برلين – يستطيع المدرب الألماني الكبير يوب هاينكس مضاهاة مدربين عظام مثل سير أليكس فيرغسون والبرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني جوسيب غوارديولا إذا قاد فريقه بايرن ميونيخ الألماني إلى ثلاثيته التاريخية في الموسم الحالي الذي يرجح أن يكون موسمه الأخير في مجال التدريب. وإذا قاد هاينكس الفريق إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا السبت من خلال المباراة النهائية للبطولة والتي يلتقي فيها بوروسيا دورتموند الألماني، سيصبح أيضا ضمن مجموعة قليلة من المدربين الأفذاذ الذين فازوا بلقب دوري الأبطال مع فريقين مختلفين حيث سبق له الفوز بلقب البطولة مع ريال مدريد الإسباني في 1998 . وقال هاينكس، عن المباراة النهائية المقررة على استاد "ويمبلي" الشهير بالعاصمة البريطانية لندن:"سأكون كاذبا إذا لم أعتبر هذا حدثا خاصا". وكانت الفترة الثانية لهاينكس في قيادة بايرن، والتي امتدت عبر الموسمين الماضي والحالي، ذات طابع خاص بالفعل. وخلال الموسم الماضي، احتكر بايرن لقب الوصيف في كل من البطولات الثلاث التي خاضها حيث احتل المركز الثاني في الدوري الألماني (بوندسليغا) خلف بوروسيا دورتموند كما خسر المباراة النهائية لمسابقة كأس ألمانيا أمام دورتموند أيضا وسقط بضربات الترجيح أمام تشيلسي الإنكليزي في المباراة النهائية لدوري الأبطال والتي أقيمت على ملعبه في ميونيخ. وفي الموسم الحالي ، حطم بايرن العديد من الأرقام القياسي في طريقه إلى منصة التتويج بلقب البوندسليغا كما شق طريقه بنجاح هائل إلى المباراة النهائية لكل من بطولتي دوري الأبطال وكأس ألمانيا. وقال فيليب لام قائد الفريق: "هاينكس تطور مثلما تطور الفريق تماما" وأوضح :"يعمل بشكل كامل معنا كما لو كان في الأربعين من عمره، ما زال شابا". ويمتلك هاينكس فرصة تكرار إنجاز فيرغسون مع مانشستر يونايتد في 1999 وما فعله غوارديولا مع برشلونة في 2009 ومورينيو مع إنتر ميلان في 2010 عندما توج كل منهم بثلاثية تاريخية مع فريقه. وما يضاعف من الإثارة أن هاينكس سيترك تدريب بايرن بنهاية الموسم الحالي ليخلفه غوارديولا المدير الفني السابق لبرشلونة والذي قاد الفريق الكتالوني للفوز بألقاب 14 بطولة متنوعة في الفترة من 2008 إلى 2012 . ويختتم هاينكس مسيرته مع بايرن في أول حزيران/يونيو المقبل عندما يلتقي شتوتغارت في المباراة النهائية لبطولة كأس ألمانيا. ولم يحقق هاينكس مع بايرن ما حققه غوارديولا من أرقام مع برشلونة ولكنه يظل إبنا للكرة الألمانية مع بعض الخبرة الإسبانية. وأنهى هاينكس مسيرته مع البوندسليغا بمباراة بايرن أمام بوروسيا مونشنغلادباخ حيث كانت المباراة رقم 1011 له في البوندسليغا على مدار مسيرته كلاعب في صفوف بوروسيا مونشنغلادباخ وكمدرب لنفس الفريق ولفرق بايرن وشالكه وإنتراخت فرانكفورت وباير ليفركوزن. كما تولى هاينكس تدريب فرق ريال مدريد وتينيريفي وأتلتيك بلباو في إسبانيا. وأحرز هاينكس لقب البوندسليغا أربع مرات ولقب كأس ألمانيا وكأس الاتحاد الأوروبي كلاعب وكان ضمن المنتخب الألماني الفائز بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 1972) وكأس العالم 1974 كما توج هدافا للبوندسليغا في موسمين. ويبرز لقب دوري الأبطال الذي أحرزه مع الريال في 1998 على قمة الإنجازات في مسيرته التدريبية إضافة لفوزه مع بايرن بلقب البوندسليغا ثلاث مرات. وذرفت عينا هاينكس بعض الدموع بعد مباراة الفريق الأخيرة في البوندسليغا السبت الماضي أمام مونشنغلادباخ، مشيرا إلى أنه المكان الذي بدأ منه مسيرته كلاعب وكمدرب وهو نفس المكان الذي ينهي به علاقته مع البوندسليغا حيث سبق له أن أكد أنه لن يدرب فريقا آخر في البوندسليغا بعد انتهاء عقده مع بايرن هذا الموسم. ورغم هذا، يدرك هاينكس إنجازاته التي حققها في الموسم الحالي كما وصف الفريق الحالي لبايرن بأنه الأفضل في تاريخ النادي البافاري وأنه يتفوق أيضا على جيل بايرن في السبعينيات من القرن الماضي والذي ضم بين صفوفه الأسطورتين فرانز بيكنباور وجيرد مولر. ولم يكن هاينكس سعيدا تماما بطريقة إعلان بايرن عن التعاقد مع غوارديولا وانتقد مسؤولي النادي مثل ماتياس سامر مدير الكرة وكارل هاينز