قالت مصادر صحفية أن 15 جنديا مستجدا أصيبوا بإصابات مختلفة جراء تعرضهم لإطلاق نار من قبل عدد من مرافقي العميد محمد علي المقدشي قائد المنطقة العسكرية السادسة وآخرين من افراد الشرطة التابعة للمنطقة ، على خلفية تظاهرة احتجاجية نفذوها صباح امس السبت داخل معسكر ماكان يعرف ب"الفرقة الاولى مدرع" شمال العاصمة صنعاء. وطبقا ليومية "الشارع" فإن المئات من الجنود المستجدين تظاهروا يوم أمس السبت للمطالبة بصرف مستحقاتهم ورواتبهم الشهرية الموقوفة منذ أن تم ترقيمهم من قبل لجنة عسكرية قبل أشهر. ونقلت "الشارع" عن مصادر عسكرية متطابقة ان مئات الجنود المستجدين تجمعوا ، بعد ان انهوا " طابور التمام الصباحي " داخل معسكر الفرقة واتجهوا الى امام قيادة المنطقة العسكرية السادسة التي تقع داخل المعسكر وحاولوا الدخول غير ان عشرات الجنود منعوهم من ذلك. واوضحت المصادر ان الجنود المحتجين رشقوا مقر القيادة وجنود حراستها ، بالحجارة ، ما دفع الاخرين الى الرد عليهم بإطلاق النار. وأشارت المصادر إن نحو 15 جنديا من المحتجين اصيبوا، لكن معلومات أخرى حصلت عليها "الشارع" تشير إلى تضارب المعلومات حول عدد المصابين ، حيث قال مصدر عسكري ان ثلاثة جنود فقط اصيبو ؛ افاد مصدر عسكري رفيع بأن عدد المصابين وصل الى 15 جنديا وتم اصابتهم بالرصاص الحي. وذكر المصدر الرفيع انه تم اعتقال قرابة 20 جنديا مستجدا وتم ايداعهم في زنازن المعسكر. وافادت مصادر متطابقة ل"الشارع" بان عدد من الجنود المحتجين تعرضوا للضرب بالعصي واعقاب البنادق اثناء تواجدهم امام مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة . واكدت المعلومات ان الجنود رددوا هتافات مطالبة برحيل العميد المقدشي ، واخرى تطالب بصرف مرتباتهم التي يقولون انها موقوفة من قبل مسؤولي قيادة المنطقة وقيادة الدائرة المالية التابعة لوزارة الدفاع. واوضحت المصادر ان جنودا اخرين من المنتمين الى كتائب عسكرية اخرى انضموا الى الجنود المستجدين في التظاهرة الاحتجاجية، التي انطلق من اماكن مختلفة داخل المعسكر ، واتجهت نحو قيادة المنطقة ، احتجاجا على ايقاف رواتب مئات الجنود ونقل اخرين الى وحدات عسكرية اخرى. ونقلت "الشارع" عن مصدر عسكري ثالث أن نحو 3 من افراد الشرطة المكلفين بحراسة مقر القيادة أصيبوا ، جراء تعرضهم للرجم بالحجارة من قبل الجنود المحتجين ، الذين اصيب منهم اثنان بإصابات مختلفة وقد تكون طفيفة برصاص اطلقه افراد الشرطة اثناء محاولتهم الدفاع عن مقر القيادة. وذكر المصدر ان عددا من الذين انظموا للتظاهرة مع الجنود المستجدين كانوا يحملون اسلحة وانهم اطلقوا الرصاص على افراد الشرطة فيما اخرون كانوا يقومون بتحريضهم ودفعهم للاعتداء على مقر القيادة. واتهم المصدر جهات لم يسمها بتحريض الجنود المحتجين والزج بهم في مواجهات وصفها ب" غير مشروعة" بحجة المطالبة بصرف رواتبهم وقال ان تأخير الرواتب كان من قبل الدائرة المالية التابعة لوزارة الدفاع وقد تم اطلاق رواتبهم من قبل هذه الدائرة وسيتم صرفها قريبا. واوضح المصدر ان عددا من نوافذ وابواب مبنى قيادة المنطقة العسكرية السادسة تكسرت جراء رشقها بالحجارة من قبل الجنود المحتجين. كما اتهم المصدر عددا من الجنود بإطلاق النار على جنود حراسة مقر القيادة ، وقال ان تبادلا خفيفا لإطلاق النار وقع بين عدد من المحتجين من جهة وجنود الحراسة ومرافقي العميد المقدشي من جهة اخرى مشيرا الى ان " فوضى التظاهرة والاشتباكات استمرت نحو ساعة ". وقالت "الشارع" إن أحد الجنود المحتجين نفى ان يكون احدا من زملائه قد اطلق النار على جنود حراسة مقر القيادة. وقال: ان جنود الشرطة المكلفين بحراسة مقر القادة اطلقوا وابلا كثيفا من الرصاص عليه وعلى زملائه المحتجين واستمروا في اطلاق الرصاص حتى وصل قائد المنطقة العسكرية العميد محمد علي المقدشي. واضاف هذا الجندي الذي اشترط عدم ذكر اسمه : "تعاملوا معنا بوحشية واطلقوا علينا الرصاص الحي وجميعنا بدون اسلحة، وهناك مصابون من زملائنا، وآخرون قيل لي انهم تمكنوا من اعتقالهم ، وهم الان موقوفون في الزنزانة"، طبقا لما أوردته "الشارع". وقالت الصحيفة إنها تواصلت مساء امس مع قائد المنطقة العسكرية السادسة العميد محمد علي المقدشي على تلفونه الشخصي؛ غير ان شخصا آخر هو الذي رد وقال انه احد مرافقيه، مفيدا بان المقدشي في اجتماع. واشارت "الشارع" أنها عاودت الاتصال على التلفون ذاته الا ان الشخص الذي اجاب افاد بأن المقدشي " مازال في اجتماع" وطلب منها التواصل مع التحويلة، مؤكدة أنها لم تتمكن من الوصول اليه رغم تكرار الاتصالات. وكانت التمردات العسكرية خلال الفترة الماضية مقتصرة على الوحدات العسكرية التي كانت تابعة لقوات الحرس الجمهوري سابقا. وكان الكثير من القادة العسكريين المواليين للفرقة، يبرروا تلك التمردات، كونها تأتي في اطار تطهير الجيش من القادة العسكريين المواليين لصالح. وتسببت تلك التمردات في اقالة عددا من القادة العسكريين المواليين لصالح، واستبدالهم بمواليين لمحسن، وهو ما عده مقربون من صالح أن "محسن" وتجمع الإصلاح هم من يقف خلف هذه التمردات، التي تهدف إلى تصفية قيادات الحرس الجمهوري المؤهلة، في اطار ما بات يعرف باخونة المؤسسة العسكرية. ويبدو أن وصول التمردات إلى الوحدات العسكرية اليت كانت محسوبة على الفرقة الأولى سابقا، تأتي في اطار الرد بذات الطريقة من قبل الطرف الأخر، أو أن عدوى التمردات العسكرية ستصل إلى كل الوحدات، نتيجة هضم الأفراد وسرقة حقوقهم من قبل القيادات العسكرية، التي أثرت على حساب حقوق الجنود.