ليس دفاعا عن أحد ولا هجوما على أحد، بل هي حقيقة يثمنها ويقدرها ويعرف معناها كل بصير: الكرة الآسيوية بالقارة الصفراء ستعود عقودا للوراء فيما لو سمحت أسرة الكرة الآسيوية المتمثلة في ال47 اتحادا أهليا لأي جهة - الفيفا، المجلس الأولمبي الآسيوي أو أي مؤسسات أخرى - في التدخل في شؤون الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ومع اقتراب إقامة كونجرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الثاني من مايو المقبل بمقر الاتحاد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وهو الكونجرس الذي سيختار رئيسا للاتحاد وكذلك عضو المكتب التنفيذي للفيفا عن غرب آسيا، وكذلك نائبة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وعضوتي المكتب التنفيذي - نساء أيضا - في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تبقى الكرة الآسيوية رهينة صراع واضح للقوى بين المتنافسين الذين اتضح بجلاء اعتماد بعضهم على مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة».. لم يتبق إلا عدة أيام على موعد الانتخابات فيما الغموض يلف تحركات جميع المرشحين، ورغم ذلك فإن «استاد الدوحة» ستلقي في هذا التقرير الضوء على مختلف المشاهد القادمة والأخيرة والتي سيكون لها الكلمة الفصل في الانتخابات المرتقبة.. المرشحون العرب الثلاثة كما هو معلوم، فشل اجتماع «عمان» الذي دعا إليه الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ونائب رئيس الفيفا عن غرب آسيا، ولم يحضر الشيخ سلمان وحضر الثنائي السركال والمدلج، وفشل الاجتماع الذي كان يهدف للتوافق على مرشح عربي واحد من بين المرشحين العرب الثلاثة على مقعد الرئيس. وبعد ذلك انبرى المرشحون الثلاثة إلى الإعلان عن برنامجهم الانتخابي ما بين محافظ على آسيا وآسيا المتحدة وآسيا الموحدة، فيما واصل المرشح التايلندي الذي يحظى علانية بدعم دول الآسيان التي تضم 11 اتحادا آسيويا. الجديد في الأمر هو إعلان المجلس الأولمبي الآسيوي، وهو جهة رياضية ليس لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على لسان رئيسه الشيخ أحمد الفهد، موقفا مؤيدا لأحد المرشحين وهو الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، بعد عدة أيام من شكوى علنية ليوسف السركال من تدخلات وضغوط المجلس الأولمبي الآسيوي على الاتحادات الآسيوية للتصويت لصالح المرشح البحريني. حقيقة الطرف الثالث لم يعد الطرف الثالث، كما أطلق عليه خوزيه مارتينيز رئيس الاتحاد الفلبيني لكرة القدم، في الانتخابات الرئاسية للكرة الآسيوية مبنيا للمجهول، فالطرف الثالث بات مبنيا للكل ومعلوم، بل هو كان موجودا وحاضرا في انتخابات 2009 وكشف عن نفسه أيضا وبوضوح في انتخابات 2013 وهو ما أشار إليه يوسف السركال أحد المرشحين الأربعة لمقعد الرئاسة عندما كشف عن ضغوط يمارسها المجلس الأولمبي الآسيوي على الاتحادات الآسيوية للتصويت لصالح المرشح البحريني.. وللتذكير فإن حقبة بن همام كانت تعتمد على ركائز أساسية أهمها العمل على ضمان استقلال الاتحاد الآسيوي وعدم السماح لأي جهة مهما كان في التدخل في شؤونه وقد نجحت الكرة الآسيوية في تحقيق ذلك بشكل واضح رغم كل المحاولات التي شهدتها انتخابات 2009. ومع اتهامات السركال كشف الطرف الثالث عن نفسه بنفسه وقال بيان صادر من الشيخ أحمد الفهد، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي إن الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لديه الصفات القيادية اللازمة والرؤية لقيادة الاتحاد الاسيوي الى النمو والازدهار. وقال الفهد في بيان للاتحاد الكويتي: لقد دعمت الشيخ سلمان كمرشح لتمثيل آسيا ليس فقط في الفيفا، بل في رئاسة الاتحاد الاسيوي ايضا، هكذا كانت الحال في عام 2009 عندما كنت رئيسا للاتحاد