حتى خلال الأزمة لم تصل الكرة اليمنية إلى هذا المستوى أيهما أقوى.. الانتماء المناطقي أم الوطني؟ أي قرار بإقالة الاتحاد خطأ وهذا الحل… الاتحاد فاشل بدليل نجاح خليجي20 وفشل المنتخب حكومة غير عابئة ونواب للسفريات اليمن اليوم … سامي العمري أثار التراجع الكبير لمستوى كرة القدم اليمنية حتى باتت في أسوأ وضع في تاريخها، استياء واسعاً في الشارع اليمني بعد أن أصبحت اليمن تحتل أسوأ مركز لها على الإطلاق وفق تصنيف الاتحاد الدولي "فيفا" الخميس المنصرم الذي وضع اليمن في المركز 165عالمياً، فضلا عن المشاركة الأسوأ في تاريخ منتخبنا الوطني بدورات كأس الخليج عندما خرج منتخبنا من خليجي21 التي اختتمت أمس في البحرين دون أن يسجل حتى هدف واحد وبتحطيمه رقماً قياسياً في عدد الخسائر المتتالية لتبلغ 13 خسارة حتى الآن، فضلاً عن 18 خسارة في دورات الخليج. وعلى إثر ذلك تعالت الأصوات المناشدة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالتدخل لإقالة الاتحاد العام لكرة القدم الحالي حفاظاً على ما تبقى من سمعة الكرة اليمنية التي يربو عمرها عن 107 أعوام، خصوصا بعد أن أضحت اليمن محل استهزاء وسخرية في وسائل الإعلام الخليجية والعربية. حكومة غافلة ونواب للسفريات مناشدة الرياضيين والجماهير لرئيس الجمهورية تأتي بعد ما لمسه الشارع من أن الحكومة غير عابئة بالرياضة اليمنية ولا تهمها سمعتها فضلاً عن غياب الدور الرقابي لمجلس النواب خصوصاً وأن اتحاد القدم استبق فشله بما وصفه الزميل أحمد الظامري ب"رشوة النواب"، فاصطحاب 20 من أعضاء المجلس إلى البحرين ومنحهم بدلات سفر مغرية ما يفسر صمت البرلمان عن هذا الفشل الذريع. مطالبة الجماهير بتدخل رئيس الجمهورية منبعها الحرص على سمعة الكرة اليمنية وبما يضمن عدم إيقافها دولياً كون إصدار قرار بإقالة الاتحاد الحالي من أي جهة كانت حتى من رئيس الجمهورية، سيعود بعواقب وخيمة على الكرة اليمنية لأن الاتحاد الدولي "فيفا" حينها سيتخذ قراراً بإيقاف مشاركات المنتخبات والأندية اليمنية في مختلف المسابقات القارية والدولية وفقاً للوائحه، وهي ما استقوى ويستقوي بها الاتحاد الحالي بقيادة "الشيخ" أحمد العيسي الذي يعتبر نفسه فوق أي إطار محلي مهما علا حجمه وإن كان رئيس الجمهورية نفسه. الحل الأنسب غير أن حلاً وضعه عدد من المختصين وخبراء الرياضة والقوانين يكمن في طلب رئيس الجمهورية من قيادة اتحاد الكرة تقديم استقالتها ما قد يجبر خواطر الجماهير اليمنية ويضفي شعبية أكبر للرئيس هادي، ويأتي بقيادة جديدة تستطيع إحداث تطور في الكرة اليمنية. بين المناطقي والوطني ورغم استبعاد البعض بأن يقوم رئيس الجمهورية بمثل هذا الإجراء بسبب الانتماء المناطقي حيث ينحدر الرئيس ورئيس الاتحاد من المحافظة ذاتها (أبين)، فضلاً عن الدور المؤثر لأصدقاء الأخير حول الرئيس وهي نقطة يستقوي