كشف القيادي في حزب الإصلاح محمد ناجي علاو عن مخاوف حقيقية من المعطيات الميدانية لتحركات جماعة الحوثيين و من نتئج العنف والصراع الدائر بين أنصار حزبه وجماعة الحوثيين على أكثر من صعيد , و في رد فوري على مواقف ومبررات أبداها يحي بدر الدين الحوثي خلال مشاركتهما مساء أمس ببرنامج حواري على قناة bbc قال علاو أنه يخشى فعلا من تصعيد حتمي للعنف والصراع الذي ينتهجه الحوثيون لإثبات سيطرتهم ومد نفوذهم في عدد من المحافظات الشمالية والشرقية بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع ، ملمحا إلى أن جماعة الحوثيين ومن حلال ألآراء والمبررات المقدمة للبرنامج من قبل يحي الحوثي الذي كان يتحدث من مقر اقامته في المانيا تتضمن إصرارا على مضي جماعة الحوثيين في عمليات ثأر مذهبي وتصفية حسابات قديمة مع الجماعات السنية والسلفية التي تشكل غالبيتها قوام القواعد التابعة لحزب الإصلاح في دماج و صعدة وبقية المحافظات . في هذه الأثناء تشهد مدينة دماج بمحافظة صعدة والتي كانت أوضاعها محورا للحديث في برنامج قناة bbc مواجهات عنيفة بين السلفيين والحوثيين، الذين يواصلون حصارهم على المنطقة منذ أكثر من شهر، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة المحاصرة. وقالت مصادر محلية لموقع مارب برس بأن الحوثيين واصلوا اليوم الاثنين قصفهم لدماج بمختلف أنواع الأسلحة، بالإضافة إلى عمليات قنص متواصلة على المدينة، مشيرة إلى أن الحوثيين قاموا بقصف عدد من منازل طلاب دار الحديث، بالأسلحة الثقيلة. وتأتي هذه المواجهات عقب فشل جميع جهود الوساطة التي شهدها الأسبوع الماضي، لمحاولة إنهاء الحصار عن دماج، والتوصل إلى حل ينهي التوتر بين الحوثيين والسلفيين. وعبرت مصادر محلية عن قلقها من توسع دائرة المواجهات، في ظل منع الحوثيين لقافلة إغاثة غذائية كانت قد انطلقت من مختلف المحافظات اليمنية لإنهاء الحصار على دماج. وأوضحت المصادر القبلية بأن عشرات المسلحين من مختلف المحافظات اليمنية يتوافدون يوميا بأسلحتهم إلى وايلة، حيث تربض القافلة الإغاثية، عقب منع الحوثيون دخولها إلى صعدة، غير مستبعدة أن يلجأ مسيرو القافلة إلى العنف في حال إصرار الحوثيين على منع وصولها إلى دماج. من جانبه أكد مصدر في اللجنة المنظمة للقافلة هذه الأبناء، وقال بأنه تم إفراغ بعض الشاحنات المؤجرة، في المنطقة، وتوفير شاحنات أخرى لنقلها إلى دماج، مشيرا إلى أن أبناء القبائل اليمنية لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما يجري في دماج من إبادة جماعية لسكانها على أيدي الحوثيين. وأوضح المصدر بأن تعنت الحوثيين وعدم سماحهم بوصول القافلة، سيلجئ منظمي القافلة إلى خيار القوة لإنهاء الحصار عن دماج، وقال بأن أبناء القبائل اليمنية يتوافدون يوميا بالعشرات والمئات من جميع المحافظات بأسلحتهم، لمساندة القافلة وإنهاء الحصار عن دماج بالقوة، إذا تعنت الحوثيون في عدم السماح بوصول القافلة وإنهاء الحصار عن دماج. وقال المصدر بأن هناك حشدا مسلحا من جميع المناطق اليمنية يتوافد لمساندة القافلة، غير مستبعد أن تشهد الأيام القادمة تدخلا