حين يكون هناك عن حديث للزمن الجميل في كرة القدم اليمنية، وخصوصا في عدن حاضنة الرياضة ومهدها في تاريخ الرياضة اليمنية، يكون هناك خط إجباري لا يغيب أسماء لافتة صنعت تاريخا كرويا باهرا ولامعا ومميزا على بساط كرة القدم اليمنية ومحطاتها في الداخل والخارج.. أسماء تركت بصماتها في سنوات طويلة دون أن تنال أقل ما يمكن كرد وجزاء من قيادات الرياضة ومواقع صناعة القرار فيها. تلك النجوم التي يتذكر عطاءها الجميع حين تلقاها في المناسبات الرياضية التي يصرون على التواجد فيها انطلاقا من حب كبير ومدلول خاص ترسخ في القلوب والمشاعر من خلال علاقة طويلة على مر عشرات من السنوات ارتبطوا بها وارتبطت بهم من الباب الواسع الذي كان الولاء والانتماء صبغته الأبرز، إنما تشعر بالأسى لعدم نيلهم أقل ما يستحقوه.. وفي باقي سطور هذه العجالة سأشير إلى نجم خاص من بين نجوم كثر غاب عنهم التكريم لما أنجزوه بألوان أنديتهم ومنتخبات الوطن.. إنه الكابتن صلاح سيف الدين نفاثة التلال والمنتخبات في سنوات ماضية، فهذا النجم الذي يصنف بين النجوم الكبار من خلال عطائه الخاص وجودت تواجده في التعامل مع كرة القدم، كان خطا واضحا في سطور مرحلة رائعة من التألق لنادية التلال مع كوكبة مميزة من النجوم حفرت أسماءها في قلوب العشاق حين كان لكرة القدم والفانيلة الحمراء عشاق كثيرون لا يقبلون إلا بمن يمتلك الموهبة ليرتدي فانيلة فريقهم التلال، تلك الإبداعات التي كان يرسمها - بلا شك - وضعته في مسار المنتخبات الوطنية ليقدم الكثير لألوان الوطن التي أبدع فيها بعطاء زاخر ولافت كان ماركة مسجلة وخاصة في حقبة وجوده كلاعب فذ لا يغيب عن التشكيلة الأساسية إلا لطارئ. والحقيقة أن هذا الصلاح الذي يحمل مزيج من الصفات الراقية في الخلق الرفيع، والتعامل والسلوك، كان في محطة من الجحود والنكران من قبل قيادات العمل الرياضي ليس من اليوم وإنما منذ أن كان يبدع ويصنع الإبهار بكرة القدم وعلى أعلى المستويات كموهبة فذة ونادرة.. فاللاعب الذي يرفض طرق الأبواب والتسول دفع الضريبة التي جعلته بعيدا عن أبسط حقوقه كرياضٍ ولاعب بارز قدم لليمن الكثير من الجهد والتعب والعرق من خلال بوابة كرة القدم التي ترفع شأن نجومها في كل البقاع، وتوفر لهم ما يستحقوه .. فمع أن الأمور قبل سنوات كانت تخدم النجوم، وتقدم لهم الكثير من العطايا، إلا أن صلاح سيف الدين كان بعيد عن تلك الجزئية لتغيب عنه أبسط الأشياء التي كان يستحقها من الباب الواسع مقابل ما قدمه، فلا مهرجان اعتزال.. ولا أي شيء قدم له!، ليبقى راضيا بما لديه، رافضا التسول لشيء كان يفترض أن تبادر به جهات عدة في نادية التلال وقيادات اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب المتعاقبة من مرحلة إلى أخرى. اليوم هناك بادرة مازالت تنتظر من يقوم بها تجاه الكابتن صلاح سيف الدين وآخرين من نجوم حقيقيين لكرة القدم.. حتى نرى نتاج المعادلة التي اكتفى الجميع بقراءة جزءً واحداً فيها، وهو إبداعات هؤلاء وعطائهم.. سننتظر.