الكويتي والامر لم يتغير منذ ذلك الحين. وتابع: نيابة عن اسرة كرة القدم الكويتية، فاننا نقف موحدين خلف ترشيح الشيخ سلمان الذي نعتقد بأن لديه الصفات القيادية اللازمة والرؤية لقيادة الاتحاد الاسيوي الى مستقبل من النمو والازدهار. - انتهى البيان. رد السركال السركال صرح لوكالات الأنباء مطلع هذا الأسبوع أن المجلس الأولمبي الآسيوي يحاول التدخل في التصويت قائلا إن من حق الجميع مساندة من يرونه مناسبا من المرشحين لكن عندما يتم الأمر بشكل رسمي يصبح تدخلا مباشرا. وقال تقرير وكالة رويترز إن المجلس الأولمبي الآسيوي عقد في مارس الماضي اجتماعا في كمبوديا وكولومبو كي يناقش الاعضاء سبل انفاق 29.08 مليون دولار خصصتها اللجنة الاولمبية الدولية من صندوق التضامن الاولمبي للمجلس على مدار السنوات الاربعة المقبلة. وتابع التقرير: من المعتقد ان نفوذ المجلس الاولمبي الاسيوي كان وراء رفض الصيني تشانج جيلونج القائم بأعمال رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم خوض الانتخابات فيما نقلت صحيفة تايتان سبورتس الصينية عن تشانج (61 عاما) قوله: هذا قرار لم يكن بوسعي اتخاذه. وقال التقرير إن تشانج والاتحاد الصيني لكرة القدم رفضا الرد على اسئلة بشأن عدم خوضه الانتخابات في تلميح واضح إلى تعرض الصيني لضغوط كي لا يخوض الانتخابات. شراء الأصوات والكشف الخطير موقع «انسايد ويرلد فوتبول» حسم في تقرير خطير لايزال الكثيرون يتحدثون عنه وهو محاولات المجلس الأولمبي الآسيوي التدخل في الانتخابات الآسيوية، وقال التقرير إن المجلس الأولمبي الآسيوي عرض أموالا على الاتحادات الآسيوية للتصويت لصالح الشيخ سلمان بن إبراهيم في انتخابات المكتب التنفيذي للفيفا في 2009 وهو ما اعتبر أن الشيخ سلمان نفسه يقدم أموالا من أجل شراء الأصوات. وكان الشيخ سلمان قد خسر تلك الانتخابات بفارق صوتين عن بن همام. لكن الشيخ سلمان نفى ما جاء في التقرير العالمي وهو ما دفع ذات الموقع لإعادة النشر من جديد وأرفقه بمقطع فيديو – طالعته استاد الدوحة – ظهر فيه دالي طاهر رئيس العلاقات الدولية بالاتحاد الإندونيسي لكرة القدم آنذاك وهو يقول بأن رئيس اللجنة الأولمبية الإندونيسية طلب منه أن يعطي صوته للشيخ سلمان بن إبراهيم في انتخابات 2009 وتم ذلك بطلب من المجلس الأولمبي الآسيوي، وعندما سأله المراسل التلفزيوني عن المقابل قال إنه لم يتم ذكر ذلك صراحة. أما خوزيه مارتينيز رئيس الاتحاد الفلبيني لكرة القدم فقد كان أكثر وضوحا وقال إن «الطرف الثالث» طلب التصويت للشيخ سلمان في مقابل تمويل مشاريع من أجل الاتحاد الفلبيني لكرة القدم.. وقال مارتينيز: هذه المشاريع للاتحاد الفلبيني وليست لي شخصيا، كان العرض من الطرف الثالث لدعم الاتحاد الفلبيني وقد رفضت ذلك.. وقال مارتينيز ردا على استفهام: نعم عرض علينا 500 ألف دولار استرالي للتصويت للشيخ سلمان، لكنني لست على علم عما إذا كان الشيخ سلمان يعلم ذلك. وجاء كشف هذا الفيديو فقط الأسبوع الماضي وهو ما يعقد من مشهد المنافسة على مقعد الرئاسة في آسيا مع اقتراب موعد الثاني من مايو المقبل خاصة أن المرشحين رفعوا شعارات «التطهير» وفي مقدمتهم الشيخ سلمان بن إبراهيم نفسه الذي لم ير في حوار مطول مع موقع هندي شهير أي شيء إيجابي في الكرة الآسيوية. كيف يرى الشيخ سلمان الكرة الآسيوية؟ في حوار مطول أجراه موقع هندي شهير (سبورت كيدا) كشف الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة عن رأيه في الكرة الآسيوية حيث قال: الكرة في القارة الآسيوية وصلت إلى مفترق طرق، الكثير من الدول الآسيوية تعتقد أنه حان وقت التغيير.. السنوات القليلة الماضية كانت مدمرة للعبة.. علاقتنا مع الفيفا عانت، والنظرة للكرة الآسيوية تعرضت لانتكاسة وسمعة الكرة الآسيوية أصبحت في الحضيض.. كل ذلك يجب أن يتغير وإذا انتخبت سوف أخدم كل ربوع آسيا!. لغط كبير يشوب العملية الانتخابية الآسيوية لغط كبير ينذر بعواقب وخيمة على الكرة الآسيوية في أمور مهمة ما بين استقالات المرشحين وعدم استقالاتهم، وحضور الشيخ علي بن خليفة نائب رئيس الاتحاد البحريني وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي وهو العضو المستقيل من المكتب التنفيذي، والذي حضر فيما بعد اجتماعا للمكتب التنفيذي يوم 11 مارس الماضي بشكل مفاجئ وهو أمر غير قانوني حيث إنه مستقيل. ويمكن القول بأن الانتخابات الآسيوية ستقام في الثاني من مايو المقبل وسط غموض قانوني كبير، حيث وبحسب النظام الأساسي للاتحاد الآسيوي لا يجوز أن يكون بالمكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي عضوان من بلد واحد. ويأتي هذا الغموض من حقيقة ترشح الثلاثي العربي على الرئاسة وهم: الشيخ سلمان بن إبراهيم، حيث إن نائبه ومواطنه علي بن خليفة عضو بالمكتب التفنيذي للاتحاد الآسيوي، ويوسف السركال وهو نائب رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، وحافظ المدلج وهو عضو بالمكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي. ولم يلتزم أي من المرشحين بمسألة الاستقالة، فيما الوضع ايضا غير واضح حول موقفهم إن نجحوا أو إن لم ينجحوا في الانتخابات وكذلك الأمور غير واضحة فيما يتعلق باستكمال الفترة المتبقية من ولاية المجلس الحالي حتى 2015 وإن كان ذلك هو الاحتمال الأرجح. حرب الإشاعات في الطريق إلى الثاني من مايو المقبل، تعرض حسن الذوادي المرشح القطري على مقعد عضوية المكتب التنفيذي للفيفا عن غرب آسيا لإشاعات غير معروفة المصدر تقول بأن ترشحه غير قانوني وما إلى ذلك، وهو أمر مردود عليه ببساطة شديدة في بيان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي نشر على الموقع الرسمي للاتحاد بقبول أوراق ترشح الذوادي للمنافسة على المنصب في مواجهة الشيخ سلمان بن إبراهيم. ولم يكن ذلك إلا في إطار حرب الشائعات في وقت تابعت فيه «استاد الدوحة» قاسما من تحركات الذوادي الذي طرح للاتحاد الآسيوي مجمل فلسفته وفكره نحو الكرة الآسيوية وهو الفكر الذي يرتكز على أربعة محاور: التجارية، الفنية، الاجتماعية والإدارية.. وهي محاور لاشك يجتمع عليها كل الاتحادات الآسيوية إلى جانب برامج التعليم التي تعد أيضا محورا بارزا من خططه وفكره للكرة الآسيوية. خلاصة هامة لاشك أن تقرير «إنسايد ويرلد فوتبول» سيلقي بظلاله على العملية الانتخابية وإن لم يكن هناك أدلة دامغة على تقديم رشى للاتحادات الآسيوية أو علم الشيخ سلمان بن إبراهيم بهذا الأمر، فإن هذا التقرير أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك ضغوطا وتدخلات من المجلس الأولمبي الآسيوي في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو ما يجعل هذا الاتحاد بشكل رسمي وفعلي أداة للصراع على السلطة، وهذا كله ما يدفعنا للتساؤل: الكرة الآسيوية إلى أين؟. أسماء المرشحين - رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (2013 إلى 2015) 1- داتو ووراوي ماكودي (تايلند) 2- الدكتور حافظ إبراهيم المدلج (السعودية) 3- الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة (البحرين) 4- يوسف السركال (الإمارات) - عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (2013 إلى 2017) 1- حسن الذوادي (قطر) 2- الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة (البحرين) - نائبة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (2013 إلى 2015) مويا دود (أستراليا) - عضوتا المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (2013 إلى 2015) 1- هان اون-غيونغ (كوريا الشمالية) 2- مويا دود (أستراليا) 3- سوزان شلبي مولانو (فلسطين)
