دشنت اليوم في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية فعاليات أسبوع المرور العربي الموحد تحت شعار "إلى متى " والذي يستمر خلال الفترة من 4 - 10 مايو الجاري. وفي حفل التدشين أشار وزير الداخلية اللواء الركن عبد القادر قحطان إلى أن مشكلة الحوادث المرورية تتطلب تضافر كافة الجهود للحد منها والتوعية بمخاطرها وتجنيب المجتمعات آثارها السلبية.. مؤكداً ضرورة تحلي رجال المرور بالأخلاق العالية والتعامل اللائق مع المواطنين وتجسيد حسن المظهر لرجل المرور في هذا الأسبوع بشكل خاص وفي عموم أيام العام بشكل عام. ولفت إلى أن تطبيق القانون يتطلب هدوء وتعامل حسن إلى جانب الصرامة وأن الإقتداء بالسلوك أهم من الإلزام القهري.. منوهاً بالدور الكبير الذي يقدمه رجال المرور للحد من الحوادث المرورية وتجنيب البلاد ما يترتب عنها من خسائر بشرية ومادية كبيرة، فضلاً عن العوائق الاجتماعية الكبيرة التي تسببها الإعاقات الناتجة عن تلك الحوادث.. وقال :" في هذا اليوم ونحن ندشن فعاليات أسبوع المرور العربي الذي اتفقت عليه الدول العربية في إطار مجلس وزراء الداخلية العرب ليكون أسبوعاً موحداً، وهذا الشعار مرفوع في كل الدول العربية والسؤال الملح إلى متى سنظل لا نحرص على سلامة السير وسلامة المركبة، وإلى متى سنظل نتجاهل قواعد المرور ولا نهتم بالطريق وحقوقها ". وأضاف :" أقدم خالص التعازي لكل أسرة فقدت قريباً لها بسبب حادثة من الحوادث المرورية، ونسأل الله أن يكون قد تعافى كل المصابين جراء هذه الحوادث". وأشار وزير الداخلية إلى أن الإحصائيات الرسمية المسجلة لدى وزارة الداخلية أظهرت أن الوفيات الناتجة عن الحوادث خلال العام الماضي بلغت ألفين و152 حالة ونحو 12 ألف و303 مصاب. وتابع :" نرجو من كل مواطن كريم أن يحرص على قواعد السير وسلامة المركبة والحصول على الرخصة من الجهات المعنية وأن يحرص كل من يقود المركبة أن يكون على قدر من التأهيل والكفاءة في هذا الجانب، وأن يجنب الآباء قيادة أبناءهم للمراكب خصوصا صغار السن"..مضيفاً " نحن رجال الأمن في الواجهة ولكنا لا نستطيع أن نحقق نجاحات بدون تعاون كل الجهود معنا ولن يتعاون الجميع معنا إلا إذا أحسنا التعامل معهم". ولفت إلى أهمية القدوة الحسنة في تطبيق القوانين قبل فرضها على الغير .. وذكر المتهورين في قيادة مركباتهم بقوله تعالى ((ولَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا))..مؤكداً أن الغرور الذي يصيب السائق يؤدي للمهالك والهدوء والتأني يؤدي للسلامة".. مشددا على ضرورة اضطلاع وسائل الإعلام بدور فاعل في التوعية بضرورة الالتزام بقواعد وآداب المرور.. وقال : " المرحلة الحالية التي يقودها الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي وصل إلى سدة الحكم بأصوات أبناء المجتمع عموماً ليكون ربان سفينة النجاة، تطلب التأني والسلامة والتعامل الحليم خصوصا بعد الأحداث التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي". وأضاف قائلاً :" بهذه المناسبة أطمئن أبنائي رجال الأمن أن ما تم تأجيله من العلاوات الدورية في الأعوام الماضية 2005 2011 م والفترة الماضية من العام الجاري ستصرف في القريب العاجل ،حيث تم رفع المذكرة إلى