كشفت صحيفة محلية عن تفاصيل ما دار في جلسة حوار القوى السياسية التي عقدت مساء أمس الاثنين. وقالت يومية "الأولى" ان مفاوضات "موفنبيك" استمرت ، أمس الاثنين، بين القوى السياسية، برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، واستمرت جلسة الحوار المسائية حتى وقت متأخر من الليل. وشارك في جلسة أمس، حزب التجمع اليمني للإصلاح، للمرة الأولى منذ مغادرة عبد ربه منصور هادي، إلى عدن، وشارك في الجلسة من جانبه محمد قحطان، ومحمد ناجي علاو. ونقلت يومية "الأولى" عن الناطق باسم التجمع اليمني للإصلاح عبدالملك شمسان، إن جلسة أمس ركزت على مناقشة مكان الحوار (عدن أو الخارج أو صنعاء)، وضمانات تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه في هذه المفاوضات، وتأمين العاصمة صنعاء، بينما كانت أبرز القضايا تشكيل مجلس رئاسي. وأوضح أن حزب الإصلاح قدم رؤية في ما يتعلق بتشكيل مجلس رئاسي، على أن يكون رئيس المجلس عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى 4 نواب، مشيراً إلى أن هذه الرؤية يدعمها التنظيم الوحدوي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني. إلى ذلك، قال الناطق باسم الإصلاح، إن ممثلي الحزب في حوار موفنبيك طرحوا قضية القياديين ال4 الذين تم اعتقالهم، أمس الأول، من قبل مسلحين من "أنصار الله" وقوات أمن، في العاصمة صنعاء. ونقلت "الأولى" عن شمسان، أن ممثلي جميع الأطراف في جلسة أمس، اتفقوا على توجيه مذكرة للمكتب السياسي ل"أنصار الله"، للإفراج عن حبيب العريقي وزملائه ال3. واتهم جماعة "أنصار الله" باعتقال العريقي والقياديين ال3 الآخرين، من أجل الضغط على حزبه بالعودة إلى الحوار، وأن العريقي تلقى تهديداً من قبل قيادي حوثي، قبل أسبوع، بأنه إذا لم يعد الإصلاح للحوار، "ستكون أنت الضحية"، حسب قول شمسان. كما اتهم الناطق باسم الإصلاح، "أنصار الله" بأنهم "كلما ضاقت عليهم الضغوط الداخلية والخارجية، يحددون حزب الإصلاح كخصم، ويهاجمونه من أجل تحييد الشارع، والضغط على القوى السياسية لترضخ للحوار"، حسب تعبيره. وقال إن لديهم معلومات مما دار بين حبيب العريقي وأحد المشاركين في اعتقاله، تفيد بأن الأخير قال للعريقي إن حزب الإصلاح غير جاد في الحوار، وإن لديه الاستعداد للتحاور مع جميع الأطراف باستثناء "أنصار الله"، لافتاً إلى أن العريقي تلقى تهديداً مفاده بأن "القادم أسوأ". وكان حزب الإصلاح أعلن عن اقتحام الدائرة الطلابية لمقره في صنعاء، من قبل جماعة الحوثي، للمرة الثانية، مساء أمس. وقال الإصلاح، أمس، في الموقع الرسمي للحزب، إن مسلحين من جماعة الحوثي اقتحموا مقر دائرة الطلاب بالإصلاح بالعاصمة صنعاء، ونهبوا بعض محتوياته، مساء أمس، لليوم الثاني على التوالي. وقال شمسان إن المسلحين اقتحموا المقر للمرة الثانية، بحجة البحث عن تلفون حبيب العريقي، لأنهم لم يجدوه بحوزته. وأضاف أن المسلحين قاموا بسحب تلفونات الحراس، وأخذ كاميرتين للتصوير الفوتوغرافي تابعتين للمقر، غير أنهم أعادوا الهواتف والكاميرات قبل خروجهم. وأفاد شمسان أنهم لا يعرفون كان احتجاز العريقي وال3 الآخرين، وأنهم بحثوا عنهم "في جميع معتقلات الحوثي، بما في ذلك منزل علي محسن"، و"سجون صنعاء، بما في ذلك سجن الأمن السياسي"، غير أن المسؤولين عن هذه السجون أفادوا بعدم وجود قيادات الإصلاح ال4. وتابع شمسان: "لم نفهم هذا التصرف والسلوك من قبل جماعة الحوثي، غير أن هذا تصرف غير مبرر وغير مقبول". واعتقلت اللجان الشعبة التابعة ل"أنصار الله"، والأجهزة الأمنية في العاصمة، أمس الأول، 4 من