا من خلال سلطة معترف بها متماسكة ولو بالحد الأدنى، ومن خلال خفض مستوى "ترمومتر" الأطماع لديهما في بلد تمزقه الصراعات وتستبد به التدخلات الخارجية.