فسر الزميل المتألق صاحب القلم الرائع "محمد علي العولقي" حكاية العبث ومساعي البعض إلى التفرد بما لا يمتلكوه.. حين أشار إلى ثقافة الأخ عبدالوهاب الزرقة مدير منتخبنا الوطني التي كانت في الموعد الخاطئ، وهي على الفضاء، حين تورط في التعاطي مع جزئية في تاريخ كرة القدم اليمنية، وهو الفاقد لأرقامها. العولقي الذي يمتلك خاصية سرد الأمور بحنكة قد أوصل الرسالة بشفافية، وكشف ما اقترفه الزرقة بخطئه الساذج الذي كان بإمكانه تلافيه باعتبار أنه يدرك ما لديه، وكان الأجدر به الابتعاد، لأنه لا يعرف القليل من شأن كرة القدم في جنوب الوطن قبل الوحدة. وأشار بصدق ووفقا للتاريخ بأن هناك جيلا بأكمله ينتظر اعتذار مكتوب وعلني من الزرقة لجيل متميز في كرة القدم اليمنية كان في العام 1976م يسطر الكثير من فنون كرة القدم في ملاعب إيران.. التي كانت قد استضافت نهائيات أمم آسيا، وكان المنتخب اليمني "الجنوبي" في ذلك الموعد يقدم أداءً طيبا على عكس منتخبات هذا الزمن. وحتى لا نعود إلى شرح تفاصيل خطأ الزرقة "وثقافته الهزيلة"، والتي كان العولقي قد أسقط أقنعتها وكشف عيوبها.. فإننا هنا فقط نقارن بين ما طرحه الإعلامي القطري سعد الرميحي في قناة "أبو ظبي" الرياضة، وما صنعه الزرقة من خياله في الكويتية الرياضية.. حين تناول الطرفين حقيقة الأمور وتفاصيل وجزئيات تاريخها، والتي تأكد فيها أن كرة القدم اليمنية لا تعتمد الكفاءات في واقعها في إطار سياسة التخبط الأعمى لاتحاد العيسي ومن معه في السنوات الماضية، والتي تم فيها تهميش الكثير من النجوم القادرين على خدمة مواقع كالتي يتواجد فيها الزرقة، الذي يثار حوله الكثير من الجدل في المدة الماضية والتي اتهم فيها بمحاربة بعض النجوم، بل وإبعادهم من المنتخب في إطار علاقة تربطه بشيخ القدم. الرميحي حين وجد نفسه في مطالب بالإجابة عن سؤال يمر عبر تاريخ كرة القدم اليمنية، كان في وضعية مميزة ليقدم تفاصيل لامست تاريخنا من كل الجوانب، ووضعت الحاضرون في استوديوا برنامج " أهل الخليج" على مقربة مما لدينا في تاريخنا، حيث قال: "إن كرة القدم وخاصة في الجنوب، كانت حالة خاصة تلفت الأنظار إليها بما لديها من مواهب وقدرات ذات علاقة حقيقية مع كرة القدم". وأكد أن ذلك كان سببًا لمطالبته الدائمة في مشاركة اليمن في البطولة الخليجية منذ سنوات عطفا على ما كان يشاهده من مقومات المنتخب اليمني "الجنوبي" في تلك المدة.. وهو على عكس ما سقط فيه الزرقة، حين أساء لتاريخ طويل وحاول طمس الحقائق، من بوابة جهل بتاريخ رياضي، كان عليه أن يتوازن قبل أن يتحدث فيه، وأن يمتلك جزئية الحذر الشديد، لأنه يخص نجوم مازالت تعيش وتعتز بما أنجزته في محطة هي الوحيدة حتى اليوم في تاريخ كرة القدم اليمنية. ولأن فضيحة الزرقة التي عليه أن يعتذر عنها، قد كانت مسيئة في حق الرياضة اليمنية وكرة القدم، ومن كان حاضرا في المدة التي نسفها رغم أنها زاهية، بسوء التصرف، وسعيه إلى أن يكون "الفشفشي" فإن هناك رسالة تحملها هذه السطور لمن هم على شاكلة الزرقة في الالتزام والحذر والانتباه لما يخص الآخرين.. خصوصا أننا على موعد مع بطولة كبرى نحن جزء فيها، وقد تتعدد مثل تلك الوقفات الفضائية من أطراف الشأن الرياضي.. حتى لا تتكرر مهزلة الزرقة.. فإما أن يكون الحديث معتمدا على معلومات صحيحة، وإما أن يكون السكوت هو الأفضل.. لأن الحديث سيكون مصيبة أخرى تضاف إلى مصائب أخرى, مثل أدوراها آخرون لا يختلفون عن الزرقة.. ويبقى التاريخ ملكا لا أصحابه.. وسننتظر (اعتذار) الزرقة قبل أن نعود للحديث مرة أخرى.