يُذكٍّرني الاتحاد العام لكرة القدم دائما بمشاهد درامية طريفة من مسلسل "كيني ميني" للمخرج المبدع الدكتور فضل العلفي، وتحكي قصة بنشري فاشل تحول في غمضة عين إلى طبيب بشري. عندما يتحول ذلك البنشري إلى طبيب، يقوم بمعالجة كافة الأمراض وبمختلف أشكالها المستعصية بما فيها الحماقة التي أعيت من يداويها، مستخدماً في ذلك أدواته التي اعتاد عليها في تغيير إطارات السيارات وزيوت محركاتها. البنشري لا يكتفي بذلك وحسب، بل يتطور في عمله حتى يصبح "شيخ" يعالج المس وبروفسوراً يجري عمليات جراحية للمرضى بأدواته البنشرية. الأكثر طرافة أن مريدي هذا البنشري ومن يقفون بجانبه، مجموعة من السذج والحمقى والمستفيدين المطبلين لقدراته الخارقة ولإنجازاته الطبية العملاقة، ولكم أن تتخيلوا نتائج أعمال البنشري في علاج المرضى. في الواقع قد يتحول البنشري إلى لاعب كرة، وقد يتحدث عن الإعلام بشكل عام لكنه لا يستطيع الخوض في المهنية الإعلامية، فهو مفلس في هذا الجانب، وفاقد الشيء لا يعطيه، فتجده لا يعلم عن "المهنية" سوى مهنة الطبال!! بالأمس انتابتني نوبة من الضحك، وأعتقد أن الزملاء الصحفيين "المهنيين" حدثت لهم النوبة ذاتها، وأنا أقرأ تصريحاً لرئيس اتحاد القدم أحمد العيسي الذي أُطلق عليه صفة "شيخ" عقب ترأسه الاتحاد، يتحدث فيه عن المهنية الصحفية وكأنه أحد أساتذة الإعلام الذين تعلمنا على أيديهم أسس ومبادئ وعلوم مهنة الإعلام. عندما قرأت تصريح العيسي عن المهنية الصحفية تذكرت مقولة أحد أشهر نجوم الكرة اليمنية عبر العصور، هداف العرب السابق شرف محفوظ حين تساءل "ما الذي يعرفه العيسي عن كرة القدم حتى يتحدث عنها؟".. وبالتالي نجد أنفسنا أمام سؤال يضع نفسه "ما الذي يعرفه العيسي عن المهنية الصحفية حتى يصبح منظراً لها؟!!!". شخصياً لا أعتقد أن رئيس اتحاد القدم قال ذلك التصريح على لسانه، فثمة "مطبلين" يشبهون المحيطين حول البنشري إياه، اقترحوا عليه تلك العبارات البلهاء ووافق عليها. مشكلة رئيس الاتحاد تكمن في من حوله أكثر من شخصه باعتبارهم حفنة مستفيدين ومتمصلحين يرهبونه من الآخرين حتى يبقى كلعبة بأيديهم ليمتصوا "أخضره" ويستخدمونه لتحقيق مآربهم، وهذا لا يعني براءة العيسي الذي يزيده المتسلقون والمطبلون غطرسة، وكأن إبليس للطغيان رباه. كنا نتوقع أن يقدم رئيس الاتحاد اعتذاراً عن مرمطة سمعة اليمن في مختلف وسائل الإعلام الخارجية خلال خليجي21 والتي تسبب بها المنتخب بعد فشل الاتحاد في إعداده بالصورة المناسبة، لكنه فاجأنا بالتنظير عن المهنية الصحفية بدلاً عن العمل على تلافي أخطاء مهنته الأساسية في إعداد المنتخبات بصورة سليمة، لكن ربما أن العيسي يريد أن يصبح إعلامياً. حقاً أصبح الإعلام الرياضي مهنة من لا مهنة له.!!!