تزور اليمن حاليا بعثة من صندوق الدولي، تلتقي خلالها المسئولين في الحكومة اليمنية لمناقشة الاحتياجات التمويلية العاجلة للحكومة، لمواجهة العجز الشديد في الموازنة العامة وميزان المدفوعات في إطار برنامج القروض السريعة، وهو آلية للإقراض الميسّر مخصصة للدول التي تعاني من اضطرابات اقتصادية أو سياسية. وأفصح رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الدكتور حسن الأطرش عن جهود يبذلها الصندوق لبلورة برنامج اقتصادي يوفر مصادر دعم عاجل لليمن، وذلك خلال جلسة المباحثات الرسمية التي عقدتها البعثة مع الحكومة اليمنية أمس الأول بالعاصمة صنعاء، لكنه لم يتطرق لتفاصيل هذا البرنامج واكتفى بالتأكيد على حرص الصندوق تقديم كافة أوجه الدعم المتاحة لليمن. فيما أشار وزير التخطيط اليمني الدكتور محمد السعدي خلال المباحثات إلى وجود جهود حكومية تبذل في الوقت الراهن بالتعاون مع بعض المانحين لإعداد دراسة خاصة لتقييم احتياجات اليمن خلال العامين القادمين..لافتا إلى أن دعم الموازنة العامة للدولة وتطوير كفاءة المالية العامة تعد من أطر التعاون الثنائي المطلوبة والملحة مع صندوق النقد الدولي. وتأتي زيارة بعثة الصندوق الدولي لليمن بعد نحو شهر من إعلان الصندوق استئناف عملياته التمويلية لليمن التي توقفت بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الحاكم منذ مطلع العام الماضي وما تخللتها من أعمال عنف وتدهور أمني . ويعتبر خبراء اقتصاد محليون أن هذه الزيارة مؤشر على نية المؤسسات الدولية الدائنة التحرك لمساعدة اليمن في ظل الحكومة الجديدة والخطوات الجارية لنقل السلطة بعقد الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير 2011م، للتخلص من 33 عاما من الحكم المطلق للرئيس المنتهية ولايته علي صالح الذي غادر البلاد مؤخرا.