تتجه الأنظار الثلاثاء إلى ملعب فيسنتي كالديرون في مدريد الذي يحتضن مواجهة نارية ثأرية بين إسبانيا حاملة اللقب وبطلة أوروبا وضيفتها فرنسا ضمن منافسات المجموعة التاسعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014. ويدخل المنتخبان إلى هذه المواجهة وهما يتشاركان الصدارة مع أفضيلة الأهداف لإسبانيا، وذلك بعد أن حقق كل منهما انتصارين من مباراتين لكن الفرنسيين سيسعون إلى تناسي خيبة الخسارة الودية التي منيوا بها الجمعة على أرضهم أمام اليابان (صفر-1) وإلى الثأر لخروجهم أمام "لا فوريا روخا" من الدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2012 (صفر-2) في مباراة أدت في نهاية المطاف إلى رحيل المدرب لوران بلان وقدوم ديدييه ديشان خلفا له. ومن المؤكد أن مهمة "الديوك" لن تكون سهلة أمام رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي الذين اكتسحوا بيلاروسيا 4-صفر الجمعة بفضل ثلاثية من مهاجم برشلونة بدرو رودريغيز، لكنهم يأملون تكرار سيناريو زيارتهم الوحيدة إلى إسبانيا في بطولة رسمية حين فازوا 2-1 في تصفيات كأس أوروبا 1992 في إشبيلية بعد أن خرجوا فائزين أيضا من لقاء الذهاب في باريس 3-1. ولا تعكس الهزيمة التي مني بها الفرنسيون الجمعة أمام ضيفهم الآسيوي مجريات المباراة، إذ فرض رجال ديشان سيطرتهم التامة دون أن يتمكنوا من ترجمة الفرص فدفعوا الثمن في النهاية بتلقيهم هدف في آواخر اللقاء. ديشان يطالب ببرودة الأعصاب وهذا الأمر دفع بديشان إلى الطلب من لاعبيه بأن يتمتعوا ببرودة الأعصاب عندما يتواجدون أمام مرمى الحارس إيكر كاسياس الذي يأمل أن يحافظ على سجل "لا فوريا روخا" الخالي من الهزائم في التصفيات المؤهلة للمونديال وكأس أوروبا للمباراة الخامسة والعشرين على التوالي لكن المهمة لن تكون بهذه السهولة لأن منتخب بلاده لم يواجه خلال الفترة السابقة من التصفيات منتخبا من عيار "تريكولور". "في مباراة الثلاثاء ضد فرنسا نحن نواجه خصما معقدا لأنهم يملكون فريقا رائعا يضم لاعبين مميزين ومهاجمين بإمكانهم اللعب في العمق"، هذا ما قاله دل بوسكي عن الخصم المقبل لمنتخب بلاده، مضيفا "يضاف إلى ذلك أنهم يملكون لاعبين أقوياء على الصعيد البدني، ستكون مباراة متطلبة جدا". وفي المجموعة ذاتها، تلتقي بيلاروسيا متذيلة الترتيب (دون نقاط) مع ضيفتها جورجيا (4 نقاط). ولن تكون مباراة إسبانياوفرنسا المواجهة القوية الوحيدة الثلاثاء، إذ يسعى المنتخب الألماني إلى تأكيد المستوى الذي ظهر به الجمعة أمام مضيفته إيرلندا (6-1)، عندما يستضيف نظيره السويدي في قمة المجموعة الثالثة. ألمانيا تسعى للفوز الرابع ويبحث المنتخب الألماني الذي خرج من نصف نهائي كأس أوروبا على يد إيطاليا، عن تحقيقه فوزه الرابع على التوالي في أول مواجهة مع ضيفه السويدي على صعيد بطولة رسمية منذ أن تغلب على الأخير 2-صفر في الدور ثمن النهائي من مونديال 2006 (2-صفر) الذي احتضنه على أرضه. ويأمل مدرب "ناسيونال مانشافت" يواكيم لوف أن يستفيد فريقه من مؤازرة جماهير الملعب