اعترف مسؤولون في جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن، بزيارة وفد يمثلها إلى السعودية للبحث في مخارج للحرب، التي شنوها منذ أكثر من عام بسيطرتهم على العاصمة صنعاء واجتياح المناطق الجنوبية من البلاد في شهر سبتمبر/أيلول من العام 2014؛ في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الشرعية والمعترف بها دولياً، استعدادها للذهاب إلى مفاوضات مباشرة لإنهاء الانقلاب، بينما أكدت إيران مجدداً دعمها للميليشيات المتمردة عبر إرسال «مستشارين» إلى اليمن على غرار ما فعلت في سوريا. وبينما سارعت مصادر في الرئاسة اليمنية إلى نفي قيام وفد حوثي بزيارة السعودية، لبحث إمكانية التوصل لتفاهمات تفضي إلى وقف الحرب المتصاعدة في البلاد، أشار مصدر دبلوماسي سعودي، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح ل«الخليج» إلى أن ما تردد عن بدء مفاوضات مباشرة بين السعودية والحوثيين لا أساس له من الصحة، منوهاً بأن التوصل لأي تسوية سياسية للأزمة اليمنية يجب أن يكون من خلال التفاوض مع الحكومة اليمنية. وبحسب تقارير إعلامية وسياسية، فإن جماعة الحوثي أبلغت الرياض رغبتها في الوصول إلى حل يوقف الحرب الدائرة بالبلاد، بانسحابهم من صنعاء والعودة إلى صعدة، مقابل عدم ملاحقة قوات الشرعية والتحالف العربي لهم هناك؛ فيما أكد حسن زيد، أمين عام حزب «الحق» الموالي للحوثيين أن «ما جرى هو تفاهمات إيجابية قد تفضي إلى وقف إطلاق النار». وفي طهران، أكد نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، جنرال مسعود جزايري، عزم طهران إرسال «مستشارين عسكريين» إلى اليمن، في تصريح يؤكد تدخلها في محاولة يائسة للتغطية على الهزائم العسكرية التي تكبدها حلفاؤها مؤخراً في جبهات القتال، كما تأتي للتشويش على أية محاولة دبلوماسية لإنهاء الأزمة بالمفاوضات. وكشفت الحكومة اليمنية في تقارير سابقة عن أدلة لتورط إيران وأذرعها بدعم الميليشيات، التي فشلت في مشروعها الانقلابي بعد تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودعمه للقوات اليمنية الشرعية، وتؤكد تصريحات المسؤول العسكري الإيراني التقارير بشأن دعم طهران لميليشيات الحوثي وصالح، التي نفذت انقلاباً ضد السلطة الشرعية للبلاد ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، قبل أن تتمدد إلى مناطق أخرى.