دعا وزير الصناعة والتجارة الدكتور سعد الدين بن طالب القطاع الخاص للشراكة مع الحكومة وزيادة استثماراته في قطاع الكهرباء والطاقة للتعويض على الفاقد الذي تتعرض له منظومة الكهرباء الوطنية بمناطق عدة من اليمن وعلى وجه الخصوص في المناطق الحارة. وأكد في كلمته اليوم بمؤتمر "القطاع الخاص حول الشراكة مع الحكومة" والمنعقد بمقر الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة على أن القطاع الخاص أصبح اليوم من يقود دفة مسيرة التنمية في اليمن وأن على الحكومة أن تهيئ له الظروف ليواكب كل ما يحتاجه المجتمع من خدمات كالكهرباء والمستشفيات والتعليم وغيرها. وأشار إلى أن خطط الخصخصة التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة خلال العقدين الماضيين قد أثبتت فشلها وأن على الحكومة أن تلتفت إلى منظومة شراكة موائمة ومؤهلة مع القطاع الخاص قائمة على منظومة من القوانين والسياسات الناجحة والمنصفة ، بعيدة عن الاحتكار والانتهازية. وشدد على ضرورة الحفاظ على مصالح المواطنين وتقديم الخدمة العامة للجمهور بما فيها الكهرباء بالشكل المطلوب باعتبار أن خدمة المواطن مسألة غير قابلة للتفاوض ويجب أن تكون قائمة على أرض صلبة. ودعا بن طالب المستثمرين إلى إعادة النظر في منهجية العلاقة بين القطاع الخاص والعام والتي شدد على ضرورة أن تكون شفافة وعادلة. من جانبه أكد حسن الكبوي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة على ضرورة تعزيز البنية التحتية للاقتصاد اليمني وتحسين البيئة الاستثمارية ومنها إعادة الخدمات العامة كالكهرباء واستكمال البناء التشريعي والمؤسسي للقطاعات الاستثمارية الحيوية في بلادنا لتحقيق التنمية الشاملة والحد من البطالة . وأضاف "شراكة القطاع الخاص مع الحكومة سيترتب عليها إيجاد فرص عمل للعديد من العاطلين وفتح مجالات تجارية كثيرة أمام القطاع الخاص لتنويع أنشطته وتكامل جهوده وخبراته. وبين الكبوس أن القطاع الخاص قد عانا كثيرا من التهميش الذي كان له الأثر السلبي على الاقتصاد الوطني وأن دعواته قد تكررت لإيجاد وتبني شراكات حقيقية كانت من المفترض بها أن تعود بالفائدة على الاقتصاد ، وتابع بالقول .. " لكننا جوبهنا بالصد والتهميش والإقصاء وهذا ما أدى إلى التدهور في الاقتصاد الوطني اليوم. من جانبه أشار مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي إلى أن هذا المؤتمر سيكون أولى خطوات بناء الشركة بين القطاع الخاص والحكومة لإزالة كافة المعوقات التي تشكل حجر عثرة أمامه. مشيرا إلى أن التجارب أثبتت أن الحكومة لوحدها لا يمكن أن تقدم تنمية حقيقية دون شراكة صادقة وأن المؤتمر سيضع رؤية موحدة للقطاع الخاص والحكومة مع منظمات المجتمع المدني في هذا المجال.