عبر الشارع الرياضي عن استيائه من استمرار حظر إقامة مباريات كرة القدم الدولية على الملاعب اليمنية وحرمان المنتخبات والفرق اليمنية من اللعب على أرضها للعام الثالث على التوالي لما لذلك من انعكاسات سلبية على الكرة اليمنية. وأكد الرياضيون والمهتمون في استطلاع أجرته إدارة الأخبار الرياضية والشبابية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الحظر لم يعد مبررا خصوصا بعد أن أصبحت الأوضاع في اليمن أكثر استقرارا وأمنا. وحملوا الاتحاد اليمني العام لكرة القدم مسؤولية المتابعة الجدية لرفع الحظر، وبذل المزيد من الجهود لرفع الحظر المفروض من الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم منذ مطلع عام 2011 حين قررا نقل كافة مباريات المنتخبات والفرق اليمنية إلى خارج أرضها الأمر الذي ساهم في إيصال كرة القدم اليمنية إلى أسوأ مركز في تاريخها على الإطلاق وفق التصنيف العالمي للفيفا. يؤكد نجم وقائد المنتخبات الوطنية لكرة القدم سابقا عمر البارك، أن الاتحاد اليمني ملزم بتوفير متطلبات رفع الحظر، وقال "الاتحاد مقصر في متابعة الاتحاد الدولي من أجل رفع الحظر على ملاعبنا، والمشكلة أن اتحادنا لم يرتق للمستوى المطلوب بالكرة اليمنية لأنه يفتقر للعديد من الإمكانيات الإدارية". فيما يرى لاعب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم وحيد الخياط، أنه لولا الحظر لاستطاع فريقا شعب إب وأهلي تعز الصعود للدور الثاني من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي سيما بعد أن قدما مستويات جيدة خلال مبارياتهما في دور المجموعات التي خاضوا جميعها خارج اليمن والأمر ذاته ينطبق على المنتخب الوطني الذي يشارك في تصفيات كأس آسيا. وحث الخياط الاتحاد العام لكرة القدم على بذل جهود أكثر بغية إلغاء الحظر عن الملاعب اليمنية، والضغط أكثر على الفيفا لاتخاذ قرار برفع الحظر. من جانبه اعتبر مدافع المنتخب حمادة الزبيري حرمان المنتخبات والأندية اليمنية من اللعب على أرضها من أكبر الأخطاء التي يجب على الاتحاد اليمني مضاعفة الجهود للضغط على الاتحادين الآسيوي والدولي لإلغاء قرار الحظر. وقال الزبيري "الفرق اليمنية عندما تلعب خارج أرضها تصاب بالقهر، فهناك دول في أسوأ حالاتها لكن مبارياتها تقام على أرضها, بينما اليمن تنعم بأمن أكثر ولاتوجد مشاكل". زميله لاعب المنتخب عبد العزيز الجماعي، أعرب عن أمله أن يعمل الاتحاد العام لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة بأقصى طاقة بغية رفع الحظر لأن ذلك سيساعد اللاعب اليمني على اللعب على أرضه وبالتالي سيدفعه لتقديم مستويات أفضل في ظل مساندة الجماهير. وأضاف "سيخوض منتخبنا بقية مبارياته ضمن تصفيات كأس آسيا ومعنا مباراتان على أرضنا أمام قطر وسنغافوره، أتمنى أن لايأتي موعدهما إلا وقد رُفع الحظر حتى نحقق نتيجة ايجابية ونصعد للدور الثاني، وقد لعبنا مباراتنا التي كان المفترض أن تقام على أرضنا في دبي مع البحرين". أما المذيع الرياضي اليمني بقناة العربية معين السواري فيقول "القضية أخذت وقتا أكثر من اللازم واعتقد أن التقصير داخلي في رفع الحظر وأعني هنا الاتحاد اليمني لكرة القدم". وأشار السواري إلى أهمية أن يعمل الاتحاد بجديه في رفع الحظر بالتنسيق مع الجهات الحكومية التي تستطيع تطمين الفيفا بتأكيدات عن مقدرة الجهات الأمنية على حماية الملاعب والمباريات. وأضاف "اعتقد أن الوضع في العاصمة صنعاء تغير وإذا ما أرادت الجهات الرسمية في البلاد حل هذه المشكلة فهذا أمر ليس بالصعب مقارنة بما قامت به في استضافة خليجي 20 في عدن وأبين عام 2010″. واستطرد "الكرة اليمنية عانت بما فيه الكفاية وحرمت فرقنا من أفضلية الأرض والجمهور، ومع