وقال الحوثي في رده على نائب رئيس الوزراء «رشاد العليمي»: «إذا كان حقا -يقصد دعم الرئيس للشباب المؤمن- فلماذا دعمهم وهم مجرمون، إلا إذا اعترفتم بأنه هو داعم الإجرام، وقد قلنا إن ذلك كذب، فالشباب المؤمن لم يعتمد على علي صالح وهو ديكتاتور عسكري متفرد بالسلطة منذ ثلاثين عاما، ما عدا أربعمائة الف ريال شارك بها في محاولة منه لأخذ ولاء الشباب، لعلهم يكونون أحد عصاباته التي يؤذي بها الناس، وحين قنع من تسخيرهم في فساده، قطعها». ورداً على زعم العليمي بأن الحوثية بدأت منذ العام 1982 إبان الحرب العراقية الإيرانية، وأن خلاياها تشكلت في العامين 1983و1984 بدعم إيراني، وقامت بأعمال إرهابية في تلك الفترة، ونفذت عدداً من الأعمال الإرهابية كالاعتداء علي السفير السعودي باليمن، وإحراق نساء في شوارع العاصمة صنعاء بمادة الأسيد وإلقاء قنابل علي سينما بلقيس وسط العاصمة صنعاء أدت إلي مقتل حارسها قال الحوثي: «إن الشباب المؤمن آنذاك لم تلدهم أمهاتهم، ولم يتشكلوا إلا في 1991 بسبب وقوف السلطة ضد حزب الحق، واختراقه» مشيراً إلى السلطة أعرف بمن فعل ذلك، وقد اعتقلت أناسا اتهمتموهم بذلك، وهم الآن من أولياء السلطة وأعوانها وكتابها. وقال موجهاً سؤاله للعليمي: «لماذا سكتم عن هذه الجريمة التي ذكرتم كل هذه الفترة ثم تأتون الآن لتتهموا الشباب المؤمن باقترافها، وتفتروا عليه فيها؟». وسخر الحوثي من مسألة الدعم الإيراني، مؤكداً بأنه في حالة وجوده لكانت السلطة في خبر كان، وزاعماً وجود دعم شعبي حيث قال: «ما ترددونه من دعم إيراني فقد كذبتم أنفسكم في أكثر من تصريح، وقد قلنا لو كان مع إخواننا دولة تدعمهم لكنتم الآن في خبر كان، وقلنا بأن دعم الشعب أبرك من دعم الخارج، وليس كلامكم هذا أكثر من «إياك أعني واسمعي ياجارة»». وتهكم الحوثي بادعاءات العليمي بقوله: «بل لو كان معهم دعم لكان الكثير منكم متعاونين معهم، وأتمنى من إيران أن ترد عليكم وتتباحث معكم حول تصريحاتكم الخارجة عن المألوف والدبلوماسية». وإذ أعلن الحوثي عدم رغبته في الخوض في بقية حديث العليمي الذي وصفه بالسخيف، وقال إنه مردود عليه، فإنه ألمح إلى أن الناس يعرفون من هم بذور الشيطان، لأنهم «يرون كل يوم جريمة من جرائمهم سواء على مستوى قتل الأطفال والنساء، أم على مستوى تدمير بيوت الله تعالى، أم على مستوى قتل المصلين وهم يؤدون فريضة الله في بيوته، أم على مستوى قتل الأسرى والجرحى، أم على مستوى تجويع السجناء وتعذيبهم، حيث لم يسلم من سجونهم حتى الأطفال في أمهادهم، والنساء المستضعفات، والأبرياء.» كما جاء في الرد الذي نشره موقع المنبر الإخباري التابع للحوثيين. وطالب الحوثي السلطة بالتنحي حيث أن: السلطة «لم يتنزل جبريل فيها بوحي من الله تعالى، ليجعلها حكرا على علي صالح مدة ثلاثين عاما، ونحن نطالبكم بالتنحي عنها فورا، لأن الشعب قد عافكم، وعانى الكثير من ظلمكم وطغيانكم، وأن تتيحوا له اختيار من يراه مناسبا للحكم في انتخابات حرة ونزيهة، وأن يتم التداول السلمي للسلطة، بصورة حقيقية ، وأن تلغوا نظام الفتاوى الكاذبة والباطلة، واعلموا أن خيار الحروب، والمحاكمات الباطلة، وقمع المعارضين والصحفيين، وحجب المواقع الإعلامية، وقطع الاتصالات والتعتيم على ما تقترفونه بحق الشعب من جرائم في الشمال، والجنوب، وتعز، وإب، ومارب، والجوف، وغيرها، لن يفيدكم في التهرب من هذا الاستحقاق، لأن الشعب قد أراد إبعادكم، وأخذ حقوقه منكم بيده، لأنكم تتحايلون عليه في حقوقه السياسية، وتستأثرون عليه بالأموال، وتكذبون عليه ليلا ونهارا، وتقمعون المعارضين منه، حتى أصبح في عداد الشعوب الجائعة والمريضة والفقيرة والحقوق المنتهكة.