قيادات حزب الإصلاح، من مقر الدائرة الطلابية بأمانة العاصمة، ووجهت أجهزة الأمن لهم تهمة الارتباط بتنظيم القاعدة. وفي الجانب الآخر، قال القيادي الحوثي صلاح العزي، في صفحته على "فيسبوك"، أمس الأول، إن الأجهزة الأمنية بالعاصمة صنعاء ألقت القبض على مجموعة من المسلحين التابعين لحزب الإصلاح، يتزعمهم شخص يدعى حبيب العريقي. وأضاف أن المسلحين على تواصل مع قيادات في تنظيم القاعدة، ويقومون بتوزيع المسدسات، ويحرضون على افتعال أعمال فوضى وشغب، حسب قوله. وكشف العزي أن المجموعة متورطة في جريمة قتل المواطن عبدالحكيم محمد سعد، من خولان الطيال، أثناء عودته من مسيرة 11 فبراير الماضي. وقال مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية بأمانة العاصمة، أمس الأول، بحسب وكالة "سبأ"، إنه "تم إلقاء القبض على خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، وإن أجهزة الأمن ألقت القبض عليهم في أمانة العاصمة". وأضاف المصدر أن "عناصر الخلية الإرهابية مجموعة من الناشطين الميدانيين مرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي، ويتزعمهم شخص يدعى حبيب العريقي، وكان بحوزتهم كمية من السلاح عند إلقاء القبض عليهم". وأوضح أن "هذه المجموعة كانت تعمل على خلخلة الأمن وإثارة الشغب ونشر الفوضى في أمانة العاصمة". وأدانت الأمانة العامة لحزب الإصلاح، أمس الأول، في بيان لها نشر على الموقع الرسمي للحزب، عملية اختطاف حبيب العريقي، رئيس دائرة الانتخابات للإصلاح في أمانة العاصمة، وعدد من قيادات المكتب الطلابي. واستهجنت أمانة الإصلاح، ما وصفتها ب"الأعمال التعسفية من قبل الحوثي، والتي تعتبر مخالفة لكل التشريعات والقوانين، ومنتهكة لحقوق الإنسان". ودعا البيان جماعة الحوثي للإفراج الفوري عن قيادات المكتب الطلابي، وكذلك عن بقية المختطفين، وحملت جماعة الحوثي تبعات ما قد يتعرضون له من أذى. وطالبت أمانة الإصلاح، المبعوث الدولي جمال بن عمر، بالقيام بما يمليه عليه الواجب الإنساني إزاء ممارسات جماعة الحوثي، في انتهاك الحريات والتعدي على الحقوق المدنية، وإرهاب وقمع خصومها السياسيين، حسب تعبير البيان. ولم يصدر عن حزب المؤتمر الشعبي العام أي موقف جديد أمس الاثنين، بشأن الحوار الراهن في موفمبيك. وكان مصدر مسؤول في حزب المؤتمر، قال في تصريح نشره "المؤتمر نت" الجمعة الماضية، إنه يجدد التأكيد "على أن المؤتمر الشعبي العام ومن خلال ممثليه في حوار موفمنبيك يقف دائماً مع الدستور والتوافق الوطني، ولا يخفی علی الجميع أن تمسك المؤتمر الشعبي العام بالحوار منذ بداية أزمة 2011 كان له الأثر الكبير في تجنيب البلاد الانزلاق نحو العنف والدمار". ودعا المصدر إلى عدم التعامل مع "الرئيس المستقيل" عبدربه منصور هادي، كونه "غير شرعي". كما أعلن حزب المؤتمر موقفه الرافض لنقل الحوار إلى أي مكان خارج العاصمة صنعاء، كون إجراء كهذا لا يخدم الحوار، وأنه سيعيق حضور كافة ممثلي المكونات السياسية. إقليمياً، أعرب مجلس الوزراء السعودي، أمس، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في اليمن. مبدياً تطلعه لأن يكون خروج الرئيس عبد ربه منصور هادي، من مقر إقامته الإجبارية، ووصوله إلى عدن، خطوة مهمة لتأكيد الشرعية. ودعا المجلس، في اجتماعه الأسبوعي، أمس الاثنين، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، "أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول رئيسهم؛ من أجل ممارسة مهامه الدستورية، ودفع العملية السياسية السلمية، وإخراج بلادهم من الوضع الخطير الذي وصلت إليه".