انهم اليمانيون ..حبسوا الانفاس ..ملئوا الاحساس ..واصطادوا الناس وجعلوا والخليج من ادناه الى ادناه منبهرا بهم ومعجب بهم ومشتاق لمشاهدتهم مرات ومرات .. تعادلت اليمن في مباراتها الثانية امام قطر وكسبت لاول مرة نقطة ثانية في جميع مشاركاتها الخليجية ..وكأن القدر لايريد ان يسقينا الكأس الحلو مرة واحدة ..وكأن الاحداث تريد الفرح يأتي الينا خطوة خطوة .. ولانبالغ ان قلنا انها كانت معركة وجود وبقاء وحياة ورد واضح وصريح لمن استكثر علينا ان نكون في الموعد الخليجي وان نكون ضمن الثمانية الكبار في دورات الخليج . لعبت اليمن مباراتها الثانية وهي تعلم يقينا انها امام اسد جريح وفارس اصيب في كبرياءه من اللقاء الاول الذين فيه هو الافضل امام الاشقاء السعودية ولكنه فرط في الفوز وفرط في التأهل المبكر ..وعليه فان لقاء التعويض كان امام الفريق الاحمر اليماني ..ومن شاهد بداية المباراة ودقائقها الاولى يعتقد انها مياراة للعنابي للتعويض واستعادة الفرصة للحاق بالتأهل ..ولكن ومن محاسن القدر والظروف والانتباه والتركيز اليماني ان شبابنا ورجالنا الابطال فوتوا على لعنابي فرصة المباغتة والهجوم المباشر .. وعاد الاحمر اليماني الى وضعيته وهدوءه وامتلاكه الواعي للكرة واللعب بروية في مجريات امتصاص الاندفاع القطري واللعب على المرتدات وعلى المضمون الذي يتعامل مع امكانياتنا وقدراتنا الفنية والبدنية يسمح لنا في البحث عن لدغة نطيح بها المنافس ..وقد كان لنا مانريد في النصف الثاني من الشوط الاول بتلك الكرة المقشرة التي ارسلها المايسترو علاء الصاصي للمقطري ولكن الخبرة وحدها وحداثة التجربة هي التي ارسلت الكرة الى الجانب الايسر من المرمى القطري ..ولعل من اهم وابرز احداث المباراة ذلك الصمود الاسطوري للفريق الاحمر اليماني في مجريات واحداث ودقائق المباراة والتي ظهر فيها الدفاع اليمني او لا واخيرا ووسطا انه هو الفضل والاجدر واقدر عى مسك زمام المباراة وتسييرها كما يشاء ..واللعب باعصاب الفيق لعنابي الباحث عن هدف ولكنه لم يجده ولم يحصل عليه طوال اكثر من مئة دقيقة .. وكان الفريق اليمني يعي جيدا انه امام امتحان صعب وامام لقاء يمثل تقرير المصير وامام فريق لن يرضى بغير التعويض والفوز بديلا ولذلك ومن اجل ذلك فقد رسم استراتيجية اللقاء على الاحداث والرغبات التي يسعى اليها كل فريق ..وللامانة والتاريخ فان المرب اليمني استطاع ان يقرأ افكار العزيز بالماضي ويقدم امامه عرضا ومباراة تحرمه من السعي والبحث عن فردوسه المفقود من خلال الفوز وخطف منه نقطة ثمينة وتعادلا رسميا ..هو بالنسبة لنا اكبر فوز واغلى انتصار نحققه في دورات الخليج عامة ..ولكنه بالنسبة للفريق القطري تعادلا بطعم الخسارة والتفريط حتى بالتأهل الى الدور نصف النهائي . لعبت اليمن بتكتيك عالي المقام بالاحتفاظ بالهدوء وتحقيق الرغبة والطموح الذي نسعى اليه منذ الدورة ال16 وهو الفوز بنقطة جديدة في بطولات الخليج .. وكان التأمين الدفاعي هو الراجح ..مع الاقدام الهجومي من خلال المرتدات والكرات الخاطفة التي قد تسقر عن هدف من خلال التفكك والاندفاع الهجومي القطري في المباراة .. وكانت هذه هي لدغة الافعى ان احسن مهاجمونا استغلال الفرص والمنح التي حصلوا عليها ,,لكن الغرض والغاية والنقطة كانت هي الاهم وهي التي وضعناها في جيوبنا ..ليلة امس . ومن الصعوبة بمكان ان نحدد بطلا او حتى ابطالا للمباراة لان الجميع كان بطلا ولان الفريق مع الاحتياط كان في الموعد ..ولان الجمهور اليماني كان تللاعب الاول وليس الثاني عشر .. ويجب التأكيد ان الفريق الثطري خاف وخشى من الجمهور لهادر والاصوات التي شقت السماء والمدرجات والملعب لانهم لم يتوقفوا حتى لحظة واحدة. ماذا نقول عن شباب رسموا الفرح والسعادة في قلوب كل يمني ..وماذا نقول عن منتخب لخبط اوراق التنافس واعادها الى نقطة ما تحت الصفر ..وماذا نقول في رجال وشباب صنعوا من مآسيهم واحزانهم وويلات الاوضاع الاسوأ في بلدهم الى اهزوجة واغنية ونشيد يردده الابطال والابطال فقط . يا ايها الشباب النابض في الرياض والرابض في قلوبنا نهاركم سعيد وكفى
شاركنا بتعليقك شروط التعليقات - جميع التعليقات تخضع للتدقيق. - الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام - الرجاء معاملة الآخرين باحترام. - التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها الاسم البلد عنوان التعليق التعليق