كما أن العمالة ، وأخذ أموال الرشوة لقتل الشعب، وشراء الأسلحة لتدمير البيوت على النساء والأطفال بدلا عن شراء الأغذية والأدوية للشعب لن يجديكم أيضا بل هي الخيانة العظمى، وأنتم تعلمون ماذا تعني الخيانة العظمى». وبدأ «يحيى الحوثي» رده باتهام السلطة بالديكتاتورية العسكرية، والاستبداد بالسلطة والاستئثار بثروات الشعب ونهب أمواله وممتلكاته، وتلفيق التهم، وسجن الأخ الصحفي محمد المقالح لمجرد أنه ضحك، وتلفيق التهم والأكاذيب على الخيواني لمجرد أنه كتب عن توريث السلطة. وقال: «لقد وضعوا أنفسهم الآن في جبهة معادية تتصدى لكل تطلعات الشعب، وآماله وطموحاته، وقرروا على التمسك بالنظام الديكتاتوري الفردي الآتي عن طريق الفتن، والانقلابات الدموية، ومن بعد سيطرتهم تلك على السلطة، زوروا الانتخابات وعسكروها، وعدلوا الدستور وفق أهوائهم، ورأوا بأن الحكم لهم لوحدهم لا يشاطرهم فيه أحد رغم فسادهم وخساستهم التي أوصلوا الشعب بها إلى الهلاك، ولم يكتفوا بذلك حتى راحوا إلى الاتجار بالحروب والأديان والمذاهب والأطفال والمخدرات، و حكموا البلد وفق ما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدلا عن الشرع والدستور والقوانين ليتسنى لهم وباسم الدين المستورد قمع من يعارضهم وتكفيرهم والتنكيل بهم، وجعلوا أنفسهم ولاة ينوبون في حكم الناس عن الله رب العالمين، فمن أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، وهذه غاية في الدجل، والتمسخر بخلق الله.» وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في اليمن الدكتور رشاد العليمي، تحدث قبل أيام عن وجود دعم إيراني قديم لحركة الشباب المؤمن في اليمن منذ مطلع الثمانينات، التي شهدت اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، فيما دعا نواب من حزب المؤتمر الحاكم إلي فتح تحقيق للكشف عن المستفيدين من حرب صعده ومحاسبة (تجار الحروب) من المسؤولين. ووصف العليمي أمام مجلس النواب الحوثية بال«بذرة شيطانية» وذكر أنها بدأت منذ العام 1982 إبان الحرب العراقية الإيرانية وفي الأعوام 1983و1984 تشكلت خلايا بدعم إيراني قامت بأعمال إرهابية في تلك الفترة . وذكر أن من بين تلك الاعتداءات التي قام بها الحوثيون مطلع الثمانينات، اعتداء علي السفير السعودي باليمن وإحراق نساء في شوارع العاصمة صنعاء بمادة الأسيد وإلقاء قنابل علي سينما بلقيس وسط العاصمة صنعاء أدت إلي مقتل حارسها. وأضاف: «أن قضية صعدة ليست قضية عسكرية وأمنية بقدر ما هي قضية فكرية وثقافية وأن عناصر حركة الشباب المؤمن تلقوا دورات تخريبية في إيران ثم جاءوا لتطبيقها في اليمن.» وقال العليمي بعد الوحدة توقع الجميع أن هذه الأعمال الإجرامية ستنتهي بمجرد الانتقال إلي نظام التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع... غير أن هذه الفئة الضالة آثرت الخروج علي النظام والقانون وانتهجت أسلوب العنف بهدف الوصول إلي السلطة. وطالب العليمي كافة القوي والأحزاب السياسية بالوقوف في جبهة واحدة لاستئصال البذرة الشيطانية العميلة للخارج وتقديم مزيد من التضحيات للحفاظ علي وحدة البلاد واستقرارها.