ظلت بطولة الفقيد "علي محسن المريسي" الرمضانية محل أهتمام ومتابعة من قبل الجميع "إندية وجماهير وإعلام ومسئولين" خاصة في مراحل أنطلاقتها الاولى أبان فترة التسعينات وحظيت بنصيب الاسد من الترقب والاستعداد بالنسبة للفرق حتى ماقبل حلول الشهر الفضيل لما تمثلة من مساحة رائعة في نفوس شباب الاندية وجماهيرها التواقة للفرح والباحثة عن بقعة " ضؤ" وسط عتمة المنافسة الشديدة إنذاك والتي أصبح أمر الحصول على لقبها ونيل كأسها حلم صعب المنال ألا على من بذل أقصى جهوده واستنفر كامل قواه وعد العدة للبطولة قبل أنطلاقتها باشهر عديدة. مابين أمس واليوم مثلت بطولة "المريسي" الرمضانية بعد سنوات قليلة من إنطلاقتها " مرجل" فرح دائم يصل إلى قمة منتهاه في الأفراح والليالي الملاح التي عادة ماتتزين بها ليالي الشهر الفضيل. إذ حفلت مبارياتها طوال حقبة التسعينات بمنافسة وإثارة لاتطاق دفعت عشاق الرياضة " ومهووسي" المتابعة إلى التكدس وبإعداد هائلة أمام بوابات ملعب الشهيد الحبيشي في قلب مدينة كريتر بغية الحصول على تذكرة الدخول وتحمل مشاق الوقوف في طوابير طويلة ولسويعات كثيرة والزحام والذي قد يدفع بسبها المشاهد للمباراة شئ من أغراضه الشخصية "نقود ومدخرات وبطائق" وربما فقدان أو تمزيق قميص كل ذلك حتى لاتفوت متعة مشاهدة المباريات "حامية" الوطيس حينها. فضلاً عن الصورة الجميلة التي كانت تكتسي بها "مدرجات" الملعب العتيق وطغيان ألوان الأندية عليها حيث الولع والعشق يبلغ مداه ، ومايصاحب ذلك من أداءٍ راقٍ ومنافسة شريفة بين مختلف الفرق المشاركة " تضاهي" وإلى حد كبير وربما تفوق حتى منافسات إندية النخبة خاصة ومعظم مباريات البطولة تحمل طابع الدربي الكبير أنطلاقاً من كون المنافسة عدنية خالصة وتصبغ بألوان الزعامة في "مهد" كرة القدم اليمنية. تلك هي بطولة المريسي "أنذاك" !! لكن ماذا عن حالها اليوم ؟؟ لقد تغيرت صورتها، وتبدلت معالمها، ووخفت بريق منافساتها، وغدت أحداثها اشبه ماتكون بمباريات الحواري رغم الجهود من قبل القائمين على أمر الرياضة في عدن خاصة فرع أتحاد القدم بالمحافظة بقيادة الشاب "محمد حيدان" وطاقم العمل الجميل معه وحرصهم على إقامة البطولة رغم الظروف الصعبة والمعوقات الجمة تقديرا منهم لقامة رياضية كبيرة بحجم أبو الكباتن "علي محسن مريسي" وأشهر لاعب يمني على مر التاريخ .
غياب النجم والحافز تراجع مستوى البطولة وأنحدار المتابعة الجماهيرية لها مرده في تصوري تدني مستوى الرياضة عموما في البلد وبالذات كرة القدم وغياب النجوم الكبار اللذين "يلهبون" الايدي بالتصفيق والحناجر بالتشجيع كما هو الحال بنجوم التسعينات الافذاذ " فيصل الحاج الميناء " فيصل الحاج ، ابراهيم عوض، محجوب الخطيب" ،شمسان ( رأفت حمود ، نصر وجميل مقطري ، ماهر عيدروس ) الشعلة ( ماهر قاسم ، على أحمد سعيد ، محمود شحنوته ) وحدة عدن ( وجدان شاذلي ، نضال نصيب ، محمد العبادي ، محمد هادي ، خالد العسل) التلال ( شرف محفوظ ، جمال نديم ، بليغ نعمان ، محمد سعد ، عبد المنعم الحاج ، فتحي جابر" حسان "جياب باشافعي رؤوف ناشر حسن حيدرة جمال العولقي وسيم القعر" وغيرهم كثير ممن لم تسعفنا الذاكرة لسرد أسماءهم في هذه العجالة وقدوم من هم "أنصاف " المواهب إى واجهة المشهد ناهيك تعالي الغالبية منهم في المشاركة في البطولة وتفضيل مباريات "الحواري" عنها . كما أن غياب الحافز التشجيعي للأندية واللاعبين على حد سوا قد قلل بشكل أو بآخر من مساحة الأهتمام بالبطولة ولعل مشاركة الكثير من الفرق فيها تندرج فقط في إطار إسقاط الواجب ليس ألا. ضف إلى ذلك غياب الدعم المادي والمعنوي للبطولة وأنصراف الشركات ورجال الأعمال وحتى الأعلام لمنافسات الحواري والشركات قد ساهم في تلاشي بريق البطولة خلال السنوات الأخيرة وفقدانها للكثير من "حرارة" التنافس المعتاد فيها .
