دارت اشتباكات بين مسلحين يتبعون جماعة الحوثي، وجنود من القوات الخاصة، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، حتى الساعات الأولى من صباح أمس، جراء مهاجمة مسلحي الجماعة لموقع عسكري يتبع هذه القوات، يقع قرب البوابة الرئيسية لمعسكرها، في منطقة "الصباحة" على المدخل الغربي للعاصمة صنعاء. و حسب يومية "الشارع" قتل الرائد فضل الشرافي، وأصيب جندي من أفراد القوات الخاصة، جراء الهجوم الذي نفذه مسلحو الحوثي على "موقع غمدان" العسكري، القريب من البوابة الرئيسية لمعسكر هذه القوات، المعروفة بقوات النخبة داخل الجيش اليمني. و نقلت الصحيفة، عن مسؤول تحويلة القوات الخاصة، إن مسلحي الحوثي هاجموا "موقع غمدان" العسكري بهدف السيطرة عليه، فقتلوا الرائد الشرافي، وأصابوا جندياً، واستولوا على عربة همر كانت متمركزة قرب هذا الموقع، وتتبع القوات الخاصة. و أوضح مسؤول التحويلة أن مسلحي الحوثي هاجموا هذا الموقع بهدف الاستيلاء عليه، وظلوا يتمركزون حوله حتى وقت متأخر من مساء أمس، رغم أن لجنة من وزارة الدفاع نزلت، صباح أمس، إلى "المعسكر والموقع الذي تم هجوم الحوثيين عليه وعملت على تهدئة الموقف". و أفاد بأن لجنة وزارة الدفاع التقت، صباح أمس، بقيادة القوات الخاصة، وعدد من ضباطها، كما التقت بعدد من مسلحي الحوثي وقيادتهم، "وتوصلت إلى اتفاق يقضي بإيقاف الاشتباكات، واستمرار العمل على بحث أسباب هذه الاشتباكات من أجل حل المشكلة". و رغم أن مسؤول تحويلة القوات الخاصة أكد للصحيفة توقف الاشتباكات؛ قال إن مسلحي الحوثي ما زالوا يتمركزون وينتشرون حول "موقع غمدان" العسكري. وأكدت المصادر استمرار التوتر، في ظل مخاوف من اندلاع مواجهات أوسع وأعنف بين الجانبين. و نقلت الصحيفة، عن مصدر عسكري مطلع إن مشادة وقعت، عصر أمس الأول، بين مسلحي الحوثي والرائد الشرافي، الذي هدده المسلحون بقتله. و أوضح المصدر أنه بينما كان الشرافي عائداً، مساء أمس الأول، من معسكر القوات الخاصة إلى "موقع غمدان" العسكري، أطلق عليه مسلحو الحوثي الرصاص "عند باب الموقع" وقتلوه وأصابوا جندياً، ثم هربوا". و أضاف المصدر: "مسلحو الحوثي يريدون السيطرة على موقع غمدان العسكري الواقع في الجبل الأسود قرب البوابة الرئيسية للمعسكر، وفي هذا الموقع مخزن أسلحة تابع لقصر السلاح غمدان، وهذا الموقع ومخزن السلاح فيه تحت حماية القوات الخاصة، ويريد الحوثيون السيطرة عليه لنهب الأسلحة التي فيه". وتابع: "نزلت لجنة من وزارة الدفاع، صباح اليوم (أمس)، إلى موقع ومعسكر القوات الخاصة، مع العلم أن أغلب أعضاء هذه اللجنة حوثيون موالون للجماعة، وتم الاتفاق على أن يتم تسليم قاتل الرائد الشرافي، وسحب مسلحي الحوثي من المواقع القريبة من الموقع ومعسكر القوات الخاصة، والحوثيون يقولوا إن معهم مقتول، ذريعة من أجل المماطلة في الوقت". وأشار المصدر إلى أن هناك عدداً من مسلحي جماعة الحوثي يتمركزون داخل "موقع غمدان". و نقلت الصحيفة عن مصادر متطابقة إن مسلحي جماعة الحوثي عززوا، مساء أمس الاول، من تمركزهم حول "موقع غمدان" العسكري، وحول معسكر القوات الخاصة، حيث تنتشر عدد من المواقع التابعة له. و ذكر المصدر أن هناك 100 من مسلحي جماعة الحوثي دخلوا القوات الخاصة كمجندين ضمن توافق وتوجيه سابق غير معلن من الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي. وأشار