بانتهاء انتخابات اتحاد كرة القدم وبقاء أحمد صالح العيسي في مكانه دون زحزحة ، وتبخر أحلام معارضيه في تحويله إلى رف المتقاعدين ،بات الأمر ملزما على الجميع" محبين وكارهين، مؤيدين ومعارضين، متفائلين ومتشائمين" الوقوف إلى جانبه والشد من أزره ، ليس لشخصه وإنما لصالح كرة القدم اليمنية التي ذرفوا لأجلها الدموع بالحق تارة وبالباطل مرات كثيرة. بقي العيسي .. وذهبت أماني المتربصين به إدراج الرياح وهوت أمانيهم في واد سحيق، ليس لأنه نادرة "وقته" وفريد "مكانه" ووحيد "زمانه" ، وإنما لفشل معارضوه في إيجاد البديل له رغم صرخات التباكي وأصوات "التذاكي" بزعم الحرص على سمعة الوطن وفي الغالب "مكايدات" شخصية " ونزعات" مصلحيه ، دون إغفال الأصوات المحبة للوطن فعلا وقولا. بقي العيسي .. لفترة قادمة تتطلب بذل المزيد من الجهد والعمل ليس منه وحده ولكن من جميع الإطراف :"الحكومة، الوزارة، القطاع الخاص، الإعلام ، الجماهير، الأندية" وكل من له علاقة بالرياضة، مع إيماني المطلق أن التغيير الذي ننشده لن يتحقق، والتحول الذي نبحث عنه لن يتم لأن ذلك يحتاج إلى وقت "كافي" ومال "أضافي" وقبل ذلك الإدارة والإرادة من رأس أعلى هرم في البلاد إلى أصغر مسئول فيها وهي أمور نفتقدها من سنوات طويلة ولا ينكرها إلا من يرى الأمور بعينين مغمضتين أو أنه لا يرى بهما أبداً. بقي العيسي .. وببقائه لن تخمد أصوات معارضوه، ولن تذهب تربصات كارهوه، لكن ما ينبغي التوقف عنده والتمسك به كثابت لا يقبل النقاش هو التجرد من الترصد المقصود والتصيد المرفوض " والمواءمة" بين الواقع الذي نعيشه ، والأمل الذي نريده بحيث لا تذهب أحلامنا إلى ما هو غير ممكن ، ولا يجب أن ننقاد بعواطفنا إلى حيث ما هو غير معقول، فحال كرة القدم عندنا كحال وواقع بلدنا، وصعود الجبل على عكاز " حمق" ومطالبة الفيل الطيران بجناح البعوضة "جنون". بقي العيسي .. كالصخرة الصامتة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء، إلا أن الأهم من ذلك إلا نظل نقلب في دفاتر الماضي لأن ذلك ضياع للحاضر وتمزيق للجهد ونسف للساعة الراهنة، وبالتالي فإن مساعدة أعضاء الاتحاد أمر مطلوب بل وملّح أيضا وترك ما سوا ذلك حتى يمكننا بعد ذلك تصويب سهام النقد وتقويم الاعوجاج بمصداقية وتوضيح الأمور بعقلانية بعيداً عن "شطط " القول الذي يهدم ولا يبني كما حصل في المرات السابقة. بقي العيسي .. ومن المفيد القول أن التباكي على كرة القدم عندنا لم يعد مفيداً، ونصب خيام العزاء في حضرتها لم يكن مجديا ، فالريح تتجه للأمام ، والماء ينحدر للأمام لا للخلف وعلى هذا الأساس ينبغي أن تتسع مساحة العمل وتكبر رقعة الأمل بحيث يشارك الجميع في الإبحار بقارب كرتنا إلى شاطئ النجاة ، وذاك خير مليون مرة من التمترس خلف مواقف واهية والاحتماء بجدران هشة فاليوم غير الأمس وغداً غير اليوم وهكذا. قبل الختام عفى إتحاد كرة القدم المنتخب حديثا عن شرف محفوظ ورفع عقوبة الإيقاف عنه وذاك أمر جميل وتصرف مثالي خصوصا والاتحاد يريد فتح صفحة جديدة مع كل ما هو متعلقا بعمله ، لكن، أن يتم تصوير ذلك واعتبار العفو عنه مجرد الخوف من شرف الذي ينوي بحسب تلك الأصوات منافسة العيسي على كرسي الرئاسة فذاك أمر لا يعدو إلا أن يكون مدعاة للسخرية والضحك معاً .فربعوا على أنفسكم !؟