ماينبغي فعله ينبغي على جميع أطراف العمل في فرع الاتحاد "عدن" ومكتب الشباب والرياضة فيها وحتى الأتحاد العام لكرة القدم أن يضعوا العديد من المعالجات والتصورات التي من شأنها إعادة منافسات المريسي إلى الواجهة مجدداً ولن يتحقق ذلك ألا بألزام الأندية المشاركة أولاً على خوض البطولة بلاعبيها الأساسيين، وزيادة "الحوافز" التشجيعية للفرق واللاعبين وتقديم جوائز عينية للمشجعين وإقامة حفل "يانصيب" كبير في يوم الختام على غرار ماكانت تفعلة سيدة الصحف اليمنية " الآيام والآيام الرياضي" في بطولة الأستغلال ومخاطبة رؤوس الأموال واصحاب الشركات لتقديم الجوائز والقيام بالجوانب التسويقية والدعائية من خلال عمل "البرشورات" والملصقات والإعلانات في الشوارع والطرقات وكذلك الصحف والمجلات والتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة " المرئية والمسموعة والمقرءوة "للتفاعل الايجابي مع البطولة على أن يحمل حفل الافتتاح والختام صفة "الرسمية" من خلال حضور كبار الشخصيات الرياضية كوزير الشباب والرياضة أو رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أو من ينوبهما وقيادات السلطة المحلية في المحافظة "المعنية" أساساً بقيام الحدث وغيرها من الأمور التي ستستعيد البطولة من خلالها بريقها المفقود وتسترجع المباريات حرارتها المعتادة كما كانت مع بدايتها الأولى .
أرقام وأحصائيات
انطلقت أول بطولة يوم الخميس الموافق 17 فبراير 1994م بمباراة افتتاحية جمعت عرفان ونصر دار سعد ، وخلال البطولة قدم فريق "الميناء" مستوى ثابت ورائع بقيادة المدرب سعيد علوان، الأمر الذي جعل الفريق يصل إلى المباراة النهائية التي لعبها مع "شمسان" وانتهت لصالح الميناء الذي فاز بهدف المدافع إبراهيم عوض بعد تألق واضح للحارس فيصل الحاج ليحقق فريق الميناء أول لقب في أول بطولة للفقيد على محسن الذي هو من أبناء مدينة التواهي معقل نادي الميناء وأنصاره .
التلال صاحب الرقم القياسي يعتبر نادي التلال هو صاحب الرقم القياسي في عدد المرات التي توج بها كبطل لهذه البطولة ، حيث حققها (9) مرات في أعوام ( 95 ، 97 ، 2000، 2002 ، 2003 ، 2005 ، 2007 ، 2010 ، 2012) ، كما أنه الفريق الوحيد الذي حقق اللقب مرتين متتاليتين في أعوام 2002 مع المدرب العراقي هاتف شمران ، و2003 مع المدرب العراقي خليل علاوي ، كما أن التلال هو الأكثر وصولاً إلى المباراة النهائية حيث فاز بها (9) وخسرها (3) مرات .
هاتف شمران الأكثر مشاركة يعتبر المدرب العراقي هاتف شمران هو الوحيد الذي ظهر خلال هذه البطولة بقوة من خلال مشاركته في ثلاث بطولات حيث خسر بطولة عام (96) أمام (الملك الأحمدي) مدرب وحدة عدن في المباراة الأفضل في تاريخ البطولة ، ثم عاد وأحرز بطولة 2002 ، ثم خسرها مرة أخرى مع فريق الصقر الذي دربه عام 2003 أمام التلال في المباراة النهائية ويعد شمران من افضل المدربيين العراقيين الذي عملوا في اليمن خلال السنوات الفارطات. ماهر قاسم أصغر مدرب سيسجل التاريخ للكابتن "ماهر قاسم" مدرب فريق الشعلة الشاب بأنه أصغر مدرب ينال اللقب عام 2006 ، بعد أن قاد الشعلة للظفر باللكأس بعد أداء جميل في كل مباريات البطولة.
الملك أكبر المتوجين ويحسب لملك كرة القدم اليمنية الكابتن " أحمد مهدي الأحمدي " بأنه الوحيد من أذاق مدرب التلال سنة 96م حينها "هاتف شمران" علقم الهزيمة مرتين في وأحدة من أجمل بطولات المريسي على الأطلاق حيث تفوق عليه أولا في اللقاء الأول ولأن البطولة حينها كانت بظام خروج المغلوب من مرتيت أعيدت مرة ثانية وكانت الغلبة ايضا لابناء الهاشمي بقيادة مدربهم الأحمدي الملقب في الشيخ عثمان وضواحيها "بالملك" ليضع بذلك حدٍ لانتصارات التلال في تلك السنة ويتوج بالبطولة لأول مرة ويكون أكبر المتوجين بالبطولة عن جدارة واستحقاق.
حسان البطل الوحيد من خارج عدن خلال مشوار البطولة يعتبر فريق حسان الوحيد الذي أحرز لقب البطولة من خارج المحافظة حيث خطف اللقب من بين أيدي اندية عدن عام 1999 ، كون أندية عدن استحوذت على كل الألقاب ماعدا عام 99 الذي استطاع حسان أن يؤكد ذاته ويهزم كل أندية عدن ويحمل الكأس الغالية إلى مدينة زنجبار حيث العشق بحسان يصل مداه.
مدربون حققوا اللقب عدد لاباس من المدربيين الوطنيين والأجانب تمكنوا من قيادة فرقهم للتويج بالبطولة وإحراز الكاس منهم ( سعيد علوان "الميناء" ، ابوبكر الماس "التلال"،أحمد مهدي الأحمدي "وحدة عدن" ، هاتف شمران "التلال" ، خليل علاوي "التلال" ، محمود عبيد "وحدة عدن"، عبد الله النينو "شمسان" ، ماهر قاسم "الشعلة" ، رائد طه "التلال" ، محمد عبد الله سالم "الشعلة" ، ياسين محمود "وحدة عدن" ، عبدالله مكيش "حسان" ، مختار محمد حسن "التلال"، عبده سعيد "وحدة عدن" ، قيس محمد صالح ( التلال) وغيرهم لم يتسنى لنا ذكر أسماءهم .