أثار إعلان رئيس الوزراء في الحكومة المقالة بغزة إسماعيل هنية، عن الوعد الذي قطعه له أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالعمل على زيارة فريق نادي برشلونة بكامل نجومه إلى قطاع غزة، حديث الرياضيين على المستوى الفلسطيني بشكل خاص والعالم بشكل عام، إذ أعتبرها الكثيرون بمثابة كسر للحصار الرياضي المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب ستة أعوام وإظهار معاناة الفلسطينيين في القطاع من خلال الرياضة، على الرغم من عدم مناقشتها في أوساط الحكومة بغزة. في المقابل، رأى آخرون أنها تحسين لصورة فريق برشلونة بعد أن واجه النادي الاسباني جملة من الانتقادات اثر حضور الجندي الاسرائيلي الذي كان اسيراً لدى الفصائل الفلسطينية في غزة جلعاد شاليط، مباراة الكلاسيكو التي جمعته مع نادي العاصمة ريال مدريد قبل أشهر، والتي ادت الى دعوة حركة "حماس" سكان قطاع غزة الى مقاطعة فريق برشلونة. كسر للحصار الرياضي هذه المعطيات حملتها "النشرة الرياضية" معها الى العديد من المسؤولين الرياضيين الفلسطينيين. فأكد عبد السلام هنية عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة في قطاع غزة ونجل رئيس الوزراء إسماعيل هنية، أن كل ما تردد من أحاديث حول زيارة فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم إلى غزة يعود الى الحديث الذي دار بين الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وإسماعيل هنية، كوعد من الأمير القطري انما دون تحديد موعد الزيارة. وقال هنية في حديثه ل "النشرة الرياضية": نأمل أن تتم هذه الزيارة لأنه كما يعرف الجميع، فريق برشلونة من الفرق العريقة والكبيرة في العالم، ومن الأندية التي لها تقديرها واحترامها، والتي تمتلك أفضل لاعبين على مستوى العالم ولديهم قاعدة جماهيرية في فلسطين. وأشار عبد السلام هنية إلى أنه لو تحققت هذه الزيارة ستكون بمثابة كسر للحصار الرياضي على قطاع غزة، ونقلة نوعية للواقع الرياضي في قطاع غزة وحدث كبير. وتابع: نحن متأكدون أن أمير قطر سيبذل كل جهوده من أجل تحقيق هذه الزيارة، لاسيما أن المؤسسة القطرية هي التي ترعى نادي برشلونة. وامل هنية أن تشهد الزيارة، لدى حصولها، توقيع اتفاقات لإنشاء أندية رياضية في قطاع غزة، ودعم القطاع الرياضي، وإنشاء مدينة رياضية، خصوصاً وأن القطاع بحاجة لمثل هذا الدعم للنهوض بالرياضة الفلسطينية. انعكاس على الرياضة الفلسطينية في المقابل، قال المحلل الرياضي ورئيس القسم الرياضي في صحيفة فلسطين وقناة الكتاب الفضائية خالد أبو زاهر، إن فريق برشلونة عندما يقوم بزيارة دولة عربية، يزورها مقابل ملايين الدولارات من أجل مباراة واحدة، وفي حال تمت زيارته لغزة فإنه سيشكل انعكاسا كبيرا على الرياضة الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص. وأوضح أبو زاهر في حديثه ل "النشرة الرياضية" أن موضوع الزيارة مرتبط ارتباطا كليا بالأزمة التي حصلت في خصوص دعوة شاليط لحضور مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، على الرغم أن نادي برشلونة أكد في بيان له عدم دعوته شاليط، بل الموافقة على طلبه وطلب عدد من الرياضيين الفلسطينيين. وأكد أبو زاهر أن وعد أمير قطر لهنية بالزيارة له معان كبيرة، إذ انه يشير إلى أن نادي برشلونة الذي تم اتهامه بتوجيه دعوة لشاليط بالتطبيع مع إسرائيل وتناسي الفلسطينيين يعتبر غير صحيح. وأضاف: نحن الطرف المستفيد، وهذه الزيارة ستعود علينا بالنفع رياضياً وسياسياً. ولفت إلى أنه في حال تمت الزيارة واطلع فريق برشلونة على واقع ومعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، لاسيما الدمار الذي لحق بكل شيء بعد الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على غزة عام 2008، ومعاناة المخيمات وغيرها سيتم نقله للعالم من خلال هذا الفريق وبالتالي العالم كله سيسلط الضوء على هذه الزيارة بصورة مباشرة. وقال أبو زاهر انه في حال تمت الزيارة، فإنها ستؤكد للجميع أن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، لا زالت تحتل مكانة واسعة وكبيرة لدى المؤسسات الرياضية ومنها نادي برشلونة. إظهار معاناة الفلسطينيين من جانبه، أكد أحمد محيسن مدير عام العلاقات العامة والاعلام في وزارة الشباب والرياضة، ورئيس رابطة الاندية الرياضية في قطاع غزة، أنه في حال تمت الزيارة بناء على وعد الأمير القطري، فإنها ستكون كسرا للحصار المفروض على غزة، مبيناً أن وزارته أعدت خطة رياضية واضحة للنهوض بالرياضة الفلسطينية، مشيراً إلى أن البطولات الرسمية تسير بشكل طبيعي ومنتظم في فلسطين، موضحاً أن أمير دولة قطر وعد بإقامة مدينة رياضية في المنطقة الوسطى بقطاع غزة على مساحة 140 دونم. وأضاف: الواقع الرياضي في قطاع غزة تحديداً يتجه نحو الأفضل، وهو فعلياً أفضل بكثير مما كان عليه في الفترة الماضية. وعن أهداف الزيارة، أكد محيسن أنه من الواضح أن أمير قطر حريص على نقل معاناة الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي، للعالم من خلال الرياضة، وزيارة فريق برشلونة، بعيداً عن السياسية. ايجابيات الزيارة إلى ذلك قال يوسف رزقة المستشار السياسي لإسماعيل هنية، أن الحديث عن زيارة نادي برشلونة لغزة، كان في جلسة منفردة بين أمير قطر واسماعيل هنية ولم يتم عرضه على الحكومة. ولفت رزقة في حديثه مع "النشرة الرياضية" إلى أن الفرق الفلسطينية تغادر إلى الخارج وتشارك باستمرار في بطولات باسم فلسطين، وحققت مكاسب في هذا المجال وفازت بمداليات ذهبية هذا العام. واعتبر رزقة أن زيارة فريق كبير مثل فريق برشلونة أو غيره، يعتبر مكسباً رياضياً من الدرجة الأولى لقطاع غزة المحاصر، وبعث جديد للحركة الرياضية وتحقيق طموح الشباب الرياضي. ورأى رزقه أنه لا يمكن اعتبار زيارة فريق رياضي كبير لقطاع غزة على أنه يكرس حالة من الانقسام، مبيناً أن الفريق سيزور غزة لأنه محاصر. وقال رزقة: "اذا تحققت الزيارة فعلياً فها يعني اعلان رياضي على أن الحصار غير قانوني وغير عادل ويضر بالمصلحة الرياضية، واعتقد أن الاتحاد الفلسطيني العام لكرة القدم لا يمانع مثل هذه الزيارة".
