عاش فريق ميلان الإيطالي أياما حزينة على مدار الأيام الأخيرة ليس بسبب خروجه من الموسم خالي الوفاض وإنما بسبب رحيل ثلة من نجومه الكبار الذي مثلوا أعمدة للفريق وجزء من تاريخه العريق ولسنوات كان ميلان يفاخر جاره انتر بنجومه الكبار ويتطاول بعنقه أمام الأندية الأوربية الأخرى وهو يرى كباره يحصدون الألقاب ويحققون النجاحات وودعت جماهير الميلان نيستا مؤخرا نجوما مخضرمين نقشوا أسمائهم بحروف ذهبية وتركوا ورائهم إرثا كبيرا من الإنجازات المحلية والدولية ومنذ يوم الجمعة لم تتوقف جماهير الرينوسينروي عن ذرف الدموع وهم يرون نجومهم المحبوبين يحزمون أمتعتهم استعدادا للرحيل عن الفريق بعدرحلة طويلة امتدت لسنوات عديدة ولا يزال جمهور ميلان يتجرع مرارة الهزيمة في هذا الموسم حتى جاء إعلان اللاعبين عن رحليهم ليزيد من قتامة الأجواء داخل النادي وفي مدينة تورينو التي تحتفل باللقب الثمين الذي صار في حوزة يوفنتوس والذي مسح عنه وصمة العار التي تلطخ بها في فضيحة كالتشيو بولي سنة 2006 اتشحت مدنية ميلان بالسواد بعد أن أطلقت باخرة الوداع صافرتها ذات الصوت الحزين وكان يوم 11مايو 2011مليئا بالعواطف بعد أن أنهى النجم الإيطالي غينارو غاتوز 34 سنة رحلته الطويلة التي امتدت إلى 13 سنة مع ميلان من 1999إلى 2012 وبدا اللاعب الذي يعرف بطابعه العدوانية وميله إلى العنف مسالما وهو يتكلم بحزن شديد حول رحيله ليؤكد أن ساعة مغادرته قد أزفت وأنه لم يعد ةجد مكانا له في غرف تغيير الملابس واسترجعت الجماهير الإيطالية تألق غاتوزو مع زميله اندريا بيرلو خلال كأس العالم 2006 عندما توجت إيطاليا بطل العالم وللاعب عدة إنجازات تاريخية أهمها كأس إيطاليا 2003 وكأس السوبر الإيطالية 2004و2011 ودوري أبطال أوروبا 2003-2002 ومونديال الأندية 2007 بالإضافة إلى لقب كأس العالم 2006 و كأس العالم دون 21سنة 2000 وبعد الإعلان عن رحيله أكد غاتوزو أنه من الممكن أن يرجع إلى فريقه السابق رانجرز الذي لعب فيه موسما واحد 1997-1998لكنه حقق الكثير من النجاحات معه هذا وقد شدد على أنه لن ينضم إلى الجار اللدود انتر ميلان احتراما لذكرى فريقه ولمشجعيه كما انضم النجم الإيطالي المخضرم فيليبو إنزاغي بدوره إلى زميله غاتوزو لتزيد سحب الأحزان من قتامتها داخل أسوار نادي ميلان وحقق اللاعب الذي بلغ من العمر 38 سنة عدة إنجازات سيحفظها له تاريخ الساحرة المستديرة. وذاع صيت إنزاغي كلاعب له قدرة على زعزعة ثقة حراس المرمى وتسجيل الأهداف بكل سهولة فضلا عن قدرته العجيبة في ترويع الخصم وإخافته وبعد مسيرة امتدت إلى 14 سنة لأي من 1997إلى 2012 ودع اللاعب جماهير فريقه والدموع تملأ عينه مؤكدا أن جميع الألقاب التي حققها كانت من أجل الجماهير وتاريخ النادي مضيفا بأنه حان الوقت لكي يتسنى للاعبين الشبان أخذ فرصهم وتسجيل حضورهم مع الفريق مثلما فعل هو وزملائه عندما كانوا في سن يافعة واستبعد إنزاغي الرجوع مرة أخرى إلى ميلان كلاعب وإنما من المحتمل أن يرجع إلى الفريق من بوابة التدريب. ولم تجف دموع أنصار ميلان حتى فاجأ أليساندو نيستا الجميع بقرار انضمامه إلى قافلة المغادرين وأسدل نيستا الستار عن تجربة حافلة بالنجاحات امتدت من 2002إلى 2012 حيث كان مجرد لاعب مغمور بلازيو وفاز نيستا مع الرينوسينوري بلقب دوري الأبطال لموسم 2004و2011وكأس إيطاليا 2003 وكأس السوبر الإيطالية 2004 ودوري أبطال أوروبا 2003-2007 وكأس السوبر الأوروبية 2003-2007 وكأس العالم للأندية 2007 ويبدو أن احتدام المنافسة بين ميلان والسيدة العجوز وفشله في الاحتفاظ بلقب الموسم الماضي قد جعل اللاعب يلوح براية الاستسلام