الحظر أصبحت فرقنا ومنتخباتنا "ملطشة" تقريبا لجميع الفرق وهذا أضر بكرتنا كثيرا ووصلت إلى تصنيف متدني وأسوأ موقع في تاريخها تاركين خلفنا بعض الدول وجزر غير معروفة". ولفت السواري إلى أن الوضع في اليمن ليس أسوأ من العراق أو ليبيا إن لم يكن أفضل من النواحي الأمنية خصوصا في العاصمة، داعيا اتحاد كرة القدم للاستفادة من تجربة العراق وليبيا في رفع الحظر. مراسل قناة الرياضية السعودية في اليمن عبدالعزيز الهياجم عبر عن اعتقاده بأن الحظر طال كثيرا وكان يفترض أن يرفع الحظر على الأقل نهاية عام 2012 لأن الوضع في اليمن تغير كثيرا عما كان عليه عام 2011. وقال "هناك قصور من جانب الاتحاد اليمني وهذا القصور عائد لضعف جانب العلاقات مع اتحادات قارية ودولية وصديقة وشقيقة". من جانبه أكد مدرب فريق أهلي صنعاء لكرة القدم محمد اليريمي أن استمرار الحظر يؤثر سلبيا على مستوى الكرة اليمنية بشكل عام لأن لاعب كرة القدم بحاجة إلى تشجيع ودعم لتحفيزه على تقديم الأفضل وذلك لن يكون إلا إذا لعب على ملعبه". ويعتقد المدرب اليريمي أن الحظر سيرفع قريبا لكن ذلك مشروط بإجراء مباريات قوية وجماهير كبيرة تحضرها لإضفاء انطباع لدى الاتحادين الآسيوي والدولي بأن اليمن أصبح آمن ومستقر. وقال "لو لم يكن في اليمن أمن واستقرار لما جرى لعب سبع مباريات في وقت واحد وفي محافظات مختلفة خلال الدوري المحلي وبدون حراسة أمنية مشددة وهذا ما يفترض أن يؤكد عليه الاتحاد اليمني خلال مفاوضاته مع المسؤولين الدوليين عن اللعبة". وأضاف "أتمنى أن لا يكون الاتحاد اليمني لكرة القدم مقصرا، ويتابع الأمر، وعلى الإعلام أن يعكس الحقيقة وأن الأمن موجود في اليمن، وأحمل الاتحاد مسؤولية إقناع الاتحادين الدولي والآسيوي بضرورة رفع الحظر". فيما يوضح مدرب الفئات العمرية عبدالله العماد أن رفع الحظر بات مطلب جماهيري، وقال "هناك تقصير كبير من جانب الاتحاد اليمني الغائب عن رقابة ومتابعة الدولة، فعمله غير منظم.. والحظر على الملاعب اليمنية سبب نتائج سيئة للمنتخبات والفرق اليمنية ما أوصل الكرة اليمنية إلى أسوأ مركز في تاريخها سواء منذ ما قبل الوحدة اليمنية أو بعدها". وأشار العماد إلى أن أغلب الرياضيين والمتخصصين والمتابعين غير مقتنعين بأداء الاتحاد العام لكرة القدم كون عمله "غير منظم".. وتساءل "أين يذهب الدعم الذي يقدمه الاتحادين الدولي والآسيوي للاتحاد اليمني فضلا عن الدعم المقدم من الدولة؟!!، ولا يستطيع أحد محاسبة الاتحاد". أما لاعب المنتخب الوطني سابقا يحيى حوبان فاعتبر أنه من الظلم استمرار الحظر على الملاعب اليمنية في وقت رفع فيه الحظر عن ملاعب دول أخرى وضعها الأمني أشد خطورة. وأرجع استمرار الحظر إلى التقصير من قبل الاتحاد اليمني لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، مشيرا إلى أن الحظر مجرد عامل من عوامل عديدة أوصلت الكرة اليمنية إلى أسوأ مركز في تاريخها، وان نتائج المنتخبات والأندية هي من تقيّم عمل الاتحاد الذي يفتقر للكفاءات والتخطيط السليم. في السياق ذاته يرى المتابع والمشجع الرياضي رضوان البخيتي وجود مؤشرات إيجابية لرفع الحظر على الملاعب اليمنية الذي فرض لدواعٍ أمنية، ويقول "نرى مؤشرات إيجابية في التغلب على القصور من الناحية الأمنية من خلال هيكلة الجيش وغيرها من الإجراءات ما ينعكس إيجابا على الحالة الأمنية في اليمن بما يسهم في رفع الحظر". وأشار إلى أن اللجنة الدولية المكلفة بشأن رفع الحظر عن الملاعب اليمنية ومن خلال زيارتها الأخيرة، كشفت عن أن الأسباب الفنية أكثر من الأمنية الداعية لاستمرار الحظر ما يستوجب على الاتحاد اليمني ووزارة الشباب والرياضة تنفيذ ملاحظات اللجنة التي ستسهم في رفع الحظر عملياً. سبأ