المصدر إلى أن أفراد القوات الخاصة احتجزوا، عند بدء الاشتباكات هؤلاء المسلحين الحوثيين داخل المعسكر. و قال ناشطون يتبعون المؤتمر الشعبي العام، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن معسكر القوات الخاصة يشهد، منذ مساء أمس الأول، "حالة استنفار قصوى بعد محاولة الحوثيين نهب مخازن الأسلحة وقتل ضابط برتبة رائد، وإصابة جندي، جراء اعتداء غادر قامت به عناصر تابعة للحوثيين حاولت اقتحام أحد مخازن الأسلحة التابعة لمعسكر القوات الخاصة بالصباحة". وأوضح هؤلاء الناشطون أن "غضبا عارما" حصل، بعد منتصف ليل أمس الأول، "داخل معسكرات القوات الخاصة وقوات الاحتياط بعد إقدام الحوثة على قتل الرائد فضل الشرافي، الذي أصيب بطلق ناري من رشاش 12.7 في رأسه، وإصابة جندي أخر من منتسبي القوات الخاصة". وأفاد هؤلاء الناشطون بأن "مسؤولي جماعة الحوثي قاموا بتهريب العناصر التي ارتكبت تلك الجريمة الغادرة، ويرفضون تسليمهم للعدالة". و كانت القوات الخاصة وقوات الاحتياط الحالية تتبع قوات الحرس الجمهوري المنحل. واستمرت الاشتباكات بين الجانبين حتى الساعات الأولى من صباح أمس، حول هذا الموقع العسكري، وأمام البوابة الرئيسية لمعسكر القوات الخاصة في "الصباحية". وتعد هذه شرارة أول مواجهة حقيقية بين قوات الجيش الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، ومسلحي جماعة الحوثي. و نقلت "الشارع" عن مصدر عسكري رفيع إن جميع معسكرات ما كانت تعرف بقوات الحس الجمهوري في العاصمة شهدت، منذ صباح أمس الأول، حالة تعبئة واستنفار قصوى، واستعداد قتالي عال، للتعامل مع احتمالات انفجار مواجهات مع مسلحي الحوثي. لم يصدر عن جماعة الحوثي اي تعليق رسمي حول الاشتباكات التي جرت مع معسكر القوات الخاصة؛ غير أن قيادياً مقرباً من الجماعة نفي، مساء أمس الأول، في منشور له على صفحة تحمل أسم "الامين" في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مهاجمة مسلحي جماعته للمعسكر. وقال "الأمين": "ما يتم تداوله وما ذكرته بعض المواقع والناشطين عن اعتداء اللجان الشعبية للمعسكر غير صحيح. وحقيقة ما حصل أن بعض ضباط المعسكر قاموا بالبسط على الأراضي القريبة من المعسكر بالقوة، ومحاولة البناء فيها، وكل من جاء من ملاك الأراضي وأصحاب الحق يقوم هؤلاء الضباط بإطلاق النار عليهم. والليلة (أمس الأول) قام أحد الملاك بمنع أحد الضباط من البناء في أرضيته، وتبادلوا إطلاق النار مما أدى إلى مقتل أحد الضباط وهو فضل الشرافي.. فتدخلت اللجان الشعبية كوساطة لوقف إطلاق النار واحتواء الموقف، وليس للجان الشعبية علاقة بالموضوع...". على صعيد أخر، شهد : "معسكر ضبوة"، الواقع على المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، أمس الأول، حالة غضب في صفوف أفراده، جراء منع مسلحي الحوثي صرف المقررات والمستحقات الخاصة بالضباط، من وقود وتغذية. و نقلت "الشارع" عن مصدر عسكري ثان: "إن مسلحي الحوثي المتواجدون داخل هذا المعسكر كرقابة، كما يقولون، منعوا صرف مخصصات الضباط، حتى يتم اعتماد لهم مخصصات مثلها، فشهد المعسكر حالة غضب كبيرة، وطالب ضباط وجنود المعسكر من قائد قوات الاحتياط، التي يتبعها هذا المعسكر، طرد مسلحي الحوثي من المعسكر". و اشار المصدر إلى أن وساطة تدخلت وهدأت الوضع ووعدت بصرف مخصصات الضباط.