اتهمت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني، قواتَ الدعم السريع بارتكاب مجزرة مروّعة في مدينة الفاشر غربي السودان، راح ضحيتها أكثر من ألفي مدني أعزل منذ الأحد الماضي، ووصفت ما جرى بأنه "انتهاكات مروّعة ترقى إلى جرائم حرب"، مدعومة بأدلة وصور التقطتها الأقمار الاصطناعية. اعدام جماعي وقالت القوة المشتركة في بيان إن قوات الدعم السريع "نفذت عمليات إعدام جماعي بحق مدنيين أبرياء في الفاشر يومي 26 و27 أكتوبر/تشرين أول 2025″، مؤكدة أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن. تحذيرات اممية وتأتي هذه الاتهامات بعد أيام من تحذيرات أممية بشأن "تصاعد خطر الانتهاكات والفظائع ذات الطابع العرقي" في إقليم دارفور، في ظل تقارير لمراقبين دوليين عن تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد العنف الممنهج. تورط بريطاني في السياق نفسه، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن ما وصفته ب"تورط غير مباشر" للمملكة المتحدة في النزاع السوداني، عبر معدات عسكرية بريطانية الصنع عُثر عليها في مناطق القتال. وذكرت الصحيفة أن وثائق رسمية قُدمت إلى مجلس الأمن الدولي أشارت إلى العثور على أنظمة تدريب على الأسلحة الخفيفة مصنّعة في ويلز، إضافة إلى محركات بريطانية وُجدت في آليات مدرعة إماراتية من طراز "نمر أج بان"، استعادها محققون من مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان. وأوضحت "الغارديان" أن هذه الأدلة تثير تساؤلات جديدة حول صادرات الأسلحة البريطانية إلى الإمارات، التي تواجه اتهامات متكررة بتزويد قوات الدعم السريع بالمعدات العسكرية، رغم حظر الأممالمتحدة لتوريد السلاح إلى أطراف النزاع في السودان. تراخيص مفتوحة كما كشفت الوثائق أن الحكومة البريطانية واصلت منح "تراخيص مفتوحة" لتصدير هذه المعدات، رغم تحذيرات مجلس الأمن من إمكانية تحويلها إلى مناطق النزاع في السودان، وهي تراخيص تُتيح التصدير دون قيود صارمة على وجهة الاستخدام النهائي. ازمة متشابكة وتُبرز هذه التطورات تصاعد خطورة الصراع في السودان، وتحوله من نزاع داخلي على السلطة إلى أزمة إنسانية وجيوسياسية متشابكة، تتداخل فيها مصالح إقليمية ودولية. فاتهامات الإبادة الجماعية في الفاشر تمثل منعطفًا خطيرًا في مسار الحرب، إذ قد تدفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في موقفه المتردد تجاه التدخل أو فرض عقوبات أوسع على الأطراف المتحاربة. كما أن الكشف عن تورط غير مباشر لقوى غربية، عبر سلاسل توريد الأسلحة أو المعدات العسكرية، يعمّق من تعقيدات المشهد، ويطرح تساؤلات حول مسؤولية الدول المصدّرة في استمرار العنف والانتهاكات. دار فور في عين العاصفة في المحصلة، تبدو دارفور مجددًا في عين العاصفة الإنسانية والسياسية، حيث تتقاطع المآسي المحلية مع صراعات النفوذ الدولية، ما يجعل من التسوية الشاملة أمراً أكثر تعقيدًا، ويُبقي السودان رهينًا لحربٍ مفتوحة على الجغرافيا والهوية والمصالح.