مع تواصل المفارقات المترافقة لواقع الكرة اليمنية دون ان تجد من يكبحها بالعمل المؤسسي الفعلي إلا انها تتطور وبشكل غير إيجابي.. والجديد في ذلك مبادرة الاتحاد العام لكرة القدم أخيراً الى إعادة التجريب فيما يتعلق باختيار لاعبين من الجاليات اليمنية لصفوف المنتخب الوطنى بقيادة المدرب البلجيكي سينتفيت وهو بذلك ربما يكرر – في الوقت الخطأ – خطوات فاشلة أقحمت ضمن مهام المدرب الكرواتي السابق ستريشكو قبيل خوض بطولة (خليجي 20). أيقن الكثير من المهتمين بالشأن الكروي بان التعاقد مع المدرب البلجيكي توم سينتفيت لقيادة المنتخب الوطني خلال منافسات بطولتي غرب آسيا في الكويت وخليجي 21 في البحرين المقبلتين ليست سوى عملية تجريب لكونها محددة زمنياً في عدة اشهر وهو ما يحفز على اعتبار الضحية الجديدة للمشاركة اليمنية السادسة في دورات كأس الخليج العربي أشبه بالمدرب (السفري) بغض النظر عن وعوده الرنانة التي اطلقها قبيل البدء بمهمته العاجلة. وعلى الرغم من ان السخرية عمّت الوسط الرياضي والتشكيك في امكانية تحقق الجزء اليسير من الوعود البلجيكية وأبرزها قرب تلاشي نتائج الخسارة للمنتخب الوطني والاقتراب من الفوز أو التعادل خلال المشاركات الخارجية المقبلة, إلا ان هناك من وجد للمدرب الاجنبي الجديد العذر مسبقاً حال فشل مهمته على اعتبار انه سيجد حتماً ان ظروف كرة القدم اليمنية غير مساعدة لاختيار انسب قائمة للاعبيه الدوليين مع عدم انطلاق الدوري الكروي الجديد. وبدا ذلك واضحاً ليس خلال اول مباراة دولية ودية خاضها الأحمر الكبير تحت قيادة المدرب البلجيكي والتي تغيب عنها المحترفون علاء الصاصي وايمن الهاجري واحمد الصادق مع عدم الاتضاح بشكل رسمي موقف الثلاثي المحترف مع فريقي الميناء العراقي والنجمة البحريني بالاضافة لموقف اتحاد العيسي من ذلك الغياب في حين بدت التشكيلة التي لعب بها المدرب توم امام لبنان غير منتقاة بعدما تسلمها جاهزة من قبل المدرب الوطني سامي نعاش. ولكن الإرباك تجلى أكثر أثر الخسارة الودية من المنتخب اللبناني المضيف والذي كان مدربه الالماني يستهدف تجريب معظم لاعبيه في قائمة الاحتياط ضمن استعداداته لاستكمال مشواره ضمن التصفيات المونديالية حينما اقحمت خطوة تجريبية عشوائية في البرنامج الضيق لاستعدادات منتخبنا والمحصور في نحو ثلاثة اشهر فقط وذلك بالإعلان عن اضافة مهمة اختبار عدد من نجوم الجالية اليمنية في السعودية الى المهام العاجلة للمدرب سينتفيت. ولعل استذكار تجارب سابقة فيما يخص اختبار نجوم مهاجرين أو تجنيس أفارقة كانت اسندت الى الاجهزة الفنية السابقة للأحمر الكبير خير شاهد على ان الفشل هو الأقرب للتحقق لاحقاً وان الخطوة من اساسها مجرد محاولة لاظهار جهود غير مدروسة بدأت بعدما تم الكشف عبر المدير الاداري عبدالوهاب الزرقة بان المدرب البلجيكي وافق على انضمام ثمانية لاعبين من منتخب الجالية اليمنية في مدينة جدة إلى معسكر المنتخب الداخلي الملتئم في صنعاء. والمريب في الخطوة التجريبية المتأخرة انه ربما لتفادي توابع وصولها كسابقاتها للفشل فقد برر المعنيون اتخاذها الى تلبية طلب رئيس الجالية اليمنية في جدة بالاهتمام بالمواهب المهاجرة بالسعودية لخدمة المنتخب