أشعل جندي يدعى علي بجح الواحدي النار في جسده, صباح أمس, أمام قيادة المنطقة السادسة, الواقعة في مقر ما كان يعرف بالفرقة الأولى مدرع, بالعاصمة صنعاء, احتجاجا على إيقاف مرتباته منذ عدة أشهر من قبل قيادة "الفرقة" المنحلة, بسبب مطالبته بإعادة قطع سلاح صرفت له كعهدة. وقال ل"الشارع" أحد جنود الفرقة الأولى مدرع المنحلة إن الجندي الواحدي صب مادة البنزين على جسده, ثم أشعل فيه النار, احتجاجا على توقيف مرتباته من قبل قائد الكتيبة التي ينتمي إليها, العقيد سليم مطرة. وأوضح الجندي, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن الواحدي أصيب بحروق بالغة أسعف على إثرها الى المستشفى العسكري, حيث يتلقى العلاج, وحالته حرجة للغاية. وافادت معلومات متطابقة بأن عدداً من الجنود تدخلوا وحاولوا إطفاء النار المشتعلة في جسد زميلهم, مستخدمين الماء والتراب. وذكرت المعلومات أن حالة من الفوضى حدثت بعد إحراق الواحدي لنفسه, وأنه أقدم على ذلك بعد تكرر منعه من الدخول لمقابلة العميد الركن محمد علي المقدشي, قائد المنطقة العسكرية السادسة, لعرض قضيته وطلب إطلاق رواتبه. وقال للصحيفة جندي آخر إن الجندي الواحدي قدم, صباح أمس, إلى أمام مبنى مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة, وحاول الدخول الى مكتب قائد المنطقة, العميد المقدشي, "لغرض التظلم من العقيد مطرة, والمطالبة بصرف مرتباته الموقفة؛ إلا أن الجنود المكلفين بحراسة مقر القيادة رفضوا السماح له بالدخول". وقالت المعلومات إن اللواء علي محسن الأحمر, قائد الفرقة الأولى مدرع المنحلة, كان وجه بإعفاء هذا الجندي, ومئات الجنود الآخرون, من إعادة أسلحة العهدة الشخصية التي لديهم؛ إلا أن قيادة الكتيبة, التي ينتمي إليها هذا الجندي, ظلت تطالبه بإعادة قطعة السلاح, ثم أوقفت مرتباته لإجباره على ذلك. من جانبه, أكد العقيد سليم مطرة, قائد الكتيبة التي ينتمي إليها الجندي الواحدي, قيام هذا الجندي بإحراق نفسه؛ إلا أنه نفى أن يكون ذلك بسبب "إيقاف مرتباته". وأشار مطرة الى أن حروق الجندي الواحدي من الدرجة الأولى. وقال: "هذا الكلام غير صحيح, ولا أساس له من الصحة, ولم أوقف مرتباته, وهو يعاني من مشاكل أسرية وعائلية بينه وبين والده وعائلته, وهذا الجندي نقل أسرته من القرية للسكن في صنعاء, وليس لي علاقة بقضية إحراقه نفسه, كما أنه ليس لقائد المنطقة أي علاقة بالموضوع إطلاقاً, وكل ما في الأمر أن هذا الجندي يشكو من مضايقات يتعرض لها ما بين الحين والآخر من قبل والده وإخوانه". وأضاف مطرة: "هناك جنديان تم إيقاف مرتباتهما, وقضيتهما منظورة أمام القضاء العسكري؛ لأنهما أخذا مبالغ مالية بحجة تجنيد عدد من الأشخاص, بينهم شقيق الجندي الواحدي. القضية الآن منظورة أمام القضاء العسكري, ولم يتم إيقاف مرتبات الجندي الواحدي". وفيما نفى العقيد مطرة صحة المعلومات التي اتهمته بسوء معاملة الجندي الواحدي, أو الجنود الآخرين؛ قال إن الطقم المرافق للعميد المقدشي هو الذي أسعف الجندي الواحدي الى المستشفى العسكري, وأن عملية إحراقه لنفسه حدثت أثناء وصول المقدشي الى مقر القيادة, في التاسعة والنصف من صباح أمس. ويشكو كثير من الجنود والضباط من عدم تمكنهم من مقابلة العميد المقدشي, الذي يمنع وصول أي جندي أو ضابط إليه, باستثناء طاقم محسوب عليه يحصلون على مزايا خاصة وإعاشات شهرية.