مسلحا لإنهاء الحصار عن دماج بالقوة، مؤكدا بأن منظمي القافلة لن يقفوا متفرجين إزاء ما يحصل من حصار، ولن يتركوا إخوانهم في دماج يموتون من الجوع دون تدخل. وحول وجود أي وساطات لإنهاء الأزمة، قالت مصادر قبلية بأن الشيخ يحيى الحجوري رفض التعاطي مع أي وساطات قبلية، واشترط قبل الدخول في أي مفاوضات مع الحوثيين إنهاء الحصار عن المدنيين في دماج. وكانت وساطة قادها محافظ صعدة، فارس مناع، وصلت إلى طريق مسدود، جراء إصرار الحوثيين تسليم موقع البراقة لهم، ورفض السلفيين ذلك نظرا لكون الموقع مطل على دار الحديث، وسيطرة الحوثيين عليه تعني خروج جميع السلفيين من المنطق وعلى ذات الصعيد تجددت الاشتباكات اليوم الاثنين بين مسلحين من جماعة الحوثيين ورجال القبائل في إحدى مديريات محافظة حجة وسط اتهامات للجماعة باستغلال الاضطرابات للتوسع عسكرياً في مناطق شمال اليمن. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن الاشتباكات وقعت في مديرية «كُشر» واستخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة إضافة إلى القذائف. وذكرت ان الاشتباكات تركزت في منطقة «بني شعيب»، وان أتباع الحوثي يحاولون الوصول إلى مركز مديرية كشر للسيطرة عليها بعدما أحكموا سيطرتهم على مديريات أخرى مجاورة. ويتخذ الحوثيون من مديرية مستبا المجاورة التي سيطروا عليها في وقت سابق مركزاً لانطلاق هجومهم على مديرية كشر، بينما ينفي متحدثون باسم الجماعة أنباء توسعهم في تلك المناطق ويقولون «إنهم يدافعون أنفسهم من اعتداءات». وقال مصدر قبلي مناوئ للحوثيين ل«المصدر أونلاين» عبر الهاتف إن قبائل المنطقة يدافعون عن أنفسهم ضد محاولات الحوثيين السيطرة على مناطقهم بالقوة، مضيفاً ان أتباع الحوثي قدموا من محافظات صعدة والجوف. وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه انه خلال الثلاثة الأيام الماضية التي كانت الاشتباكات تدور في أوقات متقطعة لم يقتل أحد من رجال القبائل، لكنه أكثر من عشرة من الحوثيين قتلوا بينهم قائد ميداني، حسب قوله. ولم يتسن للمصدر اون لاين التأكد من تلك المعلومات من مصادر في جماعة الحوثيين. .وتتهم مصادر محلية جماعة الحوثيين باستغلال الاضطرابات في اليمن لمحاولة السيطرة على أكبر قدر من الأراضي والتوسع في محافظات الجوف وعمران وحجة، غير أن الجماعة تنفي ذلك. وقال بيان سابق لزعيمها عبدالملك الحوثي إن ما يحدث «دفاع عن أنفسنا في مواجهات عدوان مباشر»، مضيفاً أن من يقاتلون من أنصاره «أبناء تلك المناطق وليسوا مستوردين». يذكر أن العديد من التقارير العربية والدولية قد توقعت حصول مواجهات مسلحة بين القبائل والحوثيين في المحافظات الشمالية خلال الأيام القادمة في حال استمرار العمليات العسكرية التوسعية للحوثيين، وذكرت أن هناك مؤشرات تدلل على أن القبائل في حجة وعمران والجوف تستعد لخوض مواجهات مع مسلحي الحوثي، وقد يمتد تأثيرها إلى مركز القيادة في صعدة، مستفيدة من أخطاء الحوثيين وسخط الرأي العام المحلي ومخاوف السعودية والتغير الواضح في أولويات واستراتيجيات الأوربيين والأمريكيين بعد ثورات الربيع العربي ".