تفجرت امس الحرب مع جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء حيث خاضت قوات الاحتياط التابعة لما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري، مواجهات عنيفة مع مسلحي الجماعة في منطقة "حزيز" على المدخل الجنوبي للعاصمة. واندلعت المواجهات بين الجانبين هناك في الثانية من بعد ظهر واستمرت اربع ساعات. و ادت المواجهات الى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين واحراق وتدمير طقم عسكري وعربة مدرعة، ويعد هذا اخطر تصعيد حوثي ردا على استخدام القوات الحكومية ظهر امس الرصاص الحي لتفريق متظاهرين للجماعة ومنعهم الوصول الى امام مبنى رئاسة الوزراء وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف من انفجار الوضع وتوسعه عسكريا مع جماعة الحوثي داخل العاصمة. و بعد ظهر أمس نصب عشرات المسلحين الحوثيين خيمة اعتصام ونقطة تفتيش تابعة لهم في شارع الاربعين، الواقع في منطقة حزيز على المدخل الغربي للعاصمة قاطعين حركة المرور في الطريق الرئيسي المؤدي من العاصمة صنعاء الى ذماروتعز، وفي الثانية من بعد الظهر اكتشف طقم عسكري نصب الحوثيين لهذه النقطة واشتبك معهم وتدخلت قوات من الشرطة العسكرية التابعة لقوات الاحتياط المتمركزة في معسكر 48 في السواد قرب المكان الذي نصب فيه الحوثيون خيمة اعتصامهم ونقطة التفتيش الخاصة بهم هناك. و أدى تدخل قوات الجيش الى تفجر مواجهات عنيفة بينها وبين مسلحي الحوثي انتقلت هذه الاشتباكات الى داخل الاحياء المحيطة بالمكان واستخدمت فيها اسلحة خفيفة ومتوسطة واستمرت الاشتباكات حتى السادسة مغرب امس تمكنت قوات الجيش من السيطرة على الموقف وفرار مسلحي الحوثي. و قال للصحيفة سكان محليون ان الاشتباكات كانت عنيفة جدا واثارت الخوف والرعب في نفوس السكان في هذه المنطقة، وانتشرت قوات الجيش في مواقع عدة داخل حزيز وعززت من تمركزها على المدخل الجنوبي للعاصمة. و أكد ل"الشارع" مصدر عسكري في قوات الاحتياط اندلاع اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحوثي، فيما قال مصدر محلي ان المسلحين الحوثيين سيطروا على مبنى مدرسة حكومية في حزيز، وفيما قال مصدر عسكري ثان ان قوات اللواء الرابع استعادت السيطرة على هذه المدرسة، نفى المصدر المحلي ذلك وقال ان مسلحي الحوثي ظلوا يتمركزون فيها حتى وقت متأخر من مساء امس. و ذكرت المصادر المحلية ان مسلحي الحوثي سيطروا على مدرسة عبداللطيف، الواقعة جوار نادي الفروسية مقابل معسكر 48 المقر الرئيسي لقوات الاحتياط وتمركز الحوثيون في هذه المدرسة وخاضوا اشتباكات عنيفة مع الجنود. و أفادت المصادر بأن مسلحي جماعة الحوثي اعتلوا اسطح منازل في حزيز بالقوة عن اصحابها وتمركزوا فيها وخاضوا منها الاشتباكات مع قوات الجيش. و قال ل"الشارع" مصدر امني رفيع في العاصمة صنعاء ان المعلومات تقول ان الحوثيين احرقوا ثلاثة اطقم عسكرية تابعة لقوات الاحتياط في تلك الاشتباكات عبر استهدافها بقذائف، اضافة الى تمكنهم من السيطرة على طقم رابع بعد انقلابه اثناء الاشتباكات، الا ان مصدرا عسكريا ثالثا من قوات الاحتياط قال للصحيفة ان الحوثيين احرقوا طقما عسكريا فقط وطقما ثانيا انقلب جراء استهدافه من قبلهم مشيرا الى ان هذا الطقم انقلب اثناء استهدافه في شارع الاربعين المتجه الى منطقة الكهرباء. و قال هذا المصدر العسكري انه تم سحب هذا الطقم بعد انقلابه وجرى نقله الى داخل المعسكر، واوضح المصدر ان المواجهات ادت حتى السادسة والنصف من مساء امس الى اصابة ثلاثة من جنود اللواء الرابع مدرع فيما لم يعرف القتلى والجرحى الذين اسقطوا في صفوف الحوثيين. و قال المصدر العسكري، اثناء الاشتباكات خرج من المعسكر اركان حرب اللواء الرابع مدرع العقيد عبد الوهاب الخالدي فأطلق المسلحون الحوثيون وابلا من الرصاص على الطقم الذي كان على متنه، الا ان الخالدي نجا من القتل وعاد الى داخل اللواء. مصدر محلي قال للصحيفة ان عملية كر وفر جرت بين مسلحي الحوثي وقوات الجيش، مؤكدا