رومينيغه نائب رئيس النادي وفرانز بيكنباور الرئيس الفخري للنادي في عدة مناسبات. ورغم هذا وقف مسؤولو النادي إلى جانب هاينكس وقال أولي هونيس رئيس النادي في وقت إعلانه عن التعاقد مع غوارديولا :"مدرب من مستوى غوارديولا فقط هو الخليفة المناسب ليوب هاينكس". وبينما أنهى هاينكس مسيرته في البوندسليغا، ترك المدرب الكبير الباب مفتوحا أمام إمكانية ارتباطه بأي فريق آخر خارج ألمانيا ولكنه يعتزم اتخاذ القرار بهذا الشأن بعد مباراتي نهائي دوري الأبطال ونهائي كأس ألمانيا. روبن وكابوس النهائي من جهته وبعد إخفاقه في ثلاث مباريات نهائية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، أصبحت الفرصة سانحة مجددا أمام نجم كرة الهولندي الشهير آريين روبن للفوز بأول ألقابه الأوروبية عندما يقود فريقه بايرن ميونيخ أمام بوروسيا دورتموند. والنهائي بوابة يحلم من خلالها روبن التخلص من "كابوس" المباريات النهائية الذي طارده كثيرا في السنوات القليلة الماضية. وبمجرد وصول بايرن إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال بعد الفوز الثمين على برشلونة الإسباني في الدور قبل النهائي للبطولة، كشف روبن عما يدور بداخله قائلا:"نشعر بالسعادة لبلوغنا النهائي، والآن، علينا أن نفوز باللقب". وأضاف روبن /29 عاما/ :"عبرنا على حساب فريق هائل، ويمكننا الاحتفال بهذا قليلا" في إشارة إلى ضرورة الالتفات سريعا والتركيز في الاستعداد للمباراة النهائية على استاد "ويمبلي" الشهير بالعاصمة البريطانية لندن. وخسر روبن مع المنتخب الهولندي المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا أمام نظيره الإسباني كما خسر مع بايرن مرتين في نهائي دوري الأبطال حيث سقط في نهائي البطولة أمام إنتر ميلان الإيطالي عام 2010 ثم أمام تشيلسي الإنكليزي بضربات الترجيح في العام الماضي. وهاهي الفرصة تسنح مجددا أمام روبن للتغلب على "كابوس" المباريات النهائية الذي طارده في السنوات الثلاث الماضية مثلما طارد منتخب بلاده أكثر من مرة حيث سبق للمنتخب الهولندي أن خسر نهائي كأس العالم في عامي 1974 و1978 بخلاف هزيمته في 2010 . ورغم الإصابات التي أفسدت مسيرته كثيرا في السنوات الأخيرة، لعب روبن دورا بارزا في بلوغ بايرن المباراة النهائية لدوري الأبطال خاصة بعد الأداء الرائع الذي قدمه أمام برشلونة في المربع الذهبي للبطولة. ويستطيع روبن الآن أن يحول "الكابوس" إلى "حلم جميل" من خلال قيادة فريقه للفوز في المباراة النهائية التي تجمع للمرة الأولى في تاريخ دوري الأبطال بين فريقين من ألمانيا. وفشل روبن في تحقيق حلم اللقب الأول له على الساحة الأوروبية مع كل من ريال مدريد الإسباني وتشيلسي الإنكليزي وكذلك مع بايرن في 2010 و2012 ومع المنتخب الهولندي. ويأمل روبن في أن يكون له دور البطولة في نهائي هذا العام على استاد ويمبلي بعدما ساهم في خسارة فريقه للقب على استاد "أليانز آرينا" في ميونيخ العام الماضي عندما أهدر إحدى ضربات الترجيح وكان عليه أن يتحمل صيحات الاستهجان التي وجهت إليه. ولم يمتعض روبن لدور اللاعب البديل أو الاحتياطي الذي لازمه كثيرا في الموسم الحالي بل وكان عند حسن الظن به وقدم تألقا باهرا عندما احتاج الفريق لجهوده مثلما حدث عندما قاد الفريق للفوز على بوروسيا دورتموند في دور الثمانية لكأس ألمانيا في غياب زميله الفرنسي فرانك ريبيري الذي شاهد اللقاء من المدرجات بسبب الإيقاف. وسجل روبن هدف الفوز 1- صفر على دورتموند ليلعب دور البطولة في بلوغ الفريق المربع الذهبي. كما لعب روبن دورا بارزا وحاسما في لقاء الذهاب أمام يوفنتوس الإيطالي في دور الثمانية بعد إصابة زميله توني كروس. وأكد روبن أكثر من مرة أنه "رجل دور الأبطال" وأن هذه البطولة هي المفضلة لديه. وفي عام 2010 ، قدم اللاعب أداء رائعا أمام فيورنتينا الإيطالي في دور الستة عشر للبطولة وقاده إلى دور الثمانية في مواجهة مانشستر يونايتد الإنكليزي ممهدا بذلك الطريق للفريق إلى النهائي. والآن، عاد روبن ليسطع بأفضل مستوى لديه وهو ما يؤكده يوب هاينكس المدير الفني لبايرن الذي يرى أن نجمه الهولندي لا يقتصر على أداء الواجبات الهجومية فقط وإنما يشارك بشكل فعال في الواجبات الدفاعية.