ثلاث أعوام مضت على وفاة الأستاذ ناصر الخليفي،حينما وافاه الأجل في فجر يوم الأربعاء 21102009م،إثر ذبحة صدرية مفاجئة داهمت قلبه الواسع وجاءه الميعاد الإلهي من خالق البريئات ومن بيده الأرواح،وشهرَ مضى من حدث تأبين فقيدنا الغالي،لم نستطع الكتابة في حينه لظروف ألمت بنا- عن هذه الشخصية الكروية الكبيرة- التي تستحق منا كل الثناء والتقدير،فثلاثة أعوام ثقيلة مرت بأيامها وشهورها وودعنا فيها أناس رحلوا إلى دروبهم،وآخرين رحلوا إلى قبورهم،وغيب الثرى أجسادهم،وفي كل ذكرى أليمة حاولنا أن ندفنها تحت الثرى برغم أن ندوبها ستبقى آثارها في كل قلب محب لجسد غائب عنا وروحاً لازالت تعيش في حاضرنا! لا أدري ما الذي فعله فقيدنا الغالي-أبا خالد-حتى جمع كل ذلك العشق والحب من جمهور شبوة خصوصاً والوطن عموماً؟! لكنها مشيئة الله التي إذا أحب عبداً منحها إياه،وذلك هو الرصيد الحقيقي لبني الإنسان،فلقد ترك بصماته في كل مجال وفي كل عمل به،وقد تجسدت كل تلك الخصال في الإنجازات التي حققها في المجال الرياضي الشبواني خصوصاً والوطني عموماً الذي كان يشرف عليه أو يقوده من خلال موقعه كرئيس فرع الأتحاد الرياضي بشبوة،فمنذ طفولته في قريته وهو يداعب الكرة بعشق وحب لايوصف حتى أصبح عاشقاً لها،وما إنْ شب حتى أجبرته الظروف القاسية بترك الوطن والإغتراب في المملكة للعمل هناك،ولكنه لم ينسى معشوقته المستديرة حتى واصل اللعب هناك ليصبح حارساً للجالية اليمنية في المملكة،حتى عاد إلى أرض الوطن وانضم لنادي (تضامن شبوة) وظل يحافظ على شباك ناديه وهو من الرواد الذين حافظوا على سمعة وشهرة التضامن الشبواني،وحينما قرر اعتزال الكرة عمل مديراً لمكتب الشباب والرياضة بالمحافظة ثم رئيساً لفرع إتحاد كرة القدم بالمحافظة في دورتين انتخابيتين متتاليتين نال من خلالها الثقة في عمله ،فكان رحمه الله قليل الكلام كثير العطاء والإبداع لايعرف الغرور والكبرياء،متواضعاً وصاحب أخلاق رفيعة. لايسعني في هذا المقال القصير أن أحصي سجاياه ومناقبه التي تحلى بها المرحوم والخدمات الجليلة التي قدمها للرياضة الشبوانية ، ولكن الهدف منها هو تسليط الضؤ على جانب بسيط من حياته،فلقد أبت شبوة إلا تقابل الجميل بالجميل حينما خرجت برجالها وأطيافها في وداعه إلى مثواه الأخير ، وأحيت ذكراه حينما تداعت وتداعى أصدقائه ومحبوه من أرجاء الوطن عموماً لإحياء هذه الذكرى الأليمة،وكان لهم خير داعم ومعين-كالعاده-صاحب العطاء الكبير والنفس السخية الداعمة م.عدنان الكاف الذي تكفل برعاية الحدث،فشكراً لعطاءه الكبير الذي يقدمه للرياضة عموماً وللشباب خصوصاً،ورحم الله فقيدنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.