نفت الإدارة الأمريكية الأربعاء 8 يوليو/تموز ما تداولته بعض الأوساط عن استغلال إيران المفاوضات التي تجريها مع الدول الست الكبرى في فيينا كغطاء لتطوير نشاطاتها النووية. و في مؤتمر صحفي قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الادعاءات بهذا الشأن "عارية عن الصحة". و أوضح إيرنست أن واشنطن اتخذت إجراءات احترازية لمنع سير الأمور بهذا المسار، وذلك عبر إصرارها مع شركائها في مجموعة "5+1" على تجميد طهران معظم عناصر برنامجها النووي قبل بدء الجولة الراهنة من المفاوضات. وأضاف أن عناصر محورية أخرى من هذا البرنامج قد سجلت "تراجعا واقعيا" خلال الفترة نفسها. و عاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مساء الأربعاء إلى فندق "كوبورغ" في فيينا حيث تتواصل مفاوضات السداسية الدولية مع إيران. وتوجه الوزير إلى الفندق دون أن يدلي بتصريحات للصحفيين. و أفاد مصدر في الفريق الفرنسي في فيينا بأن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيصل إلى العاصمة النمساوية صباح يوم الخميس 9 يوليو، فيما يتوقع أن يعود نظيره البريطاني فيليب هاموند إلى فتدق كوبورغ في اليوم ذاته. و في وقت سابق من الأربعاء أعلن نائب وزیر الخارجیة الإيراني عباس عراقجي أن إيران والسداسية استكملتا العمل على صياغة نص الاتفاق النووي النهائي بينهما تقریبا. و أكد عراقجي في تصريحات متلفزة نقلتها وكالة "إرنا" الرسمية أن طهران تصر على أن ينص الاتفاق المرجو على إلغاء كافة العقوبات المفروضة على طهران. و أضاف عراقجي أن إيران والسداسية تمكنتا من تقليص عدد المسائل العالقة، ولم یبق إلا فقرات قليلة جدا يتطلب التنسيق بشأنها اتخاذ قرارات سياسية، موضحا أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة مسؤولة وحساسة جدا تسبق عقد الاتفاق النهائي الشامل. و أكد الدبلوماسي الإيراني أن جودة الاتفاق أهم بالنسبة للمشاركين في المفاوضات من الالتزام بالمهل الزمنية المحددة، مضيفا أن الوفد الإيراني مستعد للبقاء في فیینا وإن جرى تمدید المفاوضات یوما بعد یوم. و ذكر أن الأطراف توصلت إلى تفاهم حول إلغاء جميع العقوبات المالية والاقتصادية المفروضة على طهران مباشرة بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، لكن مازالت هناك خلافات حول توقيت رفع حظر توريد الأسلحة لطهران. وأكد أن موضوع حظر توريد الأسلحة ليس مهما بحد ذاته بالنسبة لإيران التي تزدهر صناعتها الحربية الوطنية، لكنها تصر على إلغاء جميع العقوبات من حيث المبدأ. و أكد استكمال العمل على الملحق الخاص برفع العقوبات بنسبة 95 أو 96 % ولم یبق منه إلا موضوعان أو ثلاثة مواضيع بسیطة. من جانب آخر توقع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة صحفية أن تستمر المفاوضات النووية في فيينا عدة أيام إضافية على مستوى الخبراء حتى تنسيق كافة التفاصيل المتبقية في الاتفاق النووي. و أوضح أن المناقشات في فيينا تتناول أيضا مشروع قرار دولي يحال إلى مجلس الأمن للمصادقة عليه، دعما للاتفاق النووي الشامل مع طهران. و كانت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أعلنت الثلاثاء أن إيران والسداسية قررتا مواصلة العمل على صياغة الاتفاق النووي رغم انتهاء المهلة التي كانت محددة في 7 يوليو/تموز. فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يجوز وضع مهل زمنية مصطنعة لاستكمال المفاوضات. و قال لافروف في تصريح أدلى به الثلاثاء قبيل مغادرته فيينا حيث شارك في المفاوضات النووية إلى جانب نظرائه من دول السداسية وإيران: "إننا لا نضع أي مواعيد مصطنعة، وسبق أن جرى الحديث عن ال7 أو ال9 يوليو/تموز، ويركز الجميع على التوصل إلى اتفاق جيد، وهناك ما يبعث على الأمل في أننا سنحقق ذلك". و توقع وزير الخارجية الروسي التوصل إلى اتفاق نووي نهائي بين إيران واللجنة السداسية قريبا، مضيفا أن الطرفين تمكنا من تنسيق المسائل المتعلقة بالبعد العسكري المحتمل في برنامج إيران النووي، ووصف لافروف التقدم الذي تم تحقيقه خلال المفاوضات بأنه كبير، موضحا بقاء 8 أو 9 مسائل يجب تنسيق تفاصيلها المتبقية لإتمام المفاوضات، وأشار إلى أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق لرفع حظر توريد الأسلحة إلى إيران في أقرب وقت. هذا وغادر معظم وزراء خارجية دول السداسية فيينا، لكنهم ينوون العودة في القريب العاجل، فيما قرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف البقاء، ولذلك ألغى زيارته المقررة إلى روسيا، حيث كان من المقرر أن يرافق الرئيس حسن روحاني خلال مشاركة الأخير في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة أوفا الروسية. و في وقت لاحق من الأربعاء، أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية بلقاء جمع ظريف وموغيريني، بحثا خلاله سير عمل إيران و"سداسية" الوسطاء الدوليين على اتفاقية شاملة حول القضية النووية الايرانية. هذا واستمرت المشاورات بين وزير الطاقة الأمريكي إيرنست مونيز ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي حيث بحثا الجوانب التقنية للاتفاقية.