صلاح السقلدي الاشتباكات الخطيرة التي اندلعتْ وما تزال حتى كتابة هذه التناولة -مساء الأربعاء- في مدينة عدن -جنوباليمن- بين قوات موالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمعروفة بالشرعية، والمدعُومة بقوةٍ من التحالف: السعودية الإمارات، ومن السعودية تحديدا، وبين قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي الداعي الى استعادة دولة الجنوب السابقة والمسنود إماراتيا، تشير " الاشتباكات" إلى عُمق الخلاف بين الطرفين المحليين بعد شراكة عسكرية هشّة بينهما تحت مظلة سعودية إماراتية لمواجهة خصم مشترك هو حركة الحوثيين" أنصار الله" وقوات تابعة للرئيس السابق صالح، أستمرت أقل من عامين منذ بداية هذه الحرب مطلع 2015م ما لبثت أن تفجرت بقوة على الصعيدين السياسي والعسكري، دخل على إثرها الطرفان في جولات صراع دامٍ، وخصومة سياسية غاية بالتعقيد. و برغم أن اشتباكات اليوم ليستْ المرّة الأولى ،ولا هي بذات الحِدة والدموية التي حدثت فيها الاشتباكات السابقة -على الأقل حتى هذه الساعة- إلّا أنها تبدو الأخطر، الأخطر على الجميع كونها تدور في ظل خلاف سعودي إماراتي – وإن ظل صامتا حتى اللحظة- بعد قرار أبوظبي بسحب قواتها من محافظات الشمال اليمني،وهو الأمر الذي أثار حفيظة شريكها الرئيس –السعودية -. مكمن الخطورة في اشتباكات اليوم أن كل طرف من طرفي الصراع: الحكومة اليمنية والطرف الجنوبي، يحظيان بدعم عسكري وسياسي شبه متساوٍ مقارنة مع ما كان جاريا الى قبل أشهر حين ظل الدعم الإماراتي هو السائد، ، ففيما الطرف الجنوبي مستمرا بتلقي الدعم العسكري الإماراتي ، فأن الحكومة اليمنية أضحت بالآونة الأخيرة تتلقى دعما عسكريا واضحا من السعودية في عدن وعموم الجنوب، بعد أن دفعت السعودية خلال الأسابيع الماضية بقوات عسكرية ضخمة مزودة بسلاح ثقيل صوب الجنوبوعدن بالذات، كان آخرها قبل ساعات من الآن بإرسالها لعدد من القاطرات المحملة بعشرات من العربات القتالية و الأطقم عسكرية، في ذات اللحظة التي تحلّق فيها طائرات سعودية مقاتلة فوق رؤوس المتقاتلين كرسالة تهديد واضحة للطرف الجنوبي، بالتوازي مع ما تشن فيه وسائل الإعلام السعودية – وقناة العربية الحدث خصوصا- هجوما شرسا على الطرف الجنوبي، متهمة قادته بالتحريض على العنف وعلى طرد الحكومة اليمنية الشرعية( الموجودة حاليا بالسعودية) في مقرها الرئيس بمنتجع (معاشيق) جنوبعدن. مما يعني هذا التسمين العسكري والتسمين المقابل، أننا إزاء معسكرين متخمين بالسلاح وبكمية طافحة من الشحن الإعلامي المتبادل ويقفان على طرفي نقيض من المشاريع السياسية, مقدمان على جولات صراعات قادمة في ظل استمرار انسداد أفق التسوية السياسية وفي ظل تخبط سعودي إماراتي باليمن وبالمنطقة ككل على خلفية التوتر والتحشيد العسكري في مياه الخليج، وفي ظل عدم أي إكتراث سعودي وإماراتي بخطورة هكذا وضع على مجمل الاوضاع في جنوب البلاد ، أوضاع هي في الأساس متفجرة عسكريا ومحتدمة سياسيا، فضلا ًعن أوضاعها الأمنية والمعيشية والخدمية متردية بشكل مريع. وبالتالي فأن هذا الوضع من شأنه أن يجرف اليمن -كلها- وليس فقط في الجنوب صوب الصدام العسكري الشامل بين الأطراف المتصارعة – هذا علاوة على عما هو حاصلاً بين هذه الأطراف من جهة وبين سلطة الأمر الواقع في صنعاء من صراع وعداء-، والسير باتجاه التمزق والضياع وسطوة العصبيات الجغرافية والفتن الطائفية والسياسية أن ظل الموقف السعودي الإماراتي يراوح مكانه من التخبط ومن غياب الجُرأة بالإقرار صراحة بفشل الحسم العسكري وبضرورة وقف الحرب التي أصبحت ثقباً مظلما بالسماء الخليجية, والشروع بتسوية سياسية شاملة وبضرورة اكتفاء الدولتين الثريتين بما استحوذا عليه في عدد من المحافظاتبالجنوباليمني وبالساحل الغربي من أرض وثروة ومنافذ وجُزر وشواطئ تمتد من محافظة المهرة شرقا حتى محافظة الحُديدة غربا، مرورا بأرخبيل سوطقرة الاستراتيجي في بحر العرب.! المصدر: رأي اليوم لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.