ذكرت فايننشال تايمز أن القيِّم الإداري الأميركي الممثل لضحايا الملياردير المحتال برنارد مادوف قد رفع دعوى قضائية ب19.6 مليار دولار يتهم فيها نحو 60 شخصا ومؤسسة بينها بعض البنوك الإيطالية والنمساوية الكبرى، بالمشاركة في مخطط غير قانوني استمر لعقود. وتستهدف الدعوى، التي تُعد أكبر وأخطر مطالبة مدنية ترفع في القضية، بنك ميديسي النمساوي ورئيسته السابقة سونيا كوهن وبنك النمسا وبنك يونيكريديت، لمشاركتهم المزعومة في المؤامرة التي زجت بمادوف في السجن. وبحسب الدعوى التي رفعها إيرفينغ بيكارد فإن كوهن متهمة بتزعم مخطط سرب 9.1 مليارات دولار من أموال الاستثمارات إلى مادوف الذي أقر بذنبه لارتكاب واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في التاريخ. ويسعى بيكارد لاستعادة أموال المستثمرين والرسوم المصرفية بالإضافة إلى الأضرار. وأشارت الصحيفة إلى أن بيكارد رفع دعوى خلال الأسبوعين الماضيين ضد أكثر من اثني عشر بنكا منها أتش أس بي سي وسيتي غروب وجي بي مورغان ويو بي أس وناتيكسيس، مطالبا بأموال لمستثمري مادوف. وتقول بعض المصادر إن البنوك تخطط لمحاربة هذه المطالبات، لكن بنك يونيون بانكير بريفيه وافق على دفع 500 مليون دولار لتسوية هذه الادعاءات. ويذكر أن الدعوى القضائية، التي تشمل مطالبات بالإثراء غير المشروع وتحويل أموال مسروقة، رفعت يوم الجمعة الماضية في محكمة الإفلاس الأميركية ضد الآنسة كوهن وستة من أفراد الأسرة وثلاثة بنوك وبعض العاملين بها. ويقف أليساندرو بروفومو الرئيس التنفيذي السابق لبنك يونيكريديت، واثنان من مديريه متهمين. ومن جانبه قال محامي بنك ميديسي إن البنك والآنسة كوهن وأفراد أخرين من إدارته سيحاربون "الادعاءات الخاطئة تماما". وقد سبق أن أنكرت كوهن أي تورط في احتيال مادوف. وتزعم الدعوى القضائية أن كوهن كان بينها وبين مادوف اتفاق سري يرجع إلى عام 1987 لتسهيل المخطط وأنه دمر كثيرا من السجلات قبيل اعترافه في ديسمبر/كانون الأول عام 2008. وهو يقضي الآن حكما بالسجن لمدة 150 عاما. وبحسب الدعوى القضائية فقد دُفع لكوهن 63 مليون دولار رشى من صندوق خاص في شركة الوساطة التي يمتلكها مادوف في نيويورك لاجتذاب المستثمرين. كما أنها جنت ملايين الدولارات من خلال حصصها في بنك ميديسي وغيره من الشركات التي أنشئت لتسويق وإدارة صناديق التغذية الاستثمارية لمادوف. وتزعم الدعوى القضائية أن السيد بروفومو والآنسة كوهن كان بينهما علاقة عمل وثيقة سبقت تاريخ شراء بنك يونيكريديت لبنك النمسا عام 2005. وقالت الشكوى إن بنك يونيكريديت تحرك للتعتيم على علاقته بمادوف بجعل صندوق التحوط لبنك النمسا بريميو يبيع استثماره المباشر ونقل المال إلى صناديق تحوط استثمرت هي الأخرى في مادوف. وفي سياق متصل يتعلق بمادوف ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن مارك بن مادوف، البالغ 46 عاما، وجد مشنوقا في شقته بحي سوهو بمدينة مانهاتن صباح السبت. وأشارت الصحيفة إلى أن مارك وشقيقه أندرو سلما والدهما للسلطات الأميركية في ديسمبر/كانون الأول عام 2008 بعد أن أبلغهما أنه كان يدير مخطط احتيال بقيمة 50 مليار دولار. وكان الشقيقان يشغلان آنذاك منصبين رفيعين في الشركة لكنهما أصرا على أنهما لم يكونا على علم بعملية الاحتيال. يذكر أنه لم توجد مذكرة انتحار لكن زوجة المنتحر كانت قد طلبت من والدها الاطمئنان على زوجها بعد تبادلهما رسالتين نصيتين أثارتا فزعها. المصدر: الصحافة البريطانية