أظن الجميع يتذكر الحملة الإعلامية التي شنت على وزير الشباب والرياضة معمر الارياني بعد فترة بسيطة من تعيينه، وهي الحملة التي رافقتها احتجاجات بعض الموظفين ضد الوزير ونصب خيام أمام بوابة الوزارة مما حال دون دخوله الى مكتبه لأكثر من شهر. شخصيا كنت من المطالبين وقتها في أن يمنح الرجل فرصة كافية ومن ثم الحكم عليه وانتقاده إذا أخطأ أو قصر، وكنت أظن أن الوزير سيحقق ما لم يستطع أن يحققه من سبقوه لكونه ابن الوزارة ويعرف كل أشعابها، لكن للأسف أوصلتنا الأيام والشهور الى حقيقة مفادها أن كرسي الوزارة كان كبيرا عليه وان الفترة التي قضاها في الوزارة كانت من أسوأ الفترات. بدون أدنى شك إن أكبر مشكلة كانت تعاني منها الوزارة في العامين الماضيين هي ضعف الوزير وعدم قدرته على اتخاذ قرارات قوية يمكن أن تزحزح العجلة ولو قليلا الى الأمام، ولعل أكبر دليل على ذلك الضعف اعترافه أن كل وكلاء الوزارة غير مؤهلين ولا يصلحون لها، ومع هذا كانت وزارة الشباب هي الوحيدة من بين وزارات الحكومة التي لم تشهد أي تغييرات في مناصبها العليا كالوكلاء ومساعديهم والإدارات المهمة. أتذكر أنني كنت قد طلبت من الوزير في تناولات سابقة أن يقوي قلبه وأن لا يسكت على التجاوزات الكثيرة إذا أراد أن يحقق شيئا يذكر، وأكدنا له يومها أن الإصلاحات المحورية تحتاج الى رجل قوي يقطع عرقا ويسيح دما وأن وزارة مهمة كالشباب والرياضة تشتي وزير "مبهرر" وليس وزيرا "يوزع" ابتساماته يمينا وشمالا ولا يريد أن يزعل أحد. انتظرنا طويلا على أمل أن "يبهرر" الوزير في وجه الفاسدين والفاشلين، ولكن من دون فائدة ليفاجئنا قبل أيام وفي آخر أيام حكومته بالبهرار في الاتجاه الخطأ ناحية النجم الخلوق الكابتن عصام دريبان مهددا إياه بالمحاسبة والفصل من الوظيفة العامة. حقيقة وبحسب ما وصلني من معلومات لم أجد في الكلمات التي نطق بها النجم الكبير ما يبرر ذلك الهيجان والتهديدات الاريانية واستغربت فعلا من تصرف الوزير الذي عهدناه هادئا طوال فترة جلوسه على كرسي الوزارة بتلك الصورة حتى وإن افترضنا أن الكابتن قد تجاوز حدود التخاطب المفترض بين الموظف والوزير رغم أنني لا أعتقد أن ذلك قد حدث لمعرفتي بأخلاق وهدوء ورصانة مرعب الحراس وصديق الشباك. وبعدين يا سبحان الله.. إذا سلمنا جدلا أن بن دريبان فعلا قام بتحريض الموظفين على عدم السكوت عن حقوقهم وهذا أمر في اعتقادي ليس محرما أو مستهجنا فلماذا كل هذا الانزعاج والبهرار من الوزير وهو الذي كان وديعا جدا مع الذين نصبوا الخيام ضده أمام بوابة الوزارة وطالبوا برحيله في أول أيامه واتهموه بتهم لا حصر لها كان أقلها أنه فاسد كبير ومشارك بقوة في المحاولات الخاسرة لوأد ثورة الشباب السلمية مطلع 2011 قبل أن يقوم باختراع مناصب جديدة خارج هيكل الوزارة من أجل مراضاتهم وإنهاء فتيل أزمة شعر أنها بدأت تهز كرسيه فعلا. عموما.. كل ما أتمناه هو أن يكون "بهرار" معالي الوزير تجاه النجم الدولي السابق عبارة عن لحظة غضب فقط وانطفأت في حينها.. كما أجدها فرصة لدعوة معاليه بالاحتفاظ ب"البهرار" الى الفترة القادمة والاعتماد عليه كنقطة انطلاق جديدة إذا حالفه الحظ ووقفت الأقدار الى جانبه مرة أخرى ولم تقلب به رياح فبراير التغييرية. كشف تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والخاص بمراجعة وفحص مستندات صندوق النشء والشباب لعام 2012م عن صرف مبلغ 500 مليون ريال بالمخالفة وبعيدا عن الأهداف التي أنشئ الصندوق من أجلها.. وهنا أتساءل.. ألا يستحق هذا العبث والفساد ولو قليلا من البهرار يامعالي الوزير ام انكم ……؟!