لم يمثل وصول ابن مملكة البحرين محمد قاسم لرئاسة الاتحاد الاسيوي للصحافة الرياضية وبتلك الدرجة من التأييد واإجماع أي نوع من أنواع المفاجأة، ذلك أن من يقرأ المؤشرات يدرك جيدا، أن الرئاسة للمؤسسة القارية، ليست أكثر من خطوة في الطريق المتصاعد في الطموحات والطويل. ليست مشكلة محمد قاسم من أساء قراءة المؤشرات وصدم بما بلغه في غضون السنوات القليلة كحدث استثنائي لم يبلغه كثيرون، بل المشكلة والمعضلة من القارئين غير الدقيقين لما كان مرافقا لرحلته الناجحة والتي كان لها من الدلالات ما يكفي، حتى نقول إنها من الحالات الاستثنائية التي تضرب من الأمثلة ما يكفي حتى نقول إنها المفهوم الجديد لطموحات وأهداف شابة للتغيير من الكثير من القناعات والأوهام السابقة، ويمكن أن تنشئ من القناعات والثقافات ما من شأنها أن تنقل الكفاءات الشابة إلى حيز مختلف من الوجود والتأكيد على أن العمل والأثر الايجابي هو ما يمكن أن يعلو على أي من التفاصيل الأخرى، ذات القناعات الاستسلامية الانهزامية، أو حتى تلك المعنية بالمظاهر الخداعة وتقمص أدوار قيادية دون وجود أي قيمة للعمل يمكن أن يحسب في صالح المؤسسة وكذلك قطاعها من الشباب والمنتسبين. وعندما يظهر محمد قاسم رئيسا للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية بعد أشهر قليلة من عمله مساعدا للأمين العام، وأقنع من خلالها آسيا المترامية الاطراف ومتعددة الثقافات أنه الاجدر والاحق بالقيادة فمن المؤكد أنه ترك الكثير من المؤشرات والدلالات في مجتمعه البحريني والخليجي التي تدلل على ذلك وتثبت أن المؤسسات الاعلامية أمام تغيير قادم وفي شتى الاتجاهات، ليس كما تابعناها في سنوات طويلة ماضية صامتة متجردة من الكثير من المشاعر والاحساس. ربما لا يقتنع البعض من أصحاب القرار في مؤسساتنا ومجتمعاتنا العربية بالكفاءة وقدرتها على قيادة الطابور وتحقيق الريادة في القيادة، الا بعد متابعتها وهي تنال التأييد والاجماع، وهي من القناعات التي خسرت بسببها مؤسساتنا الكثير من المواهب والعديد من الاسماء، وربما نقول ان محمد قاسم كان يمكن أن يتعرض لنفس العثرة وذات العقبات لولا حالته الاستثنائية وما يتمتع به من طموح وقدرات قيادية، ومن تابع فعاليات مؤتمر الاتحاد الاسيوي للصحافة الرياضية الثامن عشر الذي استضافته مملكة البحرين، كان يتأكد له أن ابن المملكة قد فرض نفسه وشخصيته على الجميع، ولم تكن أنشطة الكونجرس الانتخابي ليس أكثر من خطوة قبل الجلوس رسميا على كرسي الرئاسة. هي دعوة ليس أكثر لجميع الكفاءات الشابة ومن يعتقد في نفسه القدرة والامكانات لتولي مناصب ومسؤوليات قيادية، أن يختصر على نفسه الكثير من الجهد والوقت والتركيز على مسيرة قطعها محمد قاسم وكيف أنه نال ذلك الاجماع والتأييد، الا اذا كانت المواهب والكفاءات لا يعنيها تجاوز مرحلة سابقه تجاوزها الرئيس الاسيوي الجديد كانت عالقة بين الاوهام والقيود قدمها لمن هم في قدراته وإمكاناته وطموحاته بمثابة المرجع والتجربة العملية ليس مجرد وعود وأوهام.!