من بين قليل الصحفيين اللذين يدركون أن للكلمة " قدسية" وللمهنية احتراما ووقاراً يبرز اسم الزميل "فرحان المنتصر" كواحد من أولئك اللذين تتشرف بهم المهنة ولا يتشرفون بها. عرفته منذ فترة مثال للشاب الطموح الخلوق ذو "همة" وثابة ونفس متطلعة غير مستعجلة ،لم يحرص على شهرة مؤقتة، ولم يسع لثناء زائف فحقق النجاح وانفرد بالتميز وكتب اسمه في لوحة التفرد فكان صاحب أول "موقع" رياضي يمني رغم صنوف "المحن" وتزاحم الإحن لكن الإرادة والتصميم تصنع المستحيل غالبا. لم يأبه "للمعيقات" ولم يلتفت لكثير الصعوبات ،واصل سيره بتؤدة وهدوء ،كان يدرك أن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة ثم تعقبها خطوات ومن عود نفسه على التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات وخفت عليه الأزمات. لا يتزلف في كتاباته ولا يلمع أحد لغرض الحصول على "مصلحة" ولا يجامل لأجل منفعة ،يقف عند الحق ولا يلتفت لشئ غيره فكسب حب واحترام الناس له قبل محبيه وأصدقائه. في خليجي 21 بالبحرين كان يغرد وحيداً ، ففي الوقت الذي كان فيه معظم الإعلاميين يخوضون حربا ضروساً من أجل يكون كل واحد اسمه في كشف المغادرين الى العاصمة المنامة ،كان هو بمنأى عن كل ذلك إذ لم يشغله شاغلٌ ، ولم تلفحه حرارة الانتظار والترقب أن كان مسافراً أم لا ؟ وصلت تأشيرته أم تاهت في الطريق.. ولكنه حزم حقائبه ويمم "شطره" وجه المحرق والرفاع وضاحية السيف وشارع المعارض على حسابه الخاص ليسجل انفرادا هو الأول من نوعه على صعيد الصحافة الرياضية اليمنية . هناك لم يطلب "مساعدة" من أحد ولم يجلس على مائدة مسئول لإيمانه المطلق أن حضور مثل هكذا فعالية رياضية لا تعني الحصول على بدلات السفر أو فسحة وصورة وربما سهرة ومؤانسة ، بقدر ماهي حضورا لافتا وتفاعلا مسئولاً وتناولات صحافية وعبارات مرتبة ومفردة جميلة وأعمدة ثابتة. أمام ذلك كان أبا عبد الملك ضمن طاقم صحيفة الأيام البحرينية دون سابق معرفة ، ومن كان صادقاً مع نفسه والآخرين ،أميناً في أخلاقه وتصرفاته كان الله حسيبه والتوفيق قرينه فنال "الثقة" وحاز على رضاء القائمين على الصحيفة فهو "المنتصر" فعلاً وقولاً لمهنة الإعلام تعاطياً وتعاملاً وأخلاقاً وكتابةً ، وهو الفرحان لما حققه من نجاح وتميزٍ وانفرادا وحفاوة. الصورة للزميل فرحان المنتصر في منصة الاعلاميين بملعب خليفة في البحرين بعدسة الكاتب