شهد عام 1970 انطلاقة جديدة في مسيرة الاخاء والتعاون الخليجي بين ابناء البيت الواحد عندما اطلق الامير الراحل خالد الفيصل فكرة اقامة دورة تجمع بين منتخبات المنطقة لكرة القدم والتي توجت برعاية بحرينية من خلال مشاركة كل من الكويت والسعودية وقطر والبحرين. ولكأس الخليج العربي طعم خاص لدى الازرق الذي استطاع بكل جدارة واقتدار ان يستحوذ على لقب البطولة لاربع مرات متتالية منذ انطلاقتها وحتى عام 1976 عن طريق كوكبة من النجوم اضاءت سماء كرة القدم الكويتية آنذاك واسماء مازالت الجماهير تتذكرها.
وفي عام 1979، استطاع اسود الرافدين ان يكسروا احتكار ابناء «اوه يامال» عندما احتضنت العراق دورة كأس الخليج الخامسة ليتقاسم كل منها لقب البطولة حتى خليجي 10 لتصل حصيلة نجوم الازرق الى 7 بطولات من خلال اقتناصهم كأس الدورات السادسة والثامنة والعاشرة، بينما حصد العراق 3 القاب كانت بدايتها بالدروة الخامسة مرورا بالسابعة وختامها في التاسعة.
وشهد عام 1992 استثناء خاصا كان عنوانه المنتخب القطري الذي تمكن من تسجيل اسمه بطلا للمرة الاولى في تاريخه عبر احرازه لقب خليجي 11 التي احتضنتها دوحة الخير بعد فوزه في 4 مباريات وخسارة وحيدة امام شقيقه السعودي، لينفرط من بعدها عقد الاحتكار الكويتي- العراقي من خلال احراز الأخضر السعودي لقب خليجي 12 في الامارات العربية المتحدة بعد انتصاره في 3 مواجهات وتعادله مع البلد المستضيف.
وفي دورة الخليج الثالثة عشرة، عاد الكأس الى معشوقه الوفي عندما استطاع النجم حمد الصالح ادخال الفرحة الى قلوب الكويتيين باحرازه الهدف الثاني في الشباك القطرية معلنا عودة الازرق الى منصات التتويج الخليجية لترتفع حصيلة منتخب الكويت الى 8 القاب، ليدخل الازرق معترك البطولة التي تلتها كحامل للقب ويكون عنوان مواجهته الافتتاحية امام الاخضر الذي تفوق على شقيقه الكويتي بنتيجة كان قوامها 2-1، وسرعان ما استفاق رجال الكويت متفادين ومتناسين تلك الخسارة الاليمة، لتبدأ من بعدها سلسلة الانتصارات العريضة التي شملت جميع المواجهات اللاحقة مؤكدين بذلك احقيتهم في انتزاع اللقب للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخهم.
واستطاع المنتخب السعودي ان يكتب التاريخ في بداية الالفية عندما خاض المباراة تلو الاخرى بدون خسارة حتى تغلب على شقيقه القطري بنتيجة 3-1 في آخر مواجهاته ليتوج بطلا لكاس الخليج الخامسة عشرة.
وفي عام 2003، استضافت الكويت خليجي 16 بانضمام منتخب اليمن الى معترك الدورة والتي شهدت حفاظ الاخضر على لقبه من تعادله مع الازرق والعنابي وتفوقه على باقي المنتخبات المشاركة رافعا رصيده الى 3 ألقاب لينتقل بعدها بعام واحد علم البطولة الى الدوحة التي أبت أن يخرج لقب الكاس من تحت كنفها بعد اداء مبهر قدمه ابطالها اثر تخطيهم شقيقهم العماني 6-5 بركلات الترجيح في المباراة النهائية، لتعود البطولة الخليجية الى بريقها عام 2007 التي اقيمت في الامارات العربية المتحدة التي سجل بها ابناء زايد اروع الملاحم باقتناصهم اللقب للمرة الاولى في تاريخهم بعد تفوقهم على الشقيق العماني بهدف دون رد ليسجل الابيض اسمه ضمن المنتخبات الحاصلة على أغلى الكؤوس المتنافس عليها بين الاخوة الخليجيين.
وفي خليجي 19 الذي لاقى كل ترحيب وضيافة من سلطنة عمان، تمكن فرسان السلطان قابوس من حصد الكأس الغالية للمرة الاولى في تاريخهم بعد مسيرة طويلة دامت 25 سنة منذ تسجيل اول مشاركة لهم عندما استطاعوا تجاوز الاخضر 6-5 بركلات الترجيح.
وبعد غياب دام 12 عاما وتحديدا في خليجي 20 الذي اقيم للمرة الاولى في الجمهورية اليمنية، ارسل النجم وليد علي تسديدة كرة صاروخية سكنت الشباك السعودية في الشوط الاضافي من عمر المباراة النهائية لتكتمل فرحة اهل الكويت بحصد اللقب العاشر ضمن مسيرة حافلة بالانجازات.
وفي عام 2013، التقى ابناء الخليج في ارض دلمون التي كانت فاتحة خير للمنتخب الاماراتي الذي حقق لقب خليجي 21 اثر تخطيه شقيقه العراقي بنتيجة 2-1، لينتقل علم البطولة بعدها بعام واحد الى مدينة الرياض التي دائما ما كانت محل ترحيب لكل اشقائها الخليجيين، حيث خاض المنتخبان السعودي والقطري مواجهة في غاية الروعة من خلال الاداء الفني والاخلاقي، لتنتهي تلك المباراة باعتلاء العنابي منصة التتويج بعد تخطيه الاخضر بنتيجة 2-1.
واليوم، يحتضن وطن النهار وبلد «الصداقة والسلام» بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين، فهل سيستطيع المنتخب القطري المحافظة على الكأس، او ستكون المنافسة شديدة بين منتخبات الامارات والسعودية وعمان، ام سيرجع اللقب الى معشوقه القديم، او اننا سنشهد ميلاد بطل جديد؟