سقوط الناشئين المدوي في طهران يضيف مصيبة جديدة لمصائبنا الكروية.. يمني سبورت-ماتش : نشوان دحان صفعة جديدة تلقتها الكرة اليمنية الأربعاء الفائت بخروج منتخب الناشئين من الباب الضيق للتصفيات الآسيوية المقامة في إيران حينما تذيّل ترتيب مجموعته بنقطة وحيدة. هذه الصفعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد في ظل وجود اتحاد “الشيخ والدكتور” الذي أدمن الفشل وصارت تربطه بالإخفاقات علاقة حميمة يصعب تجاوزها، غير أن الجديد في الأمر أن اللطمة الأخيرة كانت ببصمة الناشئين أو منتخب الأمل كما يحلو للبعض تسميته بقيادة مدربهم الوطني أمين السنيني.. ذاك المدرب الذي صنع الإنجاز المونديالي الوحيد قبل 10 سنوات من الآن ومع ذات الفئة.. باستثناء منتخب الناشئين تبدو ثقة الجماهير اليمنية عامة مهزوزة إلى حد بعيد في المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها (أول – أولمبي – شباب)، قياساً بالخيبات التي تجنيها خلال مشاركاتها الخارجية في الوقت الذي بدت مشاركات منتخبات الناشئين مقبولة بل ورائعة ايضاً خلال العقد الأخير تحديداً وهو ما سيجعل مسألة تقبل الجماهير لانتكاسة ناشئينا بطهران أمراً في غاية الصعوبة.. الإفراط في التفاؤل يضاعف حجم النكسة فيغدو الفشل في النهاية أمراً غير مستساغ ولا يمكن نسيانه بسهولة.. أدرك جيداً مدى الغصة ومشاعر الإحباط التي تنتاب عشاق المستديرة في اليمن بعد المشاركة الهزيلة للمنتخب الذي لطالما علقوا عليه الآمال في بلسمة جراحهم التي لا تطيب، غير أن المنطق يستدعي توجيه مشاعر الغضب في وجهتها الصحيحة. سيكون من الإجحاف أن نجلد لاعبينا الصغار لذنب لم يقترفوه.. وبعيداً عن الحديث حول المسئولية الاتحادية للعيسي ورفاقه يجدر القول ان الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني أمين السنيني يتحمل مسئولية هذه المشاركة الهزيلة، لاعتبارات عديدة لعل أهمها قبوله المجازفة في خوض غمار المنافسات دون إعداد حقيقي لاسيما في ظل الحديث عن قوة شخصية هذا الرجل الذي عرف عنه عدم الرضوخ لأمزجة الغير وصرامته في فرض قراراته وبرامجه الإعدادية. ما من مبرر يمكن أن يقنعنا به السنيني الآن لتبرير هذا الفشل الذريع الذي أضاف مصيبة جديدة لمصائبنا الرياضية، فالنظر الى الخلف والحديث عن فترة الإعداد وخلافه ستبدو مبررات غير مقنعة على نحو سخيف. كان يتوجب على السنيني أن يحافظ على الصورة الجميلة التي رسمها له الجمهور اليمني باعتباره صانع الإنجاز المونديالي 2003 وصاحب الشخصية القوية الذي بإمكانه الوقوف في وجه العيسي لفرض ما يريد وقتما يريد وبالطريقة التي يريدها هو دون سواه أو الاعتذار عن هذه المهمة، وحينها كان سيحشر اتحاد الكرة في زاوية ضيقة وسيكسب لا محالة تعاطف الشارع الرياضي بشكل عام. لست هنا في سياق الدفاع عن العيسي وتبرئته من هذا الجريمة المرتكبة بحق الكرة اليمنية، بقدر ما أحاول نقل المشاعر المحبطة للجمهور الرياضي تجاه المدرب السنيني الذي علّقت عليه آمالاً عريضة في تكرار الإنجاز، فالطبيعي أن يتحمل رئيس اتحاد الكرة المسئولية كاملة ويكون هو المذنب الوحيد لأية نكسة تحدث باعتباره صاحب القرار الأول. قبل نحو أسبوع من الآن أعلن خوان آنخل نابوت رئيس اتحاد كرة القدم في بارجواي أنه يفترض تحمله كل المسئولية فيما وصل إليه منتخب بلاده من موقف سيئ في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.. وقال: “رئيس الاتحاد يكون دائما هو المذنب فيما يحدث من أخطاء بكرة القدم”.. إنها بلاشك شجاعة لا يمتلكها المسئول الأول عن كرة القدم اليمنية. طيلة السنوات الماضية نجحت آلة الشيخ العيسي في خلق مأساة حقيقية تجسدت في إفراغ اليمنيين من طموحاتهم الكروية.. لذا لم يعد محزناً بالنسبة لهم شماتة واستخفاف المعلقين والمذيعين العرب من منتخب بلدهم كما فعل مذيع الجزيرة الرياضية خالد ياسين الذي طالب المنتخب السعودي بعدم لعب مباريات ودية مع المنتخب اليمني لكي لا يتأثر مستوى أدائهم سلباً. ربما يكون الحل الأنسب لهذه المأساة باستقالة العيسي وزمرته وأظنه لو فعلها ستكون الإنجاز الأجمل له ولاتحاده الذي لا إنجازات له.