للأخ عبدالوهاب الزرقة، مدير المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، قوة طباع لا يمكن الوصول إلى فك طلاسمها دون النظر في دلالات.. إن سره باتع تجاه التاريخ الذي يراه يبدأ – دائما – من خرم الوحدة اليمنية!!. وأمر أن يختزل (الزرقة) تاريخنا الكروي في عقدين دون الأخذ بحكمة "من فات قديمه تاه"، فالموضوع يحتاج دون شك إلى لفت نظر "الزرقة"، لأن التورط في مقابلات تلفزيونية بعيدا عن المذاكرة، ومن ثم الاعتماد على ذاكرته الضعيفة فيه استهبال له أولا وللمشاهدين العرب الذين يرون في "الزرقة" شاهد من أهلها!!. أدري أن "الزرقة" عماها بحجة تكحيلها.. ثم حشر نفسه بين "بصلة" اجتهاداته و"قشرة" ثقافته.. وهو الإداري الذي امتطى صهوة جواد "الإدارة" على حين غفلة من حارس البن.. ففي الوقت الذي كان فيه منتخب "اليمن الجنوبي" يصول ويجول ويسجل حضوره اللافت في نهائيات أمم آسيا بإيران عام 1976م.. كان أخونا "عبدالوهاب" مجرد جنين نطفة لم يرَ الحياة الكروية بعد!!!. وعندما يقع "الزرقة" في مصيدة البرنامج التلفزيوني الكويتي "جماهير اكسترا" ويوزع على المشاهدين معلوماته "المغلوطة" التي تستند إلى تاريخه القصير مع الكرة اليمنية.. فإن "الزرقة" وقع في غلطة الشاطر.. فساهم بدون "وعي" ولا تراكم معلوماتي في تضليل المشاهدين المخدوعين – أصلا – في فهم هوية كرتنا التاريخية!. "عبده" لا يعلم ولا يدري أن منتخب "الشطر الجنوبي" كان له قصب السبق في اللعب بنهائيات أمم آسيا بإيران قبل 36 عاما.. فكان من أمر "أبو العريف" أنه أفسد التاريخ وزوره، وضلل به مشاهدين كانوا في أمس الحاجة إلى سرد الأرقام التاريخية التي لا تكذب ولا تتجمل!!. سؤال ملغوم لمتصل من دولة الكويت.. كم مرة شاركت اليمن في نهائيات كأس أمم آسيا؟ طبعا وسط الاختيارات أراد "الزرقة" أن يستعرض ثقافته وحضوره المعلوماتي، فكان أن أرشده إلى الإجابة الخاطئة.. وطبعا مقدم البرنامج اعتمد إجابة "عبده فشفشي" باعتباره من أهل مكة، وأدرى بشعابها.. فانطلت الإجابة الخاطئة على المتصل الغلبان والمذيع اللميع!!. عام 2002م عندما تأهل منتخب الناشئين إلى نهائيات كأس آسيا لأول مرة في عهد الوحدة اليمنية.. وجدنا أن هناك من يزور التاريخ.. ويسرقه ويبل وثائق التاريخ ويشرب ماءها.. وقلنا بصوت قوي: يا جماعة.. عيب اختشوا لا تسرقوا التاريخ.. لأن منتخب ناشئي "اليمن الجنوبي" سجل تأهله للمرة الأولى في الشهر العقاري عام 1984م بدولة قطر.. ويا ليتهم اعتذروا للجماهير التي شاهدت منتخب جمال ناشر وشرف محفوظ ومحمد حسن يتألقون ويرسمون لوحة "جاكوندا" ليس فيها غموض ابتسامة "الموناليزا"!!. واليوم يكرر "عبدالوهاب الزرقة" الخطأ ذاته ويزور التاريخ بحسب ثقافته التي استلهمها من سنوات بسيطة لا تساوي شيئا أمام الماضي المشرق لكرة القدم في "الجنوب".. إذا كان "الزرقة" قد وقع ضحية للمغالطات فإن العتب ليس على المذيع الكويتي الذي لم يناقش "صاحبنا" في معلومته الخاطئة على أساس أن "الزرقة" صاحب الدار وعارف أسراره وأرقامه وعناوينه.. لكن الإشكالية إننا نمارس "العبط" على المشاهدين، فحتى النقطة المضيئة في تاريخ كرتنا حاول "الزرقة" بدون قصد إطفائها.. فمارس بحكم غياب "وقاره" التعتيم على مشوار جيل تألق في إيران ومازال معظم أفراده أحياء بيننا يرزقون.. وإذا كان "الزرقة" يراهن بأن له ذاكرة ليست "تايوانية" فما عليه سوى الاتصال بأبطال الملحمة من جميل سيف إلى أبي بكر الماس وعادل إسماعيل!!. وحتى لا يتمادى بعض "المزورين" في طغيانهم وسرقة التاريخ، وطمس هويته أمام جيل تغيب عنه الحقائق بفعل فاعل.. فإن على الزرقة إثبات حسن النوايا والاعتراف بأنه مثله مثل جيل اليوم الذين انخدعوا وكانوا ضحية لتعتيم تاريخي راقد في كتب أرشفة أمم آسيا.. وثانيا على "عبدالوهاب" الاعتذار العلني الصريح للجيل الذهبي الذي سطر ملحمته في إيران.. وقدم أوراق اعتماد "الكرة اليمنية" في مشهد أخذ طابع بيضة الديك.. في وقت كان "الزرقة" في غياهب المجهول.. وثالثا على "الزرقة" أن يفرمل سرعته تجاه مقابلات تلفزيونية.. وألا يتقمص فيها دور "شاهد ما شافش حاجة"، فهناك لقاءات تلفزيونية لا تحتاج إلى "الثرثرة" و"الوسامة" بقدر ما تحتاج إلى دقة في المعلومات حتى تتجنب اللوم والعتب من جيل بخستهم حقهم، وطمست تاريخهم أمام العربان من المحيط الفاتر إلى الخليج الهادر.. عليك أن تبادر بالاعتذار العلني الصريح.. ما لم فإن الحرب الإعلامية ستستمر طالما وقد اعددت لك ما ستطعت من حجج وبراهين لا من قوة ورباط خيل.. جيل 1976م في انتظار اعتذارك كتابيا.. حتى لا يتجرأ آخرون ويتمادون في التضليل والتعتيم وسرقة التاريخ!!.