بها العيسي، إلا أن أغلبية المتابعين استبعدوا تعامل رئيس الجمهورية بالمناطقية الضيقة وهو ما ستثبته الأيام القادمة خصوصاً بعد أن ضاق الشارع ذرعاً بسوء إدارة الاتحاد لشؤون الكرة اليمنية وعجزه عن إحداث أي تطور فيها رغم الإمكانيات الضخمة التي توفرت له مقارنة بالاتحادات السابقة، وعدم قدرته على التوظيف السليم للأموال الطائلة التي تصله هبات من الاتحادين الآسيوي والدولي وخزينة الدولة، وفشله في التسويق والتنظيم لبطولاته المحلية والمنتخبات الوطنية. تدليس لمبررات الفشل مبررات كثيرة يسوقها الاتحاد الحالي لتبرير فشله المتوالي، لعل أبرزها تحججه بضعف الإمكانيات، جاعلاً مقارنة إمكانيات اليمن بدول الخليج والأوضاع التي مرت بها اليمن خلال الفترة الماضية شماعة لفشله. نتائج أفضل بإمكانيات أقل إلا أنه وبنظرة فاحصة سنجد أن هذين المبررين مجرد تدليس.. ففي ما يتعلق بمشكلة شحة الإمكانيات، سنلحظ أن منتخبنا في فترات سابقة حقق نتائج وقدم مستويات أفضل بكثير من الأعوام القليلة الماضية وبإمكانيات أقل بكثير من الممنوحة للمنتخب مؤخراً. ويمكن القول إنه حتى لو توفرت كافة الإمكانيات المطلوبة لاتحاد القدم الحالي، فإنه لن يستطيع أن يقدم شيئاً، ولعل أوضح دليل هو الإمكانيات الضخمة التي لم توفر لأي منتخب يمني في التاريخ وتم توفيرها لمنتخبنا في بطولة خليجي20 في عدنوأبين والتي نجحت في كل شيء إلا في أداء المنتخب ما يعكس فشل هذا الاتحاد باعتبار المنتخب كانت مهمته الأولى، لذا فإن المشكلة ليست مجرد إمكانيات وحسب، بل تكمن بشكل رئيس في عجز الاتحاد وضع خطة أو استراتيجية تنهض باللعبة واعتماده على الحاكم الأوحد "العيسي" بديلاً للعمل المؤسسي ما يفسر سير الاتحاد بعشوائية واضحة وبأسلوب المشيخة. دحض شماعة الأوضاع أما في ما يتعلق بمبرر الأوضاع التي مرت بها اليمن خلال الفترة الماضية وانعكاسها على اللعبة، فهذا مبرر أوهى من خيط العنكبوت، ذلك لأن كرة القدم اليمنية لم تصل أبداً إلى ما وصلت إليه اليوم من ترد حتى خلال الأزمة التي كادت تعصف باليمن، كما أن سوريا ورغم ما تعيشه من حرب شعواء حالياً، استطاع منتخبها مؤخراً إحراز بطولة غرب آسيا لكرة القدم متفوقا على منتخبات 11دولة منها منتخبات قوية. حاقد يبحث عن سفرية رغم طرحي الموضوعي –في اعتقادي- لما سبق، لكني أعلم تماماً أن "العيسي" سيصف كاتب هذه السطور بالحاقد والباحث عن سفرية، فهذه النعوت باتت أسطوانة مشروخة يلقيها على من ينتقد أداء الاتحاد الذي أوصل الكرة اليمنية إلى أسوأ أوضاعها، غير أن أي يمني غيور على وطنه لا تغريه سفرية، ولا يوقفه أحد عن قول الحقيقة .. ومشكلة العيسي تكمن للأسف في أن المستفيدين من حوله وضعوه في زاوية ضيقة لا يرى الأمور إلا من خلالهم ما يفسر تعامله مع الأمور بتعنت وتحدٍّ وغطرسة، متناسياً أن اليمن أكبر من العيسي ومن غيره.