تتواصل في العاصمة صنعاء بطولة الكرة الطائرة لما بات يسمَّى بأندية النخبة، في ظل غياب أندية وادي حضرموت "سيئون، شباب القطن، اتحاد سيئون"، ولست أعلم سبباً يمكن أن يقنع به الاتحاد اليمني للكرة الطائرة نفسه قبل غيره بجدوى بطولة تقام في ظل غياب أندية تمثل معقلاً مهماً للعبة على مستوى اليمن، ولست أعلم منطقاً يجيز لوزارة الشباب والرياضة السكوت عن مثله فعل يمكن اعتباره جريمة بحق اللعبة أولاً، وبحق دورها الوطني والإنساني كنوع من أنواع الرياضة تقام بطولاته على شكل دوري، ذهاباً وإياباً، لما فيه من منافع فنية ووطنية. الغريب أن هذا الرفض أو التجاهل لأندية حضرموت ولحضورها الفعال في مثلها بطولة يأتي بالتزامن مع دخول البطولة تحت "ضباب" دخان شركة كمران للتبغ والكبريت، الراعي للنخبة، والأغرب أن الأسباب التي ساقتها الأندية مالية في المقام الأول، وبإمكان الاتحاد حلها بالاستفادة من مبلغ الرعاية لتوفير النقل عبر الجو، كما يستطيع معالي الوزير معمر الإرياني التجاوب معها بتعليمات واضحة وصريحة لصندوق النشء والشباب يتم بمقتضاها صرف مخصصات الأندية المتأخرة للسنة الماضية. ولن أستخدم كلمات الغمز واللمز السياسي بالقول "أن هناك من يستهدف الخصام في صنعاء"، لأن ذلك سيعتبر نوعاً من الغباء، خصوصاً مع اتحاد كل عناصره المؤثرة تنتمي إلى الجنوب، ممثلة برئيس الاتحاد محسن أحمد صالح "عدن"، ونائبه حسين عوض "أبين"، وأمينه العام عبدالسلام بافطيم "وادي حضرموت"، والمشرف الفني الكابتن علي محمد العيدروس "وادي حضرموت"، ولكني سأتحدث عن ظلم ذوي القربى، وهو كما يعلم الجميع أشد مضاضة على النفس من وقع السهام المهندِ. فالناظر للنقاط التي طرحتها أندية حضرموت على طاولة الوزير معمر الإرياني في شكواها ضد الاتحاد، وهي "(1) صرف مخصصات الأندية المتبقية لدى صندوق النشء من العام2013 والنصف الأول من العام 2014، (2) الأوضاع الأمنية غير المستقرة للبلاد، ما قد يعرض سلامة اللاعبين للخطر أثناء سفرهم براً إلى خارج المحافظة، (3) تجاهل الاتحاد لمقترحات أنديتنا في ما يخص آلية ونظام البطولة، وتجاوبه مع مطالب ومقترحات الأندية الأخرى، مما يوحي بعدم تحقيق الإنصاف بين الأندية المشاركة".. لا يمكنه إلا أن يجزم أنها نقاط كان يجب التعاطي معها لمن يبحث عن نجاح البطولة رياضياً ووطنياً، وليس بالتعامي عنها على طريقة التجاهل الظالم الذي حرم البطولة من أهم شروط نجاحها. وما يضحك أو ربما يبكي هو أن اليمن أصبحت 6 أقاليم، أو في طريقها إلى ذلك، بالتزامن مع اختصار الاتحاد اليمني للكرة الطائرة لعدد الفرق المشاركة في بطولته الأهم إلى مجرد 8 فرق تحت اسم النخبة، أصبحت بعد انسحاب فرق وادي حضرموت 5 فرق فقط "خيبل المهرة، الشرطة، أهلي الحديدة، الصقر، الشعلة"، ما يضع الاتحاد في موقف محرج، لأن ذلك يمثل دليلاً آخر على فشله في مهمة الأساسية كاتحاد وطني، والتي يفترض أنها تمر في طريقين، الأول نشر اللعبة، والثاني تطويرها وبناء منتخبات، وهذا ما لن يتحقق في مثلها بطولات. نشر في اليمن اليوم الرياضي