الأولمبي في برلين لكي يحصد نقطته الثانية عشرة، وهو سيكون مرشحا للخروج فائزا نظرا إلى المستوى الذي قدمه منافسه الجمعة ضد المتواضعة جزر فارو إذ تخلف صفر-1 قبل أن يتمكن في نهاية المطاف من الخروج فائزا 2-1 بفضل هدف من مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي زلاتان إبراهيموفيتش الذي منح بلاده نقطتها السادسة من مباراتين، مقابل 9 لألمانيا من ثلاث مباريات. وتحدث لوف عن مواجهة السويد التي خرجت من الدور الأول لكأس أوروبا 2012 وغابت عن نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010، قائلا "إذا حافظنا على هذا الوجود (القوي في أرضية الملعب)، هذا المستوى التنظيمي في الدفاع والسهولة في طريقة تمريرنا للكرة، ستكون فرصتنا جيدة (للفوز على السويد)، إذا فزنا بهذه المباراة فستكون نهاية جيدة لمبارياتنا الرسمية لهذا العام (الجولة المقبلة في آذار/ مارس المقبل)". ويسعى لوف الذي يتواجه فريقه مع هولندا في 14 الشهر المقبل في مباراة ودية تقام في أمستردام، إلى الخروج من لقاء برلين بالنقاط الثلاث ما سيعزز حظوظ بلاده بالحصول على بطاقة التأهل المباشر إلى البرازيل 2014. وسيعود إلى تشكيلة ألمانيا الظهير فيليب لام الذي ترك شارة القائد في لقاء الجمعة لزميله في بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر بسبب غيابه للإيقاف، فيما يحوم الشك حول مشاركة لاعب وسط ريال مدريد الإسباني سامي خضيرة بسبب إصابته في فخذه. ويعول لوف على الثنائي ماركو رويس وتوني كروس اللذين تألقا في دبلن بعد أن سجل كل منهما ثنائية، فيما كان الهدفان الآخران من نصيب مسعود أوزيل والمخضرم ميروسلاف كلوزه. وفي المجموعة ذاتها، تحل إيرلندا ومدربها الإيطالي جوفاني تراباتوني ضيفة على جزر فارو في مباراة تبحث فيها عن نقطتها السادسة، فيما تلعب النمسا مع كازاخستان (نقطة لكل منهما). اختبار صعب لإيطالي وفي المجموعة الثانية، سيكون المنتخب الإيطالي، وصيف بطل كأس أوروبا 2012، أمام أصعب اختبار له عندما يستضيف نظيره الدنماركي في ميلانو على ملعب "سان سيرو" في ثاني مواجهة بين الطرفين في تصفيات المونديال بعد نسخة 1982 حين فازت إيطاليا في روما 2-صفر وخسرت في كوبنهاغن 1-3 دون أن يؤثر ذلك على تأهلها. ويأمل الإيطاليون أن يشكل تواجد الدنمارك في مجموعتهم فأل خير لأنهم توجوا باللقب العالمي عام 1982 بعد أن جمعتهم التصفيات بالمنتخب الاسكندنافي الذي تواجهوا معه أيضا في تصفيات كأس أوروبا مرة واحدة في نسخة 2000 التي وصلوا إلى مباراتها النهائية (خسروا بالهدف الذهبي أمام فرنسا)، ففازوا عليه 2-1 خارج قواعدهم ثم خسروا أمامه في أرضهم 1-3. ويسعى مدرب إيطاليا تشيزاري برانديلي إلى اسكات منتقديه على الأداء المخيب الذي قدمه رجاله الجمعة أمام أرمينيا رغم فوزهم (3-1)، من خلال الفوز على منتخب من طراز الدنمارك بطلة 1992 والتي اكتفت حتى الآن بتعادلين أمام تشيكيا (صفر-صفر) وبلغاريا (1-1)، ما جعلها تحتل المركز الخامس قبل الأخير بفارق 5 نقاط عن "الآزوري" لكن الأخير لعب