عززت قوات الجيش الموالية للرئيس هادي من تواجدها في الحزام الأمني لمحافظة عدن، تحسبا لأي تحركات للقوات التي دفع بها الحوثيون باتجاه مناطق التماس الحدودية الشطرية السابقة. و قالت مصادر عسكرية إن وحدات الجيش الموالية ل"هادي" أوكلت لها مهمة الانتشار في المنطقة الممتدة من باب المندب، و حتى الحدود الادارية الشرقية بين لحج و عدن، فيما اسندت مهمة الانتشار في المناطق الحدودية بين تعزولحج للجان الشعبية، التي سلمت لها معدات و آليات عسكرية من قاعدة العند و معسكر القطاع الغربي في الحبيلين و أسلحة و ذخائر ومعدات ثقيلة كانت في معسكر ناصر بحوطة لحج، و الذي سيطرت عليه اللجان الشعبية قبل أربع أيام. و في محافظة الضالع، الذي تكاد تكون اللجان الشعبية فيها، بعيدة عن الولاء ل"هادي" و تدين بالولاء لقيادات الحراك القريب من الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، لا يزال الوضع ضبابيا، حيث يبدو أن اللواء 33 مدرع، الذي يقوده عبد الله ضبعان المقرب من الرئيس السابق، ستوكل له مهمة اسقاط المحافظة و تأمين طريق لتقدم القوات القادمة من قعطبة صوب الحبيلين التي تنتشر فيها أعداد كثيفة من اللجان الشعبية، التي تواصل عملية التحشيد و التجنيد في منصة الشهداء بالحبيلين. و في الجهة المقابلة، لا تزال التعزيزات القادمة من صنعاء تتوافد إلى المناطق الحدودية السابقة القريبة من كرش و طور الباحة و المسيمير و قعطبة. كما تتأهب عدد من القوات منتظرة ساعة الصفر للتحرك، من معسكراتها في محافظاتإب و الحديدة و ذمار و تعز. و في حال انفجرت الأوضاع بين الطرفين على المناطق الحدودية، من المتوقع أن تتم مهاجمة عدن عبر ثلاثة محاور، الأول الطريق الساحلي غرب عدن، عن طريق المسلحين الحوثيين المتواجدين في محافظة الحديدة إلى جانب الوحدات العسكرية التي سيطر عليها الحوثيين في المنطقة العسكرية الخامسة، إضافة إلى القوات الموالية لهم في الجزء الغربي من محافظة تعز. و المحور الثاني الشريجة كرش والمفاليس – طور الباحة، و الذي نقلت إليه تعزيزات و آليات عسكرية من العاصمة صنعاء عبر محافظة تعز، و المحور الثالث عبر الضالع، و الذي يتواجد فيه اللواء 33 مدرع، و الذي ستسند إليه مهمة اسقاط محافظة الضالع، و سيتم تعزيزه باللواء 55 حرس المتواجد في يريم للتقدم صوب الحبيلين و الالتحام بالقوات القادمة من كرش. هادي وضع في استراتيجيته الدفاعية، نشر اللجان الشعبية في مناطق التماس، و التي اعطاها صلاحيات التجنيد و التحشيد و عززها بآليات عسكرية ثقيلة و أوكل مهمة قيادتها لعسكريين جنوبيين من المسرحين قسرا بعد حرب صيف 1994م، و هذه التشكيلات هي التي ستتولى مهمة الدفاع عن تلك المناطق، بمقابل تولي الجيش حماية محافظة عدن، التي اعلنها هادي عاصمة مؤقتة. و ربما يلجأ الحوثيون إلى فتح محور قتالي ثالث عبر البيضاء – أبين، للتقدم منه صوب أبين، لعزل الامدادات القادمة من شبوة و منعها من التوجه إلى عدن، في حال نجحوا في الوصول إلى أبين. الطرفان يدقان طبول الحرب و كل المعطيات على الارض تشير إلى تعبئة و استعدادات لمعركة فاصلة خلال الأيام القليلة القادمة، حيث تتوالى عمليات نقل الجنود و السلاح الثقيل من العاصمة صنعاء إلى مناطق التماس الحدودية السابقة، فيما تستمر عمليات التجنيد و التحشيد الشعبي في الجنوب و نقل المقاتلين إلى المناطق الحدودية و تسليحهم.