نحن جيل حالم؛ أضعنا أعمارنا في نسج أحلام أبت الخروج من المتخيل، علّها تكره التجسيد واقعاً، أو علّنا مارسنا الغلو حتى في أحلامنا، البسيطة في مضمونها، العظيمة في أبعادها. رغم كل الإخفاق الذي يحيط حياتنا، وحالة اليأس التي تعترينا في كل مرة، إلا أننا نمارس الحلم. لم أعد أعي هل ذهابنا إلى قارعة طريق الحلم كي نتشبث بالأمل، أم هروب من مواجهة واقع يضيق علينا بخيباته خيباتنا المتلاحقة، لكن ما أعيه حقيقة أنني أعيش الحلم ومتعته. الرياضة، لها ملعب في أحلامنا، وأشواط إضافية في طموحاتنا. كل ذلك يتنافى مع واقعها البائس، المكتظ بالدخلاء والغرباء و"أم الصبيان"، ونتائجها المكتوبة في خانة الصفرية. في أحلامنا؛ لا وجود للإرياني ولا العيسي ولا نظمية ولا قيادات سلاحها الوحيد قتل الإبداع، ولا كتيبة أقلام الزفة، ولا مرتزقة الحرف، هناك يسكن الحلم بكفاءات دافعها مصلحة الرياضة وخدمة أهلها. في أحلامنا؛ لا تسمع ولا ترى عن جمعيات عمومية، تعمل وفق نظام "الدفع المسبق"، تنحشر في قاعة ضيقة، بعد أن ملأوا جيبوها وأفواهها بالأوراق الخضراء "النقدية منها والعشبية"، لترفع أيادٍ مرتعشة غير قادرة على صناعة التغيير، تجدد البيعة لمن لا يجيد التخطيط ووضع الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف؛ إجادته الوحيدة كيفية إيصالهم إلى القاعة والتطبيل له، ومن ثم يعود الكل إلى مخدعه، بينما تذهب اللعبة ضحية خديعة جديدة امتداداً لسابقاتها. في أحلامنا؛ لا تهان القامات الرياضية المحترمة، ولا تُحارب النجوم، ولا تتعرض الكوادر المجربة للتطنيش، لمصلحة "صحوبية" قذرة، يُختار أسوأ ما فيها. في أحلامنا، أشياء وأشياء أخرى، وما الرياضة إلا قطرة في بحرها المتلاطم، الممتلئ بالأمل، المتدفق برغبة التغيير الحقيقي، تغيير في الشخوص والسياسات. أحلامنا على بساطتها، ومع إيماننا باستحالة تطبيقها في ظل "الطفيليين" الذين استغلوا الفرصة، وانتشروا في كل الأماكن، لكنها تمثل لنا الملاذ الآمن، والقوة الحقيقية التي تمنح للحياة مذاقاً آخر. لم يتبق لنا إلا الحلم، كمساحة نملكها دون وصايتهم أو تدخلاتهم، نصول ونجول فيه، نملك ناصيته، نتبارى فيه، نشبع رغباتنا، نشاهد الإنجازات تتحقق على جانبيه، والانتصارات تتالى. فيه نرقص طرباً حتى تعجز أجسادنا عن الاستمرار. أحلامنا ليست وردية، ولا نسيج خيال، لذلك لن تظل حبيسة المتخيل، ستخرج إلى النور ذات يوم. لا تفرطوا في الحلم، عضوا عليه بالنواجذ، وحرضوا غيركم على ممارسته، فثورته مستمرة. إي والله إنها مستمرة. وخاب من لم يحلم.