ثلاث مباريات. "أنا واللاعبون نعتقد بأننا خضنا مباراة جيدة ثم استفقنا في اليوم التالي وشاهدنا التقارير، يبدو أنهم (وسائل الإعلام) تحدثوا عن مباراة مختلفة تماما"، هذا ما قاله برانديلي عن مباراة الجمعة في يريفان والانتقادات التي وجهت إلى المنتخب من وسائل الإعلام. وأضاف "ربما افتقدنا إلى الثبات والسلاسة في منطقة الجزاء، وهذا ما يجب علينا أن نحسنه لأننا لسنا فريقا يعتمد على الهجمات المرتدة، إذا كان الناس يعتقدون أنه بإمكاننا، بعدما قدمناه في كأس أوروبا، أن نذهب ونتغلب على كل فريق نواجهه دون أي عناء، فحينها نحن أمام مشكلة". وتبدو دفة المنتخب الإيطالي راجحة تماما من حيث الإحصائيات، إذ سبق وأن خرج فائزا في سبع من أصل المواجهات ال 11 التي جمعته سابقا بالدنمارك. وهناك احتمال أن يسجل مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي ماريو بالوتيلي عودته إلى المنتخب الإيطالي في مباراة الثلاثاء بحسب ما كشف الأحد الاتحاد المحلي للعبة. وكان بالوتيلي غاب عن مباراة أرمينيا 3-1 لإصابته بالإنفلونزة، وهو ابتعد عن صفوف المنتخب الإيطالي منذ كأس أوروبا 2012 التي أقيمت في أوكرانيا وبولندا بعد أن أعلن انسحابه من المباراتين اللتين خاضهما منتخب بلاده أمام بلغاريا (2-2) ومالطا (2-صفر) في التصفيات، وذلك بسبب خضوعه لعملية جراحية في عينيه واضطراره إلى البقاء بعيدا عن الملاعب خلال شهر أيلول/ سبتمبر. من جهة أخرى أكد طبيب المنتخب انريكو كاستيلاتشي مشاركة قائد وحارس المنتخب جانلويجي بوفون في المباراة رغم إصابة طفيفة في الحالبين مؤكدا "بأن الإصابة لا تدعو إلى القلق". وفي المجموعة ذاتها تلعب تشيكيا (4 نقاط) مع بلغاريا (5 نقاط). إنكلترا ضيفا على بولندا وفي المجموعة الثامنة، يسعى المنتخب الإنكليزي إلى تعزيز صدارته عندما يحل ضيفا ثقيلا على نظيره البولندي في وارسو. ويتصدر المنتخب الإنكليزي المجموعة بسبع نقاط وبفارق ثلاث عن مونتينيغرو وبولندا، وذلك بعد فوزه الكبير على سان مارينو (5-صفر) الجمعة في ويمبلي، لكن "الأسود الثلاثة" خاضوا مباراة أكثر من ملاحقيهما. وسيفتقد منتخب المدرب روي هودجسون خدمات ثنائي تشلسي فرانك لامبارد وريان برتراند لعدم شفاء الأول من إصابة في ركبته والثاني من التهاب في حنجرته. وكان اللاعبان غابا أيضا عن مباراة سان مارينو خلافا لمهاجم أرسنال ثيو والكوت الذي بدأ لقاء ويمبلي لكنه سيغيب عن مباراة وارسو بسبب إصابة في صدره تعرض لها بعد 10 دقائق فقط على انطلاق المواجهة مع سان مارينو ما اضطر هودجسون إلى استبداله. وفي المجموعة ذاتها، تلعب أوكرانيا (نقطتان) مع مونتينيغرو، وسان مارينو (دون نقاط) مع مولدافيا (نقطة). وفي السادسة، يسعى المنتخب البرتغالي (6 نقاط) الى استعادة توازنه وتعويض سقوطه الجمعة أمام روسيا (صفر-1) حين يستقبل نظيره الإيرلندي الشمالي (نقطة)، فيما يبحث الروس عن تعزيز صدارتهم (9 نقاط من أصل 9 ممكنة) على حساب ضيفتهم وجارتهم أذربيجان (نقطة). وفي المجموعة ذاتها، تلعب إسرائيل (4 نقاط) مع لوكسمبورغ (نقطة).