وزارة الخدمة المدنية في فبراير الماضي وأحيلت بمذكرة من وزارة الخدمة إلى وزارة المالية في مارس الماضي وتم تأجيل الموضوع حتى إقرار الموازنة والتي تم إقرارها مؤخراً وستصرف قريباً". ولفت إلى أن مستحقات العلاوات الدورية لا تقل عن 12 مليار ريال لأبناء الأمن إلى جانب غيرها من العلاوات في القطاعات الأخرى والتي تحملتها حكومة الوفاق الوطني. من جانبه أكد مدير عام المرور العميد أبو بكر العمودي ضرورة مراجعة السياسات والتوجهات في مجال المرور وتحديد الأولويات وسبل معالجتها وأهمية تفعيل دور الأطر المؤسسية والسياسية المتعلقة بتأسيس مؤسسي رائد تعني بالسلامة المرورية، وتوحيد البيانات والإحصائيات الواقعية بين مختلف الجهات ذات العلاقة ( المرور، النقل، الصحة العامة ) وتحديد وتقدير التكاليف المختلفة ( الوفيات، الإصابات، الممتلكات). وأشار إلى أهمية تشجيع سياسات النقل الآمن والعمومي للتخفيف من الازدحام وتقليل نسبة المخالفات والحوادث ارتباط البيئة الأساسية للطرق بنوعية الآليات التي تستخدمها ووضع الاستراتيجيات الوطنية الواقعية التي تحقق أهداف واقعية وملموسة، وسن وتحديث التشريعات القائمة والتأكيد على معالجة المخاطر الرئيسية للإنسان وتنفيذها بصورة متناهية وحازمة. كما أكد ضرورة توفير مراكز طبية على الخطوط الطويلة وإيجاد سيارات إسعاف على تلك الخطوط لإسعاف مصابي الحوادث المرورية، وضرورة وجود أرقام هاتفية تتيح للجمهور الحصول على الخدمة الإسعافية في حالة الطوارئ ووضع الاستراتيجيات وإيجاد الحلول والمعالجات المناسبة وأن تتوحد الرؤى وتتضافر كافة الجهود لاتخاذ الإجراءات والقرارات المشتركة والناجحة". وأضاف :" شعار أسبوع المرور للعام الجاري " إلى متى " يحمل عدد من الدلالات والمعاني وكأنه قد ضاق بنا ذرعاً لما نجترحه من النتائج والخسائر في الأرواح والممتلكات وبلور معاناتنا". ولفت إلى أهمية هذا الأسبوع في إيجاد مرور آمن وحركة منتظمة وسلوك حضاري يعبر عن صدق انتمائنا لبلد الإيمان والحكمة ومنبع الحضارات وحقيقة إحساسنا بالمسؤولية التي تقع على عاتقنا. وأشار العميد العمودي إلى أن الثقافة المرورية لم تعد هماً وطنيا وإقليماً فحسب بل مشكلة تؤرق المجتمع الدولي بأكمله وتكرس مختلف الجهود والدراسات والأبحاث لمعالجتها . وبين أن تقرير منظمة الصحة العالمية للعام 2008م يشير إلى أن أكثر من مليون و200 شخص يقضون نحبهم كل عام، ويعاني ما بين 20 50 مليون شخص من إصابات جسيمة جراء الحوادث المرورية. ولفت إلى أن الدول ذات المعدلات المنخفضة ومنها اليمن تعاني من معدلات مرتفعة في الوفيات جراء الحوادث، وأن 90 بالمائة من الوفيات على الطرق في العالم يقع في هذه البلدان التي لا تمتلك سوى 48 بالمائة من المركبات المسجلة.. مبينا أن الأربعة الأعوام الماضية شهدت 54 ألف و364 حادثة نتج عنها 11 ألف و15 حالة وفاة، وإصابة 72 ألف و225 شخص. وأشار إلى أن الفصل الأول من العام الجاري شهد ألف و759 حادثة نتج عنها وفاة 535 شخص، وإصابة ألفين و304 إصابة ما بين بليغة وبسيطة.. لافتا إلى أن هذه الأرقام تعد حرباً غير معلنة يجب الوقوف عليها لوضع الحلول والمعالجات المناسبة للحد منها. كما جرى خلال التدشين عرض فيلم وثائقي ضم عدد