الوطني رغم علم الجميع بفداحة ازاحة هدافه الاشهر المهاجم علي النونو وقبل ذلك حامي العرين المخضرم معاذ عبدالخالق, وتزامن مع الخطوة الاعلان ايضاً عن فتح المجال للاستعانة بعدد من اللاعبين الذين كانوا التحقوا بصفوف اولمبي مبراتو. ورغم الاعتراف المنصف بوجود جهود للبحث عن مباريات دولية ودية إلا ان الخطوة التجريبية هي من ترجح بان المدرب البلجيكي يدرك ان مهمته محصورة في حيز زمني معلوم ويوقن مع الغالبية بان المشاركة السادسة للأحمر اليمني في (خليجي 21) لن تكون افضل من سابقاتها وهو ما يفسر عدم وضوح متطلباته اللازمة مع عدم اتضاح مدى قوة شخصيته وكيفية تعامله حال مواجهته للعراقيل والصعاب المتوقعة بعيداً عن تصريحاته الصحفية غير المنطقية. وتبعاً لذلك فقبول المدرب الجديد لتغيب المحترفين الثلاثة خارج اليمن واختباره لعدة لاعبين بالجالية اليمنية في السعودية وربما عدم رفضه لاحقاً لفكرة التجنيس التي كانت فرضت وفشلت على الجهاز الكرواتي المقال تجعل من البلجيكي سينتفيت يبدو مقتنعا بالقيام بدور المدرب السفري مادام ان الدولارات المقررة شهرياً ستصرف دون تأخير بدلاً من تكثيف الجاهزية البدنية للاعبين المختارين والبحث عن المبتغى بمتابعة بطولة كأس رئيس الجمهورية. واما ما يعزز ان هذه الخطوة اتخذت في الوقت غير المناسب فكونها جاءت بعد عدة شهور للكشف عن ان لاعب الاهلي القطري اليمني الأصل أحمد الهردي استجاب للدعوة الرسمية من قبل المدرب الهولندي مرشال للانضمام إلى صفوف منتخب قطر للشباب بحسب تقارير صحفية, مؤكدة بان الموهوب اليمني الذي نال الجنسية القطرية مطلع العام الجاري قد باشر تدريباته مع العنابي الشاب استعداداً لخوض غمار بطولة ودية حينها في العاصمة القطرية الدوحة. وليس ذلك وحسب فقد تزامن تجنيس الهردي في قطر مع صدور قرار مماثل للجهاز الفني للمنتخب الإماراتي الأولمبي قضى بضم لاعب العين اليمني الاصل عمر عبدالرحمن العمودي بعدما تم تجنيسه اثر اكتشاف موهبته في حواري جدة السعودية ومن ثم عودته للملاعب بعد فترة من التوقف للإصابة التي لحقت به منتصف 2010م مجدداً إلى قائمة المنتخب الاماراتي ومشاركته بالجولات التنافسية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012م. وسبق ان فشل انضمام احد أبناء مهاجر يمني اثر اكتشاف تعرضه للاصابه فلم تتم الموافقة على ضم وسط ميدان فريق دور شيستر اف سي الويلزي طارق خليل ضمن قائمة المدرب السابق ستريشكو وذات الفشل حدث ايضاً حينها عقب اختبار المستوى البدني والمهاري لعدد من اللاعبين الأفارقة بدوري الدرجة الأولى عبر المدرب الكرواتي للأحمر وتعذرت الموافقة على قرار منحهم الجنسية اليمنية ومشاركتهم في بطولة خليجي عشرين الماضية. وكان مهاجر يمني يدعى إسماعيل خليل اعترف بأنه كان وراء إفشال التحاق احد أبنائه بصفوف المنتخب الويلزي معولاً على إمكانية فتح الاتحاد اليمني الباب للموهوب اليمني ويحسب للمدرب العراقي حازم جسام عندما تسلم قيادة المنتخب الأول السعي للاستعانة ببعض الطيور اليمنية المهاجرة والتي كان أبرزها مهاجم العربي الكويتي علي عمر باعباد الذي اشترط الحصول على مزايا مقابل خدماته ولم تجد القبول من قبل القيادات الكروية في اتحاد القاضي.