ان المواجهات كانت عنيفة وانتقلت الى داخل عدد من احياء المجاورة لشارع الأربعين الذي تم نصب خيمة الاعتصام ونقطة تفتيش فيه وفي السادسة من مغرب أمس تمكنت قوات الجيش من السيطرة على الموقف. و قالت مصادر محلية متطابقة ان مسلحي الحوثي استهدفوا مقر قيادة قوات الاحتياط مطلقين عليها وابلا من الرصاص بشكل متفرق، وهو الأمر الذي أكده مصدر عسكري من داخل مقر هذه القوات، الذي كان المقر المركزي لقوات الحرس الجمهوري المنحلة، وقال هذا المصدر العسكري بعد المغرب شوهد عدد من الرصاص المضيئة (الحارق) فوق مقر قيادة الاحتياط واطلقها الحوثيون. و قال ل"الشارع" مصدر عسكري ثالث في اللواء الرابع مدرع المتمركز داخل قوات الاحتياك في معسكر 48 ان قيادة اللواء تلقت ظهر امس معلومات تقول ان مسلحين حوثيين يريدون دخول العاصمة بأسلحتهم ويعتزمون مهاجمة مقر اللواء. و قال ل"الشارع" مصدر عسكري رفيع ان المواجهات مع الحوثيين ادت الى احراق وتدمير طقم وعربة مدرعة ومقتل جندي واصابة ستة جنود اخرين اضافة الى اصابة العقيد عبد الله سهيل رئيس عمليات لواء الشرطة العسكرية التابع لقوات الاحتياط. و أوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان اللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط اجتمع صباح امس مع عقال الحارات المحيطة بمعسكر 48 وطلب منهم التعاون والانتباه من توغل الحوثيين الى احيائهم ووعدهم بإعادة صرف المخصصات التي تصرف لهم من قيادة قوات الحرس الجمهوري المنحلة. و اضاف المصدر: طلب الجائفي من عقال الحارات ابلاغه باي تحركات وانشطة للحوثيين في احيائهم لكن يبدو ان تحرك الجائفي جاء متأخرا حيث أصبح أغلب عقال الحارات يعملون مع جماعة الحوثي. و قال المصدر: وفعلا الحوثيون كانوا منتشرون داخل الاحياء المحيطة بمعسكر 48 ومتمركزين في عدة احياء وبيوت حول المعسكر، وفي الثانية من بعد الظهر خرج طقم للاطلاع على شارع الاربعين المقابل لمستشفى 48 من جهة الشرق فوجد المسلحين الحوثيين قد نصبوا لهم نقطة تفتيش هناك وحصلت اشتباكات بينهم وبين جنود هذا الطقم، الذي تم احراقه وقتل احد جنوده واصيب 6 اخرون وكان الوقت غير مناسب لأن اغلب القوة تكون مقيلة وتوسعت الاشتباكات وادت الى اصابة رئيس عمليات لواء الشرطة. و أضاف المصدر: كان الوقت غير مناسب لأن اغلب القوة تكون مقيلة لكن الله ستر وسرعان ما تحركت بعض القوة الموجودة، وتم اخراج عربة مدرعة معها تم ضربها من قبل الحوثيين بقذيفة ار بي جي فاحترقت وتم تدميرها كما قصف الحوثيون بقذائف هاون وقذائف ار بي جي إلى داخل معسكر 48 وبعدها استخدمت قوات الجيش الدبابات والأسلحة الثقيلة والتحرك بها باتجاه النقطة التي كان يتمركز فيها الحوثيون الذين فروا من النقطة والمدرسة التي كانوا يتمركزون فيها واختفوا داخل بيوت المنطقة. و تابع: الحوثيون قتلوا مواطنا لأنه رفض السماح لهم بالصعود الى سطح منزله للتمركز فيه والمعركة استمرت من الساعة الثانية من بعد الظهر وحتى السادسة مساء، وفي المساء انتشرت قوات الاحتياط في جميع المناطق المحيطة بالمعسكر خوفا من تنفيذ الحوثيين لهجوم عليه، وتم اغلاق الطريق الرئيسي خط صنعاءتعز والوضع متوتر في انتظار توسع المواجهات. و زاد المصدر: وهناك معلومات تقول ان اكثر من 70 سيارة وصلت الى المنطقة وعليها عشرات المسلحين المدججين بالأسلحة انتشروا في جميع الاحياء المحيطة بمعسكر 48 في السواد وبعد ظهر امس اندلعت اشتباكات بين مسلحين حوثيين وجنود نقطة ضبوة الامنية على المدخل الجنوبي للعاصمة قالت المعلومات ان الاشتباكات اندلعت بين الجانبين جراء منع جنود هذه النقطة الامنية مسلحين حوثيين يستقلون سيارة من دخول العاصمة بأسلحتهم. و يواصل مسلحو جماعة الحوثي لليوم الثالث على التوالي حصار العاصمة صنعاء ومنع السيارات الحكومية من دخولها او مغادرتها على خلفية مقتل شخصين واصابة نحو 40 اخرين إثر منع قوات الامن متظاهري الجماعة من نصب خيام اعتصام لهم امام مبنى وزارة الداخلية على خط المطار.