في تاريخ التلال هناك شخصيات لا يمكن ان تتجنبها وأنت تتحدث وتمر بين السطور لتقرأ وتتطلع وتتذكر حتى فترات مضت ، وفي ذلك يطول المقام لان السنوات كثيرة وتتجاوز المئة عام وأكثر . ومن بين تلك الشخصيات التي تميزت بأدوار مختلفة في تاريخ التلال ، كان "العم" سالم باصمد ، رئيس النادي في حقبتين في التسعينات ، امتدت لما يقارب الثمان سنوات .. حيث تميز الرجل واختلف في بعض الجزئيات بل في كثير من الأمور ، فكان ذلك يتضح للجميع في علاقته بالتلال وما يحتاجه في فترات لم يكن فيها المال يتوفر مثلما هو اليوم ، فالرجل الذي كان يعرف حينها كشخصية تجارية وأسم ذات حضور وشخصية اجتماعية بارزة يلتف حولها الجميع ويبحث عنها في موقعها الذي كان يمثله " المحل التجاري" الخاص به في شارع الهريش كما يسمى في كريتر. استطاع خلال سنوات قيادته للتلال ان يكون المساحة الكافية لاحتضان متطلبات نادي كبير والعبور به إلى ممرات طيبة كان فيها للتلال "حنة وطنة" وقيمة ، ربما لم تعد اليوم حاضرة .. فيكفي هذا العم سالم باصمد أنه قاد التلال في فترات زاهية جدا وتحت مظلة امواله الخاصة التي صرف منها للتلال الكثير والكثير ، ولا أظن أحد يستطيع ان ينكر ذلك ، وأن كان البعض يقدم الجحود لهذا الرجل ونسى افعاله وعطاءه وسخاءه للتلال وابناءه في مراحل كثيرة كان فيها يتلمس هموهم وما يحتاجوه حين تقهرهم الظروف . قبل ايام كنت انا والكابتن صلاح سيف الدين ، نطرق باب هذا الرجل لنتلمس حاله ونسأل عن صحته ، وكم كانت تلك اللحظة مهمة لنا من خلال ما لمسناه في وجه "العم سالم" من حالة ارتياح وانبساط لوجودنا منذ اللحظة التي كنا نخبره فيها بأننا على الباب ، فقد كان ينزل من السلم هو ليفتح لنا ويحتضنا "كأب" وبإحساس كنا نبادله في القيمة بالموعد الذي جمعنا به بعد غياب . اللحظة الجميلة والموعد الذي مرينا به من سكة رضى تجاه شخصية نحبها وأعطتنا الكثير، وان غابت عنى ، توالت بعد ذلك فكان الحديث يتبادل وكنى فيه نستمع للرجل بنوع من الحياء في بعض اللحظات ، لأننا فعلا شعرنا بأننا مقصرين الى أبعد حد في السؤال عنه وعن صحته ولو بالتلفون والوسائل الأخرى التي تتعدد اليوم . حتى لا اطيل ، هذا " العم سالم باصمد" والله انه ايقونة في مشوار التلال وتاريخه .. لأنه قدم للتلال مالا يوصف ، وللأسف لم يقدم الله التلال بعدها أي شيءء يذكر ، فقد تناساه حتى من كانوا لا يغادرون محله التجاري وينعمون بما لذ وطاب من سخاء الرجل .. هي رسالة حب ليس إلا ، فما فات قد فات ، هذا الرجل يستحق هو شخصيات كثيرة اخرى ، ان يكون لهم مواعيد تكريم واحتفاء في البيت التلالي الذي قدموا له السنوات من العمر والجهد وحتى العطاء والمال مثلما هو الحال مع شخصية السطور التي رسمت معالم التلال في سنوات ماضية بأموالها.