- لم يفاجئني الاتحاد اليمني لكرة القدم وهو يعين الكابتن سامي نعاش مدربا للمنتخب الوطني الأول، مع انه نجح لتوه في منتخب الناشئين، وكان يفترض استمراره هناك لإكمال مسيرة النجاح، ولم أتفاجأ وأنا اسمع ان الاتحاد عيّن لجنة رباعية الدفع مكونة من “حسن عبدالحميد، خالد صالح، وعبده لطف، وعبدالله الدهبلي” للبحث عن مدرب للناشئين من أوروبا الشرقية، ولم أتفاجأ أيضا والاتحاد ينفض كل قرارات التكليف المرتجلة تلك بقرارات أخرى تثير السخرية تم من خلالها إنزال النعاش إلى مرتبة المساعد في المنتخب الأول وتعيين السنيني في منصب المدرب للمنتخب اليافع بعد ان كان مدربا للكبار. - والحقيقة ان ما تم لم يكن مفاجئا لي ولن يكون حتى لو تم تعيين د.حميد شيباني مدربا للمنتخب الأول والشيخ احمد صالح العيسي مساعدا له، فكل المتناقضات أصبحت منتظرة من مثله، اتحاد يبعث على الضحك من غير كركرة، فهو لا يحترم اللوائح ولا ينضبط للقواعد وليس لعلمه صلة بالنظام أو على الأقل الأعراف الرياضية المتبعة. - المنطق يقول ان أمين السنيني لم يقصر كمدرب مؤقت للمنتخب الأول أو هكذا نعرف بناء على تصريحات يفترض أنها مسئولة لقيادات الاتحاد وكان يفترض ان يستمر في مهمته على الأقل لأنه أخبر بالمنتخب الذي شكله هو بعد خليجي 20، وهو محضر لان يكون مدربا عاما في حالة وصول مدرب أجنبي، مع أني اشك في قدرة الاتحاد على النجاح في الحصول على مدرب عالمي حاليا على الأقل ، فالسنيني عمل مساعدا لستريشكو وهو يتحدث الانكليزية بشكل ساعده وسيساعده على التواصل من موقعه كمدرب عام أو مساعد فعال في المنتخب، وهو ذات المنطق الذي كان يلزم الاتحاد اليمني لكرة القدم بالحفاظ على منتخب الناشئين من خلال تجديد الثقة لمدربه الذي نجح في تأهله إلى المونديال الآسيوي.. ذلك هو المنطق.. وذلك هو القرار الطبيعي والمنتظر.. وليس هناك مبرر للتغيير والتبديل إلا ان كان هناك ثمة قصور أو تقصير لم يتم الكشف عنه فانه كان يجب الاستغناء عن خدمات المدربين وليس مجرد تبادل المراكز. - ما حدث مع السنيني والنعاش ذكرني بخبر نشرته في جريدة (يمني سبورت) بخصوص تعيين شرف محفوظ مدربا للتلال، وقد اعترض على صيغته زميل، مؤكدا ان الأمر اتفاق بين طرفين وليس تعييناً، وهو أمر اتفقت معه في شكله ومضمونه ولا خلاف في عالم الاحتراف، إلا ان واقع الحال يؤكد ان المدربين في اليمن ابعد ما يكونون عن الموظف الذي يملك حق الاستقالة رفضا لتعيين في منصب غير مناسب، ما بالك بقدرته على فرض شروط في عقود لم توقع وان وقعت فهي صورية. - وما سبق ذكره يؤكد ان مشكلة المدربين في اليمن مشكلة مركبة جعلتهم منزوعي الثقة لأنهم رضخوا للإدارات في الأندية والاتحادات فأصبح المدرب الأوفر حظا هو ذلك الذي يقدم التنازلات ويقبل بالوقوف في المنطقة الفنية وهناك من يسيّر لاعبيه مثل قطع الشطرنج وهو راكز رأسه انتظارا للراتب الحقير. - بصراحة كنت أنتظر وربما أتمنى ان يظهر النعاش أو السنيني ليقول للاتحاد لا أنا مدرب في هذا المنتخب ولن اقبل بالانتقال أو التغيير إلا وفق أسباب وعقد وشروط.. لكنهما لم يفعلا. إذاً المسألة محسومة وقدر نرى أحدهما منتدبا من الاتحاد في وقت قريب للإشراف على فريق نادٍ ما لأنهما وغيرهما من المدربين أقل من موظفين لدى الاتحاد أو هكذا نفهم حتى يثبت لنا العكس.. إنهم يسيرون بالريموت كنترول في زمن الحرية. "عن صحيفة الجمهورية"