من الصور المأساوية لبعض الحوادث المرورية يهدف توعية المواطنين بأهمية الالتزام بقواعد وآداب الطريق من إخراج يونس المعلمي، قام بالتعليق عليه نائب مدير عام المرور العقيد عبد الرزاق على المؤيد. حضر التدشين وكيل وزارة الداخلية لقطاع خدمات الشرطة اللواء عبد الرحمن البروي، ووكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن اللواء فضل القوسي، وعدد من مدراء العموم ورؤساء الوحدات والأجهزة الأمنية. وفي محافظة ذمار .. دعا محافظ المحافظة يحيى علي العمري وزارة الإعلام إلى تخصيص مساحة أوسع من برامج البث التلفزيوني والإذاعي الرسمي والصحف المقروءة للتوعية المرورية بصورة دائمة وتذكير الجميع بخطورة التهور والسرعة الزائدة وإهمال صيانة السيارات وضرورة , وشرح القواعد المرورية وأهمية الالتزام بها للحفاظ على أرواح السائقين والمشاة ومستخدمي المركبات والطرقات المختلفة . وأكد المحافظ العمري لدى تدشينه فعاليات أسبوع المرور بالمحافظة على أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في التوعية المرورية وتبني برامج دائمة ومتنوعة فيها , كونها أكثر الوسائل وصولا للناس , بدلا من الحديث عن التوعية المرورية بعض الوقت في السنة والاكتفاء بذلك , إضافة إلى دور وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في تبني حملات التوعية والإرشاد بين طلاب المدارس. وثمن الجهود التي يبذلها رجال المرور في مختلف المواقع , كما اثني على وعي الكثير من المواطنين من مستخدمي الطرقات والمركبات في مساعدة الجهود المرورية والعمل على تفادي المشاكل المرورية وحوادثها المؤلمة . وكان مدير مرور محافظة ذمار خالد محمد انعم قد استعرض في كلمته الأنشطة والبرامج التوعوية التي سيتم تنفيذها خلال هذه الفترة والتي تهدف على نشر الوعي المروري في أوساط المجتمع وتستهدف مختلف شرائح المجتمع بما فيهم طلاب المدارس والجامعات. واستعرض بعض الأرقام والإحصائيات المتعلقة بنتائج الحوادث المرورية المسجلة في سجلات إدارة المرور العام الماضي 2011م والتي بلغت 178 حادثا أدت إلى وفاة 127 شخصا وإصابة 457 شخصا بإصابات بليغة ومتوسطة , فيما كانت الحوادث المسجلة للعام السابق 2010م قد بلغت 315 حادثا أدت إلى وفاة 207 شخص , وإصابة 912 شخص , وهي أرقام مهولة تبين خطورة الحوادث المرورية ونتائجها المأساوية في الإصابات البشرية ناهيك عن الخسائر المادية المترتبة عليها . بعد ذلك قام محافظ المحافظة يحيى علي العمري ومعه وكيلي المحافظة المساعدين الدكتور عبد الله الميسري ومحمود الجبين ومدير أمن المحافظة العميد عبد الكريم العديني بافتتاح معرض التوعية المرورية الخاص بتوثيق صور الحوادث المرورية في المحافظة وما ترتيب عليها من نتائج , والذي نظمته إدارة المرور بهدف إطلاع زائري المعرض على النتائج المأساوية للحوادث المرورية والإسهام في التوعية والإرشاد . وانطلقت بعد ذلك فرق توعية متخصصة من إدارة المرور للعمل الميداني التوعية والإرشاد والقيام بالواجبات المرورية في التقاطعات وشوارع مدينة ذمار . حضر التدشين قائد فرع الأمن المركزي العقيد مسعد عبادي , ومدير فرع الشرطة العسكرية بالمحافظة العقيد محمد الحيمي وعدد من مدراء العموم بالمحافظة.