ويشعر بأن جذوة نشاطه بدأت تخبو تدريجيا حيث لم يشعر بأي عقد عندما صرح لوسائل الإعلام قائلا :" لقد صارت سرعة المنافسات في الدوري الإيطالي في تزايد مستمر وأظن أنه لم يعد بإمكاني مجارة هذا النسق الجنوني …" أما بالنسبة لحالة النجم الهولندي المخضرم فان بوميل فإنه تبدو مختلفة عن بقية زملائه فهو لم يعاصر الفريق الإيطالي العريق لمدة طويلة حيث لم تتجاوز مسيرته السنة والنصف لكن يبدو أنه أصبح يشعر بغربة وجودية وبفارق لعمري لكبير بينه وبين اللاعبين الشبان بعد قرار رحيل زملائه الكبار وودع النجم الهولندي ميلان بنفس منكسرة قائلا بأن وقت الرحيل قد حان وأنه متأثر للغاية على الرغم من قصر تجربته مع الفريق الإيطالي خلافا لزملائه غاتوزو و نيستا وإنزاغي وقد يحزم نيكلاس سيدروف متاعه استعداد للسفر إلى بلاد السامبا بعد أن أبدى نادي بوتافوغو اهتماما واضحا بالحصول على خدماته حسب ما أكده وكيل أعماله ويبلغ النجم الهولندي من العمر 36حيث أمضى 12 سنة بألوان الفريق الأحمر والأسود وسجل 61هدفا من 2002 إلى 2012 بالإضافة إلى عدة ألقاب كالدوري الإيطالي سنة2003-2004-2010-2011وكأس إيطاليا 2002-2003وكأس السوبر الإيطالية2004-2011ودوري أبطال أوروبا 2003-2007وكأس السوبر الأوروبية 2003-2007وكأس العالم 2007 وخارج ميلان تستعد بعض الأندية بدورها إلى توديع كبارها حيث سيشهد يوفنتوس بطل السكودتيو الموسم الحالي رحيل لاعبه ديل بييرو الذي لعب مع الفريق طيلة تسع سنوات حيث ستقيم له الجماهير حفل وداع اعتراف له بإنجاواته الأسطورية مع السيدة العجوز وبعيدا عن إيطاليا وبالتحديد في أنجلترا ينتظر فريق تشلسي بدوره رحيل مهاجمه الإيفواري ديديي دروغبا الذي لم يحسم أمره بعد مع فريقه وعلى الرغم من إنجازاته الكبيرة مع فريقه هذا الموسم إلا أن إدارة البلوز بدت جاحدة لجميل دروغبا حيث لم تلقي بالا إلى طلبه في تجديد عقده لسنتين مكتفية بالتجديد لسنة واحدة ولدروغبا عدة خيارات خاصة من الأندية الصينية الثرية التي ما انفكت تغريه بالمال من أجل خطب وده وحيث نجد نادي شانغاي شونوا الذي عرض عليه مبلغا بقيمة 20مليون يورو لكن مشجعي البلوز لم يستوعبوا بعد فكرة رحيل دروغبا الذي اثبت أنه لا يزال قادر على زعزعة الخصوم وسحق شباكهم بأهدافه القاتلة وفي الوقت الذي تتخلى الأندية عن نجومها الكبار بدعوى الخوف في أن تتحول إلى مأوى للعجز نجد أندية أخرى معتزة بعجزتها و لا تدع الفرصة دون أن تكرمهم وتشيد بهم ولعل مانشنسر يونايتد يعتبر أكثر مثال حي في ولائه ووفائه للاعبيه الكبار ففريغسون لا يفوت الفرصة دون أن يشيد بالنجم الويزلي راين غيغز الذي شارف على سن الأربعين وشارك في أكثر من 900 مباراة مع فريقه الذي انضم إليه سنة1990وسجل معه 162 هدفا خلال مسيرته كما حقق مع الشياطين الحمر 12 لقب بريمرليغ دون أن ننسى بول سكولز العائد من الاعتزال والذي لبى نداء مدربه فيرغسون عندما استنجد فيه في منتصف الموسم الحالي لإنقاذ الفريق وإرجاعه للمسار الصحيح بالإضافة إلى ذلك كرم النجم الإيطالي جيان لويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس بمنحه وظيفة رئيس لرابطة اللاعبين المحترفين بإيطاليا وسط إشادة مدربه أنطونيو كونتي ولعل دفاعه المستميت عنه بعد الخطء القاتل الذي ارتكبه في مباراة ليتشي خير دليل على تمسك كونتي به على الرغم من تقدمه في السن والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان بعد أن تخلصت بعض الفرق الأوربية من عجائزها الذين جلبوا لها الألقاب والانتصارت هل ستنجح في العثور على بدلاء يستطيعون الحفاظ على الإرث الكبير الذي ترك لهم؟